مصائب اللبنانيّين… من الإرتطام الكبير الى الإبادة الجماعيّة!
كتبت كارول سلّوم في “أخبار اليوم”:
من أكثر الكلمات التي تم تداولها في لبنان في الفترة الاخيرة جراء الوضع الراهن هي عبارة “الارتطام الكبير”، وليس معروفا كم مرة استخدمت في اليوم الواحد سواء من خلال محللين أو مواطنين أو زوار او غيرهم إلا أنها ادرجت في إطار الأكثر شيوعا.
ومن يحاول العثور عن معنى “الارتطام” في معجم اللغات يجد أنها تشير بوضوح إلى السقوط والتهالك وهذا المعنى يصيب الواقع اللبناني في كل المفاصل. وبكل التأكيدات يطلق على اللبنانيين تسمية “المرتطمون” أو الشعب المرتطم أي المتهالكون أو الشعب المتهالك. نعم وللاسف هكذا هو واقع الأمور في ظل غياب مبادرات انقاذية أو حلول.
لكن ماذا يعني الارتطام الذي يلحق بالشعب؟في تفسير الارتطام عامة تحضر إلى الأذهان أحداث ارتطام كويكبات أو مركبة فضائية بأحدى الكواكب أو سيارة بشاحنة أو ارتطام أحدهم بباب وهذه الاخف وطأة.
اما حال اللبنانيين فيعد ارتطامهم المشهد الأكثر صعوبة لأن الأمر بمثابة ابادة حقيقية بفعل انعدام قدرتهم على المواجهة أي مواجهة الهلاك المحتم… انعدمت القدرة الشرائية، واستفحل الغلاء، وذلَّ الشعب، ونهبت أمواله، وعانى ما عاناه من فساد وتخبط في الأداء السياسي ومن المحسوبيات السياسية والحزبية. ألا يعتبر ذلك ارتطاما؟
اما من يقول أن الفرصة لا تزال سانحة للمعالجة قبل حصول هذا الارتطام الكبير الذي قيل أنه على وشك الحصول فهو مخطئ لأن الارتطام وقع ولا يزال يحصد تداعيات. فهل هناك من واقع أشد صعوبة لما يحصل اما اننا مقبلون على الأسوأ بعد؟!
تقول مصادر مراقبة لوكالة “أخبار اليوم” ان أكثرية اللبنانيين باتوا في قلب الارتطام وما تشي به التقارير يعزز ذلك على أن الحكومة وفي حال تأليفها قد لا تكون قادرة حتى على أي إنقاذ لأن هناك حاجة إلى سنوات وسنوات من إعادة ترتيب الوضع وبالتالي ما من حل قد يتكشف بين ليلة وضحاها.
وترى المصادر نفسها أن الأشهر المقبلة هي الأشهر الأكثر سخونة بعد رفع الدعم الكامل وبالتالي ستكون الحكومة في الواجهة من دون إمكانية إلا لبعض الاستقرار الذي تؤمنه مساعدات الخارج ولاسيما صندوق النقد الدولي الذي بدوره لن يقدم الهدايا.
اذًا، أصبح الشعب اللبناني يحمل صفة “الشعب المرتطم” من دون أن يسعى إلى ذلك. فهل من دواء فعال؟