مقالات

حملة إيرانيّة ضد سلامة

كتب جان فغالي في “أخبار اليوم”:

من دون سابق إنذار، وفي توقيت أقل ما يُقال فيه إنه مريب، أطلَّت وكالة ” مهر” الإيرانية الرسمية بـ “تقرير خاص” عن حاكم مصرف لبنان رياض سلامة تحت عنوان: “مهمة رياض سلامة في لبنان  تخفيض قيمة الليرة حتى إنهيار الإقتصاد”.

“التقرير” يُلصِق “تهمتين” بسلامة:

“عميل الدول الغربية، ومتورِّط في قضايا فساد”، ويقول: ” تورط حاكم مصرف لبنان المركزي، الرجل الأول في هذا البلد وعميل الدول الغربية، في قضايا فساد مختلفة وهو السبب الرئيسي في انهيار قيمة العملة الوطنية اللبنانية.”

ويركِّز التقرير على ما يصفه “علاقة رياض سلامة الودية مع الأميركيين، وأنه يعمل على تنفيذ مهام أميركية في لبنان. ويحاول عمداً تصعيد أزمة الاقتصاد في لبنان من خلال اتباع سياسات خاطئة.”

جملةٌ من الأسئلة تُطرَح تعليقًا على هذا “التقرير”:

ما هي “المعلومة” الجديدة التي قدّمها “التقرير” للقارئ؟ المتعارَف عليه مهنيًا ان “التقرير الصحافي” ، يُفتَرض ان يتضمّن “معلومة واحدة على الاقل” وإلا يكون وجهة نظر أو “تقريرًا مدسوسًا” او “خواطر” على أبعد حد!

استند ” التقرير” إلى لقاء السفيرة الاميركية مع سلامة ليصنِّفه عميلًا! هل كل مَن يلتقي السفيرة الأميركية هو عميلٌ بنظر الوكالة الإيرانية الرسمية؟

للتذكير: السفيرة الاميركية في لبنان تلتقي رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الجمهورية ميشال عون ورؤساء حكومات، الحالي والسابقين، ووزراء ونواب وقادة امنيين، من قائد الجيش إلى مدير الأمن العام إلى مدير عام قوى الامن الداخلي ، ورؤساء احزاب وقادة فكر ومجتمع مدني، فهل هؤلاء جميعًا عملاء بمجرد ان التقوا السفيرة الاميركية ؟

ويقول التقرير: “سلامة هو السبب الرئيسي في انهيار قيمة العملة الوطنية اللبنانية.” والسؤال هنا: هل حاكم المصرف المركزي في إيران هو سبب انهيار العملة الإيرانية؟

محافظ البنك المركزي الإيراني، عبد الناصر همتي، حين بدأت العملة الإيرانية بالانهيار، كتب: “البنك المركزي حاول التركيز على استيراد الأدوية والسلع الأساسية خلال العامين الماضيين، على الرغم من القيود المفروضة التي تمنع حصولنا على النقد الأجنبي، وفي ظل أشد العقوبات النقدية والمصرفية غير المسبوقة حاولنا منع انهيار الاقتصاد الإيراني”. ومع ارتفاع سعر الصرف في الأسابيع الأخيرة، كانت هناك هجمات منظمة على البنك المركزي”.

كأن محافظ البنك المركزي الإيراني يتكلم بلسان حاكم مصرف لبنان ، فهل “عبد الناصر همَّتي” عميل للاميركيين بنظر وكالة مهر الإيرانية الرسمية وبنظر كاتب التقرير “رامين حسين آباديان”؟

ما اوردته وكالة “مهر” هو تتمة لحملة حزب الله وأضلعته السياسية والإعلامية و”المصرفية” ورجال مال وأعمال في لبنان ودنيا الإغتراب، ضد حاكم مصرف لبنان، فهل المطلوب إخضاعه من اجل تنفيذ عمليات مالية لا تلتزم المعايير الدولية؟

الغريب في الأمر أن ايًا من المسؤولين اللبنانيين لم يكلِّف نفسه عناء الرد على وكالة “مهر” الرسمية الإيرانية، ليس دفاعًا عن سلامة، بل ردًا لتهمة العمالة على مَن يلتقي السفيرة الاميركية .

قسم التحرير

التحرير في موقع قلم سياسي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى