جعجع : يا شيعة لبنان إنتفضوا!

كتب داني حداد في موقع mtv:
لا استقبالات رسميّة في معراب منذ فترة. سمير جعجع “مش عالسمع” إلا عند الضرورة. هو تخلّى عن الملابس الرسميّة، غالباً. يمشي في مكتبه ذهاباً وإياباً. يجلس. يكتب. يقرأ. يمزّق أحياناً ما كتبه. الموعد الخامسة والنصف من عصر الأحد المقبل، في قداس “شهداء المقاومة اللبنانيّة”.
يملك رئيس حزب القوات اللبنانيّة سمير جعجع طقوساً خاصّة لكتابة كلمته السنويّة في القداس. هو يجمع الأفكار قبل أسابيع من خلال لقاءاته وما يصله من استفهامات يطّلع عليها من خلال مقرّبين. ثمّ يبدأ بالكتابة على مراحل، ليحتفظ ببعض الأفكار ويتخلّى عن بعضها الآخر. كلمته يكتبها كاملةً بنفسه، وهذا أمر نادر عند الزعماء. ثمّ، حين ينجزها، يطلع عليها مقرّبين ويناقش بعض ما فيها، وينفتح على التعديل إن اقتنع.
هذا في الشكل، أما في المضمون فيطلّ جعجع من معراب البعيدة، في الجغرافيا وفي الصراع على حصصٍ في حكومة لم تبصر النور، ولن، نكاد نجزم. ولهذا الموضوع “حصّة” من كلام جعجع الأحد.
وسيتوجّه رئيس “القوّات”، في جزءٍ من كلمته، الى أبناء الطائفة الشيعيّة. يرى جعجع أنّ الصوت الشيعي المعارض لحزب الله ظهر بوضوح في تحرّكات ١٧ تشرين، وعليه أن يظهر من جديد في الانتخابات النيابيّة المقبلة، إنطلاقاً من أنّ الشيعة مكوّن أساسي في البلد وعليهم ممارسة حريّتهم، كما عليهم مسؤوليّة التصويت بعيداً عن خيارات حزب الله.
وسيتوقّف عند الحرمان الذي بات يطال غالبيّة الشعب اللبناني، وليس الشيعة وحدهم، والمسؤوليّة الأكبر يتحمّلها، برأيه، حزب الله. لكنّ التغيير لا يأتي من الخارج، سيشدّد جعجع، بل من صلب إرادة الناس.
كما سيتوقّف، من بين “محطّات” كلمته، عند التحقيقات في انفجار المرفأ ليؤكّد أن لا خطوط حمراء حول أحد، بل يجب أن يخضع الجميع للمساءلة، من دون حصانات.
كذلك سيحضر الهمّ الاجتماعي في كلمة جعجع، حيث لبنان في أزمةٍ مفتوحة وفراغٍ مستمرّ، والشعب اللبناني متروك لمصيره. ومع ذلك، سيفتح جعجع باب أملٍ.فلبنان شهد مراحل صعبة وتجاوزها، ولكن يجب أن يتحلّى اللبنانيّون بالإيمان والرجاء لتجاوز هذه المحنة.
قداس “شهداء المقاومة اللبنانيّة” حدثٌ بارز في مسيرة “قوّات جعجع”. الحدث أكثر رمزيّةً هذه السنة، في ظلّ حربٍ متعدّدة الجبهات تُخاض على “القوات”. وهو القدّاس الأخير قبل الانتخابات النيابيّة التي يعوّل عليها جعجع كثيراً. والمناسبة تحلّ قبل أقلّ من شهرين على ذكرى انتخاب رئيس ساهم جعجع في وصوله، قبل أن يصبح في طليعة معارضيه.
٥ أيلول محطّة مهمّة. سيسمع “القوّاتيّون” ما سيقوله “حكيمهم”. معظمهم يترقّب ما سيفعله “الحكيم” بعد ٥ أيلول…



