سياسة

نائب : هذه أرضي وهؤلاء أهلي

تزدحم الهموم في حديث النائب فريد البستاني. هو يعبّر عنها بكلامه وتعابير وجهه. لا تلمح ابتسامةً على وجه البستاني إلا حين يتحدّث عمّا أنجزه في الشوف. يستقيم في قعدته. يقلّب في كتيّبٍ أعدّه لتقديم جردة حسابٍ بما حقّقه في أول ثلاثين شهراً في النيابة. ما من نائبٍ آخر فعل ذلك. 

يقدّم نائب الشوف نفسه، من خلال كلامه لموقع mtv. هو عضو في تكتل “لبنان القوي”، متحالف مع التيّار الوطني الحر. الوحيد الذي لم يترك التكتّل من الحلفاء. يشير الى أنّه يعبّر عن رأيه بحريّة داخل اجتماعات التكتّل، بلا عراضاتٍ إعلاميّة وتسريباتٍ. وهناك من يسمع ويحترم، يقول. 
والاحترام الكبير يعبّر عنه البستاني لرئيس الجمهوريّة. لكنّ قوّته أيضاً في أنّه لا يقطع جسر تواصلٍ مع أحد، على مستويي الشوف ولبنان، فتراه في دور الوسيط أكثر من مرّة، أيضاً من دون عراضاتٍ وتسريبات.
ويُظهر البستاني في كلامه بعض الطوباويّة السياسيّة، وهو ما لا تألفه في هذه الأيّام، وسط غابة السجالات بين السياسيّين التي لا تطعم الفقير خبزاً، ولا تمنح اليائس من الوطن أملاً.
وإذا كانت أحلامه كبيرة، كما يقول، فإنّه تحدّى الظروف السائدة في البلد ونجح في تحقيق أكثر من خرق، في السياسة والإنماء وحقوق الناس. نعدّد مشاريع عدّة على صعيد البنى التحتيّة، لإصلاح طرقات، وإنارة أخرى، كما على الصعيد السياحي والتراثي، بالإضافة الى وضع مخطّط لجعل الشوف وجهة أولى في السياحة الداخليّة، ودعم مهرجانات في أكثر من بلدة عبر المؤسّسة التي تحمل اسمه.
ويحضر إسم فريد البستاني داعماً في الرياضة والزراعة، وقد أنشأ مؤسّسة “شوفيّات” لتنشيط الزراعة في الشوف وتأمين أسواقٍ للتصريف وتحسين الجودة وتوزيع البذور. والإنجازات هنا كثيرة، والإشادة مستحقّة.
ومن العلامات المضيئة، التي يتحمّس البستاني عند الكلام عنها، استكمال بناء مستشفى دير القمر الحكومي، الذي سيكون بتصرّف جميع أبناء الشوف، وهو قدّم هبة عينيّة كريمة لإنجازه. كذلك، كانت له مساهمات أخرى في القطاع الصحي، خصوصاً في فترة الذروة لانتشار فيروس كورونا.
يبدي البستاني حرصاً على تمسّك أبناء الشوف بأرضهم. يساهم زراعيّاً، ويساعد غذائيّاً واجتماعيّاً. يقول: “هذه أرضي وهؤلاء أهلي”.
أما تشريعيّاً، فيملك البستاني مساهمات في عددٍ من اقتراحات القوانين، ومع انتخابه رئيساً للجنة الاقتصاد والتجارة والصناعة والتخطيط زاد حضوره النيابي حجماً ودوراً، كما كان له دورٌ فاعل في إقرار البطاقة التمويليّة.

نغادر مكتب النائب فريد البستاني. وهو يغادره أيضاً. وجهته الشوف، حيث يعقد لقاءات ويستقبل ويتابع ويهتمّ. هو يَعِد ويفي، وحين يتعلّق الأمر بأبناء الشوف، يقول: “تصبح الخدمة العامّة متعةً وواجباً”.

قسم التحرير

التحرير في موقع قلم سياسي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى