مقالات خاصة

قانون الإنتخابات و التغيير المنتظر

كتب فادي مالك الخير في موقع قلم سياسي

لبنان الغارق في كوارثه الاقتصادية و المالية بات على قاب قوسين او أدنى من الانتخابات النيابية المقبلة بعد أشهر من الآن …
هذه الانتخابات التي تحمل هذه المرة عناوين مختلفة أقل ما يقال فيها أنها ستكون انتخابات مصيرية بكل ما للكلمة من معنى …
الكل يخاصم الكل و الكل يتربص بالكل ، في وقت سقطت فيه معظم التحالفات و أظهرت فيه أن التسويات التي بُنِيَت على باطل و جمعت النقيضين ، إنما هي أمور غير قابلة للعيش و الإستمرار أقله في ظل المتغيرات الإقليمية التي تنعكس على الوضع العام القائم في البلد إضافة إلى الأزمة المالية و الاقتصادية الحادة التي يعيشها المواطن على مختلف إنتماءاته السياسية و مشاربه الطائفية و المذهبية …
فالانهيار الحاصل في البلد لا يفرّق بين منطقة أو أخرى ، بين سني أو شيعي أو درزي أو مسيحي ، فالحاجة واحدة و الوجع واحد و نحن جميعا نغرق في نفس السفينة ، و نحلم بالاستيقاظ من هذا الكابوس المروّع الذي يجثو فوق صدورنا أجمعين …
من الانهيار المخيف للعملة الوطنية إلى اختفاء الدواء و احتكاره من قبل تجار البشر ، إلى أزمة الكهرباء و المحروقات و وقاحة المهربين الذين باتوا أقوى من الدولة و أجهزتها …
سقطت المحاولات المتكررة لتشكيل حكومة اخصائية قادرة على إدارة الأزمة …
بات الجميع من مسؤولين و مواطنين و ثوار أمام الاستحقاق الكبير الذي نأمل منه أن يكون سببا في تحول لبنان من الدولة الفاشلة المشرذمة إلى دولة قوية بمؤسساتها تحمي المواطن و تؤَمّن له العيش الكريم …
الدستور اللبناني واضح وضوح النهار في هذا الإطار ألا و هو إجراء الانتخابات النيابية خارج القيد الطائفي …
من هنا لا بد من إعادة النظر بالقانون الحالي الذي أوصل البلد لما هو عليه اليوم و كرّس الانقسام المذهبي الذي سبّب الانهيار و العودة إلى روح الطائف الذي كلف لبنان و اللبنانيين الكثير …
اليوم و بعد سقوط التسويات الهجينة ، يجب علينا جميعا تحمل المسؤولية ، أقله في إعادة تكوين السلطة بشكل يتيح للطبقة السياسية المنتخبة فيما بعد أن تكون حرة و قادرة على تنفيذ الإصلاحات المطلوبة لإنقاذ لبنان الرسالة من الزوال …
على المسؤولين إعادة حساباتهم و على الثورة أن تحدد أهدافها و أن تعلم جيدا من هو المعطل و من هو الفاسد و أن تحسن الاختيار فتحاسبهم في صناديق الاقتراع و تدعم القادر فعلاً على قيادة سفينة التغيير. …
فالإصلاح و التغيير ليس شعارا أو لباسا يستخدمه البعض متى شاء في حروبه الدونكيشوتية الفاشلة …
علينا العمل جميعا للضغط من أجل قانون انتخابي عصري و عادل يحاكي تطلعات و هواجس الناس و المواطنين و لا يفرق بين أحد منهم ، فيكون الهدف واحد ، إعادة انتاج سلطة جديدة تكون قادرة على تحقيق العدالة و فرض مبادىء المواطنة الصحيحة و الاعتدال لتأمين استمرار سلامة العيش المشترك …
على الشعب تحمل المسؤولية ، و لو لمرة واحدة في حياته ، و عدم الإنجرار إلى لعبة التخوين و الشحن الطائفي و المذهبي الذي يستخدمونه لإخضاعنا و تنفيذ رغباتهم للوصول للكرسي مجددا ، فلا نسقط في نفس الحفرة مرة أخرى …
ألم يكفِنا من ذل و عذاب و استغلال من أجل تحقيق رغباتهم و مصالحهم الخاصة …
فلنحسن الإختيار ، و لنتعلم من أخطائنا و لنقف في الصف لساعات طويلة لممارسة حقنا في الاقتراع من أجل تحقيق التغيير المنشود ، بدل ان نقف في صفوف الذل على أبواب محطات الوقود و الصيدليات و السوبرماركت …
لن يغيّر الله ما بقوم حتى يغيّروا ما بأنفسهم …
المطلوب اليوم هو الوعي ثم الوعي ثم الوعي …
و إن غدا لناظره لقريب ، إما أن نثبت أننا شعب يستحق الحياة أو فلنعش منكسرين في الذل إلى أبد الآبدين …

فادي مالك الخير

فادي مالك الخير ناشط سياسي و اجتماعي مؤسس جمعية الحركة الوطنية المستقلة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى