محلي

مقدّمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت 28/8/2021

مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “mtv”

أسبوع الحسم الحكومي لم يأت… بأي حسم. فلا عملية التأليف بلغت نهاياتها، ولا الرئيس المكلف أقدم على تجرع كأس الاعتذار. علما أن الخيار الأخير لا يزال مطروحا، لكنه مؤجل، ما يعني أن ميقاتي تجاوز المدة الزمنية التي كان وضعها لنفسه، أي نهاية شهر آب.

في المقابل لا تقدم يذكر على صعيد عملية التأليف. بل أن اللقاء الثالث عشر بين عون وميقاتي جاء إسما على مسمى، أي أنه جلب سوء الحظ لكل من لا يزال يراهن على تشكيل الحكومة قريبا. فلعبة تداول الأسماء كشفت المستور، وأثبتت أن المواقف في العمق على حالها. ففريق رئيس الجمهورية يريد الثلث المعطل من خلال طرح أسماء وزارية مؤيدة له، فيما الفريق الآخر يريد منعه من ذلك.

توازيا، برزت جملة تعهدات تردد أن رئيس الجمهورية طلبها من رئيس الحكومة المكلف إذا شكل حكومته، منها إقالة عدد من كبار المسؤولين في الدولة على رأسهم حاكم مصرف لبنان، وقائد الجيش، ورئيس مجلس القضاء الأعلى. فهل ما سرب حول هذا الموضوع صحيح أم أنه يندرج في إطار الدس لعرقلة تشكيل الحكومة؟ حتى الآن لم يصدر أي نفي لهذه المعلومة لا من القصر الجمهوري ولا من عند ميقاتي. فهل عدم النفي يعني التأكيد؟

إقليميا، مؤتمر دولي في العراق لدعمه، فيما المؤتمر الدولي لدعم لبنان مؤجل حتما، لأن المسؤولين هنا في خلافاتهم يتخبطون، وعلى مصالحهم الصغيرة يتصارعون. الى العراق جاء مسؤولون من مختلف انحاء العالم بعدما اخرج نفسه من المحور الايراني ووقف على الحياد، اما لبنان فعاجز عن معاكسة كلمة السر الايرانية او الوقوف في وجه “حزب الله” الساعي الى جعل لبنان امتدادا للجمهورية الاسلامية في ايران. ولأن الامر كذلك، فان السيد حسن نصر الله يمكنه ان يعد اللبنانيين كلما اطل اعلاميا، بباخرة وقود ايرانية من دون ان يخشى ردا عليه من اي من المسؤولين اللبنانيين. فهؤلاء نائمون نومة اهل الكهف، واذا استيقظوا فانهم لا يتجرأون على معاندة نصرالله او قول كلمة “لا” في وجهه.

رئيس الجمهورية لم يصدر اي توضيح او رد. رئيس الحكومة المستقيل مستقيل من كل شيء، وخصوصا من اتخاذ موقف! رئيس الحكومة المكلف منشغل بتركيب “بازل” الحكومة باخراج وادخال اسماء الى تشكيلته المرتقبة، فيما ادخال سفينة ايرانية لبنان آخر هم من همومه. اما الوزراء المعنيون فهم في الواقع غير معنيين الا بمصالحهم. يبقى نواب الامة، وهؤلاء بمعظمهم غائبون عن السمع والبصر، ولم يعرف عنهم يوما بانهم اصحاب موقف. ففي هذه الحال غير غريب ان يزهو العراق بحياده، وان يبقى لبنان في الحضيض او ان يتدركب كثر نحو جهنم. مع ذلك ايها اللبنانيون: ما تنسو ترجعو تنتخبون هني ذاتن!

مقدمة نشرة أخبار “تلفزيون لبنان”

هناك قول لبناني مأثور بالعامية: “الناس بالناس والقطة بالنفاس”… الآن في لبنان: غالبية الناس في القعر والقهر، وأرباب المسؤولية السياسية في التناتش والعهر…
الناس بلبنان – الكرامة والشعب العنيد – اليوم بلا عيشة كريمة ولا شمخة عزة… الناس بلبنان التاريخي والجغرافية الجميلة، اليوم في ارتياب حيال المستقبل ويقبعون بجغرافية الطوابير بالشوارع.

غالبية ناس “لبنان سويسرا الشرق والإبداع سابقا هم اليوم في ما يشبه المجاهل والخواء بلا طاقة ولا كهرباء، بلا بركة ولا دواء، فيما الذين يفترض أنهم مسؤولون عن العباد والبلاد:

بلا رفة جفن وبلا شعور وبلا مشاعر حيال أوجاع غالبية الناس، بلا وبلا وبلا، والبلا يسود، ويبدو من دون أفق ولا حدود.

وإذا كانت أوساط دبلوماسية أبدت تشاؤما بالنسبة الى حظوظ تأليف الحكومة الجديدة، فإن حرب البيانات بين الرئاسة الأولى ورؤساء الحكومة السابقين أمس ظهرت ما هو أبعد من الخلاف على مسار العمل لتأليف الحكومة إلى ما يتصل بالمساواة ما بين الرئاسات الثلاث وصولا الى القضاء وتحديدا في قضية انفجار مرفأ بيروت.

توسع المعارك السياسية فيما الناس تئن جوعا ومرضا وحاجة تؤشر الى تبديد مفعول جرعات التفاؤل النسبي الذي كان قد ومض بداية هذا الاسبوع في مشاورات التأليف الحكومي وتهدر فسحة نهاية الأسبوع لاتصالات التهدئة الرامية الى الحؤول دون تقريب موعد اعتذار الرئيس المكلف والدفع الى حصول اللقاء الرابع عشر بين فخامة رئيس الجمهورية والرئيس المكلف.

والنتيجة سؤال بديهي: هل ومتى ينعقد اللقاء واستطرادا أين الحكومة؟ هل يمكن أن تظهر من خلال الضباب المتلبد في الأفق؟

ضحية هذا الوضع الدرامي: المواطن أولا وثانيا وثالثا وآخرا حتى وإن كانت نسبة ضئيلة من الناس المناصرين لزعمائهم والمناصرين لنكد أنفسهم والمناصرين للحقد والضغينة يرون أن الدنيا بلبنان بخير!!! وحتى وإن كان ما يقارب ال عشرين في المئة وهم الذين يكدسون الدولارات أو هم من حواشي المسؤولين ينتشرون ليلا في المطاعم وبعض المقاهي (وهذا شأنهم).

في أي حال، وضمن المشاورات المساعدة لإعادة مسألة التأليف والأوضاع في شكل عام الى مسار إيجابي أو مقبول، حصل لقاء مساء اليوم في عين التينة بين الرئيس بري ووليد بك.

وكان الرئيس المكلف تأليف الحكومة نجيب ميقاتي قال مساء أمس: لقد قبلت بالتكليف وأتعاطى بإيجابية ولا نية لدي بالإعتذار. ذلك لا يعني أن فكرة الاعتذار غير واردة. في الوقت نفسه، رأى ميقاتي أن هناك من يقارب الأمور ويتعاطى على غرار حقبة ما قبل اتفاق الطائف.

الأمين العام ل”حزب الله” من جهته سأل ليلة أمس باستغراب: “أما حان للنقاش في الحقائب الوزارية أن ينتهي، إن المدخل الأساس لحل الأزمة في لبنان هو تأليف حكومة”.

إذاك ما هي القطب المخفية؟ أين تكمن؟ وهل ثمة كثيرون يريدون التغيير في النظام ولا يجرؤون على المبادرة أو القول؟. في الأجوبة: تخمينات كثيرة محليا وإقليميا، بينما المطلوب الآن ثلاثة أمور عريضة:

  • الإسراع بتأليف حكومة علما أن الاتصالات لم تتوقف.
  • إحساس الذين اقترع لهم أربعة وأربعون بالمئة من الشعوب اللبنانية في الانتخابات الماضية بما يعانيه ويكابده الناس.
  • إقلاع هؤلاء المسؤولين عن التناكد والتحاقد والعنجهية كحسن نية نحو النهوض.

إذا رئيس مجلس النواب نبيه بري التقى في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط بين السادسة والسابعة إلا ثلثا مساء اليوم وجرى عرض للاوضاع وآخر التطورات السياسية، وبعد اللقاء غادر جنبلاط من دون الادلاء بتصريح. معلومات غير رسمية أفادت بأن ما يتعلق بالمسار الحكومي حضر في اللقاء.

مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “NBN”

لبنان عالق في عنق زجاجة بين طوابير المحروقات تموينا وطوابير العراقيل تأليفا.

الطوابير الأولى باقية وتتمدد رغم أن عددا كبيرا من المحطات التي كانت مقفلة الاسبوع الفائت فتحت أبوابها وعادت لتسليم البنزين للزبائن بعد إعادة تموينها من قبل شركتها المستوردة للنفط.

“القوات اللبنانية” على لسان رئيسها سمير جعجع حملت رئيسي الجمهورية وحكومة تصريف الأعمال مسؤولية كل ما يجري على محطات بيع المحروقات، فرد “التيار الوطني الحر” مطالبا “القوات” بأن تسلم المحتكرين الذين صدرت بحقهم مذكرات توقيف.

أما الطوابير الثانية عرقلة… فهي أيضا باقية ولكنها تتشعب وسط تأكيد الرئيس المكلف نجيب ميقاتي على رباعية تقول: الاعتذار ليس على أجندته حتى الآن. مدة التأليف ضاقت كثيرا، رئيس الجمهورية يعي أين تكمن العراقيل وبعض المعنيين بالتشكيل يتعاملون وكأن الزمن هو دستور ما قبل الطائف.

تداعيات مذكرة إحضار المحقق العدلي طارق البيطار بحق الرئيس حسان دياب ما زالت تتوسع كبقعة زيت، لكونها سابقة على المستوى الوطني، لا يمكن وضعها سوى في خانة الاستضعاف، لا سيما أنها تخالف الدستور لناحية مواده التي تنص على صلاحية مجلس النواب حصرا باتهام رئيس الحكومة بالإخلال بواجباته خلال ممارسته عمله، وهذا ما أكدت عليه الأمانة العامة لمجلس النواب في كتابها للنيابة العامة التمييزية.

أبعد من تفاصيل لبنان مؤتمر في بغداد للتعاون والشراكة بمشاركة دولية وإقليمية وغياب دمشق، أما الهدف فهو تخفيف التوترات في الشرق الأوسط والتأكيد على دور العراق كوسيط.

مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “المنار”

انضمت سفينة ثالثة الى اسطول رفع الحصار لتخوض البحار متسلحة برفيع ارادات لا تلوي أشرعتها رياح التهديد والتهويل، فمجراها ومرساها سيكشف بأن كلام الناعقين المشككين ليس الا سرابا، انها شجاعة اصحاب الهمم العالية ستفضح قريبا كل المتآمرين الداخليين والمرجفين.

أما آن لهؤلاء أن يعوا أنهم يخنقون أبناء وطنهم حتى الموت، واما آن للمحتكرين أن يزجوا في السجون، وأما آن للحكومة أن تتألف في ظل تفاقم معاناة المواطنين؟

الأمين العام ل”حزب الله” السيد حسن نصرالله أكد في الذكرى الرابعة للتحرير الثاني أن كل ما يقال عن انتظار لفيينا والنووي وايران واميركا كلام “فاضي وتافه وسخيف”، فالنقاش يدور حول الحقائب، أما آن لهذا النقاش أن ينتهي قال السيد نصرالله، اما الامام السيد علي الخامنئي فكان يحذر الحكومة الايرانية الجديدة من الذئب الاميركي الذي تارة يكون مفترسا كما في عهد دونالد ترامب وطورا مخادعا كما في عهد جو بايدن، في وقت كان الاخير يستقبل رئيس حكومة العدو نفتالي بينت على قاعدة لا تشكيلي ابكيلك.

فبايدن يعاني من نتائج الخروج المخزي من افغانستان، اما الثاني فكان يتوسل الدعم الاميركي من أجل الصمود في وجه دهاء الثعلب الاسرائيلي بنيامين نتانياهو والحملة الشرسة التي يقودها ضده، ورأى مراقبون صهاينة أن جل ما حققه “بينت” انجازات شكلية ووعود اميركية باعادة ملء مخزون القبة الحديدية التي فقدت الكثير من ترسانتها في الحرب الاخيرة مع المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة.

مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “OTV”

لولا بيان الهيئة السياسية في “التيار الوطني الحر” صباحا وزيارة رئيس “الحزب التقدمي الاشتراكي” وليد جنبلاط لعين التينة مساء، لأمكن القول بأن الحركة السياسية، العلنية على الاقل، في حال سكون.

غير ان بيان “التيار” الذي حمل مواقف عالية النبرة في موضوع التخزين الاحتكاري للمحروقات والادوية، وصولا الى مطالبة “القوات اللبنانية” بالاسم بتسليم المحتكرين الذين صدرت بحقهم مذكرات توقيف، اكتفى في ملف تشكيل الحكومة، وعلى رغم كل ما اثير في الساعات الاخيرة من بيان رؤساء الحكومة السابقين الى خطبة مفتي الجمهورية وصولا الى كلام الرئيس نجيب ميقاتي امس عن ان هناك من لا يزال يعمل بذهنية ما قبل الطائف، اكتفى بالاشارة الى ان اللبنانيين لا يزالون يتطلعون الى التعاون البناء بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف كشريكين دستوريين في تشكيل الحكومة، منبها في الوقت نفسه من أي ضغط أو مزايدات أو عراقيل تقوم بها بعض الجهات المعروفة.

وفي سياق ردها على “القوات”، وتزامنا مع حرب شائعات تعرض لها “التيار” على مواقع التواصل، رأت الهيئة السياسية أن سؤال سمير جعجع لكل من رئيس الجمهورية ورئيس حكومة تصريف الاعمال عن مصير التدقيق الجنائي هو منتهى الوقاحة للتعمية على جرائمه المالية وتمويله السياسي، لأن المطلوب أن يتوسع التدقيق الجنائي ليشمل، الى جانب مؤسسات الدولة، الأحزاب اللبنانية وكيفية تمويلها.

ماذا ستحمل الساعات والايام المقبلة للبنانيين في ضوء التعثر الواضح، اقله حتى اللحظة، في تجاوز الامتار الاخيرة قبل التأليف؟ الناس ملوا هذا السؤال الذي يبقى بلا جواب حتى تصاعد الدخان الحكومي الابيض من بعبدا، بناء على الدستور والميثاق ووحدة المعايير، الثلاثية الذهبية التي لا غنى عنها للتوقيع، كما ثبت منذ اليوم الاول، على درب التشكيل الطويل.

مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “LBCI”

صحيح ان مسودة تأليف الحكومة لم تكن الخميس مكتملة بعد، وفيها وزارات تحمل اكثر من اسم ليتوافق عليها الرئيسان عون وميقاتي، لكن التفاهم على المسودة شيء، والبيان العالي اللهجة لرؤساء الحكومات السابقين تجاه رئيس الجمهورية، والذي صدر بالتزامن مع لقاء بعبدا، شيء آخر.

فبعبدا اعتبرت ان البيان فخخ امكان التفاهم، وعلى هذا الاساس ردت، فاختلت العلاقة الهادئة التي كانت تربطها بالرئيس المكلف.

هذا الخلل تضاعف امس، بعدما اعلن ميقاتي في رسالة اولى ان بعض المعنيين بتشكيل الحكومة يتعاملون وكأننا بدستور ما قبل الطائف.

امام ما اعلنه ميقاتي، تؤكد بعبدا ان الطائف واضح وهو تحدث عن التوافق بين رئيسي الجمهورية والرئيس المكلف تأليف الحكومة، وتساءلت: هل اعترض رئيس الجمهورية على اي اسم اقترحه الميقاتي، ام ان تغيير الميقاتي للاسماء والحقائب، سحب فعليا من رئيس الجمهورية كل الحقائب والاسماء التي اقترحها هو؟

في علاقة بعبدا – بلاتينيوم، اي مقر رئيس الحكومة المكلف، توتر ما، دخل على خط تهدئته مجددا الوسيط الصديق بين الرئيسين. هذا الصديق يمسك بالرسالة الثانية التي اطلقها ميقاتي. فهو قطع الطريق على الراغبين باعتذاره، مؤكدا انه لن يفعل، ما يعطي المفاوضات دفعا جديدا.

فهل ينجح الصديق الوسيط باعادة الثقة بين عون وميقاتي تمهيدا لحسم النقاط العالقة في اسماء الوزراء، لا سيما ما يتعلق منها بحقيبتي الشؤون الاجتماعية والاقتصاد؟

حتى يأتي حدث ما، داخلي او خارجي، يفرض اعادة الثقة بين الرئيسين، لن تعلن الحكومة بسرعة، والترقيع في اختيار وزرائها، لا سيما من سيفاوض منهم صندوق النقد الدولي لن يمر، تماما كما لن يمر اي ترقيع او لفلفة لملفات الاحتكار والتهريب، على قاعدة استهداف فئة او حزب او مجموعة طائفية.

فاللبنانيون تعلموا من ازمتهم، وتراجعهم عن بناء الدولة اصبح من الماضي.

مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “الجديد”

فيما يغيب الرئيسان ميشال عون ونجيب ميقاتي عن التأليف، في عطلة ويك اند طبيعية لا تشوبها شائبة، فان الرصاص يخترق البنزين، والطوابير تتصل بالصفوف المرابضة على المحطات، والسباق الى التعبئة يوقع جرحى بالبارود والسكاكين. مشاهد عنف تندلع كلما رفعت الخراطيم قاماتها في محطات الوقود، ولم تكن بلدة العباسية آخر الاحزان، حيث يتسبب غياب الحلول بنزاع صار مسلحا ومسيلا للدماء.

يترك المواطنون لأقدارهم وبعضهم يعتمد على سواعده وما تيسير من رصاص وسلاح ابيض. اما الكميات التي تتم مصادرتها عبر الجيش والقوى الامنية، فهي اطنان غير مرئية، لا تصل الى الناس ولا يعرف اين تخزن مرة جديدة.

وعلى هذه الحال فان الاحتكار اصبح معمما “وعلى قفا مين يشيل”، لكن احدا لا “يشيل” ماكرا محتكرا من موقعه السياسي المغطى بطائفته الكريمة، ولو كانت نيات المحاسبة ميمونة، لما افلت “حسونة” ابن الربيع الازرق.

ربيع حسونة نقيب الصيادلة الأسبق، كشفت اوراقه قناة “الجديد” قبل سبعة اعوام، وقدمت ملفه الى الرأي العام، وعرضت وثائق وتسجيلات عن اجرائه عروضات خيالية على الادوية واستخدام منصبه باستغلال تام بهدف تسليع الدواء ثم احتكاره. واجهته “الجديد” بالأدلة، وكانت النتيجة ان تمت ترقية حسونة من قبل تيار “المستقبل” وترفيعه الى منصب مرشح في انتخابات العام 2018 تحرسه “الخرزة الزرقا زي ما هيي”.

من حاسب النقيب المرشح؟ لا القضاء تحرك ولا الرجل استحى ولا تياره خجل اليوم من مرضى سرطان يبكون العلاج، فيما النقيب المريب يخفي الدواء في مستودعاته. والربيع الازرق ليس وحيدا بين مواسم الاحتكار من احزاب وتيارات سياسية وعلى رأسهم صقر “القوات” المتواري عن الانظار. وليس لدى معراب اليوم متسع من الوقت لتهدره على معالجة مخزون الصقر لانها كلفت بمهمة افشال العهد، الفاشل من دون منتها.

ويجلس سمير جعجع على قلق كأن الرئاسة تحته، ويخطط “لدحرجة” ميشال عون عن درج بعبدا، بعد ان رفع معه انخاب الرئاسة على ادراج معراب. ينتظر جعجع الانهيار الكبير للعهد لكنه لا يتنبه الى كل اللبنانيين و”القوات” ضمنا سيكونون في الجحيم نفسه “وما بيصح الا الصحيح”. وبنتيجة اداء القوات صهريجا وصهرا، فانهم يمنحون العهد وباسيل مقومات البقاء.

وفي المنح السياسية والنيابية للحصانات، فقد كان تدخل الامانة العامة لمجلس النواب سافرا ويندى له الجبين، وليس صدفة ان يأتي نزع الصلاحية من القاضي طارق البيطار متواكبا مع اسطول دعم طائفي مذهبي اجتمعت حوله كل المرجعيات الدينية، وتماهى وموقف نادي رؤساء الحكومات السابقين المحميين بقانون صنعته ايديهم. وعلى الرغم من الخصومة التي تبلغ العداء احيانا بين هذه المكونات و”حزب الله”، فقد التقت المواقف مع بعضها في وجه قاضي التحقيق طارق البيطار، الذي بقي وحيدا لا يناصره سوى حق دماء شهداء مرفأ بيروت. وبالتوقيت المريب، كان الجميع يدفع نحو تطيير البيطار بقط أسود، أو بجن أزرق، أو بعفاريت قوس قزح.

وأبرز الحملات على المحقق العدلي صارت لازمة دورية عند كل خطاب للامين العام ل”حزب الله” السيد حسن نصرالله. ومنذ ان سطر البيطار اولى مذكرات الاستدعاءات السياسية والامنية، رفع السيد نصرالله مضبطة اعتراض، وشرع حماية المطلوبين وطالب بكشف التحقيقات التي هي قيد السرية المطلقة. هجوم نصرالله على البيطار هو تمهيد لازاحة قاضي التحقيق والذي لم يعد امامه سوى الادعاء على اهالي الشهداء ليكتمل مشهد افراغ ملفه من مضمونه، فما شأن “حزب الله” بتحقيقات عدلية، ولماذا يطلب اليوم الافراج عن سرية التحقيق، فيما هو لم يسأل او لم يتمكن من فك اسر الملفات من التحقيقات العالقة بين ادراج القضاء.

وبين تهشيل البيطار وتطيير التأليف وحماية المحتكرين واستنفار الطوائف على سلاحها، لن يبقى بلد.

قسم التحرير

التحرير في موقع قلم سياسي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى