مقالات

طوابير المسافرين هي الأخطر في لبنان

كتب كبريال مراد في موقع mtv:

“من سافر كرمال الأولاد أو منبقى كرمال الأهل”. هي الدوامة التي يعيشها الكثير من العائلات اللبنانية في الأشهر الأخيرة، مع ازدياد الأزمة الاقتصادية والاجتماعية تأزّماً، وغياب الحلول. فمنذ العام 2019 وعائلات عدة ظلّت “تقاوم”، لعدم الرغبة بالهجرة. ولكن، ما كلّ ما يتمنى المرء يدركه، والخوف على المستقبل ومنه، حوّل التردد الى قرار نهائي مفاده “ما بقى بينعاش هون”.

خلال هذا الأسبوع، وما زلنا في منتصفه، التقيت بستة أشخاص يفكرون بالسفر، أربعة من بينهم بدأوا فعلياً خطواتهم في هذا الإتجاه، وإثنان سيتواصلان مع السفارات في الأسبوع المقبل. 
ربّ عائلة وصاحب مؤسسة تجارية، سفّر إبنه الى احدى الدول الخليجية، ويتحضّر لتأمين عمل لنجله الأصغر في دولة أوروبية. وعلى الرغم من أنه تخطى الخمسين، وصمد و”زمّ” عمله، على أمل تبدّل الأحوال، وحتى لا يقطع بأرزاق العاملين لديه إن قرر الهجرة، الاّ أن “ما باليد حيلة” كما يقول، وقد بات يفكّر في الانتقال الى الخارج.
من يسأل السفارات، يحصل على أعداد مرتفعة من الراغبين في الهجرة المرحلية او الدائمة. ومن يمر بقرب مراكز الأمن العام، يلحظ طوابير المتقدمين للحصول على جوازات سفر جديدة، ولعلّها الطوابير الأخطر. ما عاد لبنان يلبّي طموحات كثيرين. يحبّونه ويتعلّقون “بمرقد العنزة فيه” ولكن، “شو منعمل بدنا نعيش”.

لا أعداد رسمية عن الهجرة في العامين الماضيين، ولكن، في كل عائلة قصّة تؤكد أن الأوضاع لا تطمئن، خصوصاً في صفوف الشباب الجامعي. واذا استمر الوضع على ما هو عليه، بلا أفق للخروج من الأزمة، فالتدهور سيزيد، والانهيار سيتعمّق، والباحثون عن تأشيرات الخروج من وطن الأزر سيرتفع عددهم أيضاً. واذا استمرت الحالة “نزول مش طلوع”، قد يضطر صاحب أغنية “من هون ما منفل” الى استبدالها بأغنية يكون مطلعها “ما بدنا بس جبرونا”.

قسم التحرير

التحرير في موقع قلم سياسي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى