محليمقالات

جنبلاط يشدّد على الوحدة الداخلية.. عودة التشاؤم بعد اجتماع فلوريدا

لم يعد ملفّ حصر السلاح بيد الدولة اللبنانية موضعَ نقاش بعد نجاح رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو، أو “ملك إسرائيل الجديد”، في الحصول على كلّ ما يريده، في ظلّ علاقاتٍ أميركية ـ إسرائيلية تمنحه ضوءًا أخضر، وتُتيح له تطويق المنطقة ودفعها إلى مزيدٍ من الاضطرابات، التي ظهرت ملامحها أمس في ساحة الجزيرة العربية، ولا سيما في اليمن، حيث أشعلت التطوّرات مواجهةً بين المملكة العربية السعودية وجارتها الإمارات. وأمام هذا المشهد، وفي “الزمن الإسرائيلي”، يأتي نداء الرئيس وليد جنبلاط للتمسّك بالوحدة الداخلية اللبنانية فوق كلّ اعتبار.

وفي الساحة اللبنانية، من المقرّر أن يقدّم الجيش اللبناني، في جلسة مجلس الوزراء المقبلة في الخامس من كانون الثاني 2026، تقريره النهائي حول حصر السلاح جنوبيّ الليطاني، على أن ينتقل الجيش — بناءً على خطّة الحكومة — إلى المرحلة الثانية لحصر السلاح بيده، بين نهري الليطاني والأولي، بحسب رئيس الحكومة نواف سلام. وإن التقرير الذي سيعرضه قائد الجيش العماد رودولف هيكل على طاولة مجلس الوزراء، والقرار السياسي الذي يعكس التزام الدولة اللبنانية بما اتخذته من خطواتٍ حول حصرية السلاح واتفاق وقف الأعمال العدائية، سيشكّلان سلاح الوفد اللبناني في الاجتماع.

وبالتزامن، يجري التحضير لاجتماع لجنة “الميكانيزم” في السابع من كانون الثاني على المستويين السياسي والعسكري.

أبو فاعور: ثقة كاملة بالجيش
وفي سياقٍ متّصل، أكّد عضو “اللقاء الديمقراطي” النائب وائل أبو فاعور أنّ “الجيش مؤسسةٌ تحظى بالثقة الكاملة لدى جميع اللبنانيين”. وأشار، في اتصال مع “الأنباء الإلكترونية”، إلى أنّ الجيش اللبناني “قام ويقوم بكلّ ما اتخذته السلطة السياسية من قرارات، بحكمةٍ وشجاعة”، مشدّدًا على أنّ “المؤسسة تحتاج إلى دعمٍ سريع لاستمرار قيامها بمهامها المتعدّدة”.
وقال: “نحن نشكر جهود الدول الداعمة على قرارها وتحضيراتها لمؤتمر دعم الجيش”، والذي من المقرّر أن يُعقد في شهر شباط المقبل”.

ضغط على لبنان
على المقلب الإسرائيلي، لا تُظهر التطوّرات أيّ تقدّم، ولا سيما أنّ إسرائيل تضغط عبر الرسائل العسكرية، وتفصل بين المسار التفاوضي — الذي خطا فيه لبنان خطواتٍ متقدّمة — والمسار العسكري، مؤكّدةً في أكثر من مناسبة استمرار اعتداءاتها.
وفي السياق،اعتبر مصدرٌ مطّلع، في حديثٍ مع “الأنباء الإلكترونية”، أنّ العدوّ الإسرائيلي يحاول المناورة عبر المطالبة بتفتيش الأبنية، لإلهاء الدولة و”اليونيفيل”، وإظهار الدولة اللبنانية بمظهر العاجزة.

تكليف أميركي
وفي المشهد الإقليمي المترابط، يمكن القول إنّ ما صبّ في جعبة رئيس وزراء العدو من مكاسب خلال مباحثات فلوريدا يتمثّل بتهديد إيران في حال عدم انصياعها للتفاهمات والمضيّ بحلٍّ للملف النووي والصواريخ الباليستية، من دون أن يحدّد ترامب متى وكيف، إذ يبقى كلّ ذلك رهن الأداء والتجاوب الإيرانيين. أمّا لبنانيًا، فالمهم أن تدرك طهران أنّها لا تستطيع الاستمرار في استخدام لبنان ورقةً على طاولة المفاوضات التي تسعى إلى إحيائها مع واشنطن.

حماية الأمن القومي العربي
وفي الإطار الإقليمي، أعلنت وزارة الدفاع الإماراتية إنهاء ما تبقّى من وجود فرقها في اليمن، وذلك عقب بيان وزارة الخارجية السعودية التي ضمّت صوتها إلى صوت مجلس القيادة الرئاسي، مطالِبةً الإمارات بسحب عتادها وعديدها العسكري من الأراضي اليمنية خلال 24 ساعة.
وأكد مجلس الوزراء السعودي أنّ المملكة لن تتردّد في اتخاذ ما يلزم لمواجهة أيّ تهديدٍ لأمنها الوطني، مع التزامها بدعم سيادة اليمن واستقراره، وتأييدها الكامل لرئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي وحكومته.

كما جاءت هذه التطوّرات على وقع اعتراف إسرائيل بإقليم “صومالي لاند”، وما قد يترتّب على ذلك من تداعياتٍ سياسية وأمنية على المنطقة، ولا سيما أنّ ما يُطمَح إليه يبدو أبعد ممّا هو مُعلَن أو متداوَل من أسبابٍ أو أهداف.

المصدر
الأنباء الإلكترونية


iPublish Development - Top Development Company in Lebanon

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى