رسالة إلى سعادة سفير مملكة الخير

كتب رئيس المركز الإسلامي في طرابلس الشيخ رامي الفري،
سنوات مرت على احساس أهل السنة باليتم وذلك ليس لانعدام القادة السنة او الشخصيات السنية الراقية والمخلصة للوطن بل لإنكفاء الدعم الإقليمي والدولي واختفاء التنسيق مع القيادة السنية في المنطقة ، وليعلم الجميع ان التنسيق والمضي في سياق المصلحة السنية العامة ليس ارتهاناً للخارج وليس خيانة للوطن بل بالعكس فإن سفينة الوطن الهائمة في بحار المصالح الإقليمية تتعرض دائماً لأمواج التجاذبات والمصالح فيجب أن يحدّد الارتباط بشط الأمان الذي ترسمه الدولة اللبنانية كي يشارك الوطن باكمله بحياكة اللوحة الإقليمية ،
واتوجه برسالتي هذه الى سفير المملكة تحديداً لأن عشرات السنين من التجارب اثبتت لنا بأن مملكة الخير ليس لها أي اطماع بهذا الوطن بل هي من ساعد على بنائه مراراً وساهمت في استقراره عشرات المرات وحاولت تحييده عن المصائب التي عصفت بالمنطقة فحضنت أبناءه دون تمييز طائفي او مذهبي وفتحت لهم ابواب الاقتصاد بكرامة كما فتحت ابواب الشهرة بمحبة وابواب العلم دون حدود ولا ضوابط.
والمملكة التي اعادت إعمار البلاد دون تلكؤ مراراً بنفسٍ سمحة وعطاء كريم واندفاع الأخ تجاه أخيه وعطف الاب على ابنائه.
فالمحبة التي تشعر بها عند لقاء أي مسؤول سعودي تشعرك بالأمان وتدخل السكينة إلى جوارحك
وكثيرة هي المواقف التي تروي العلاقات الطيبة بين الشعبين وبين المسؤولين في البلدين إلا اننا تفاجأنا بظاهرة *ابو عمر * التي زعزعت ثقة اللبنانيين بممثليهم وسياسييهم وكان سببها فقدان الحضن الدافئ التي وهبته المملكة لأبنائها ولقادة هذا الوطن على مر السنين ونحن نتفهم ذلك تماما ً فعقاب الابن لأولاده ليس جفاء بل تأديباً، ومعاتبة الاخ الكبير لشقيقه الطائش ما هو إلا دليل خوف عليه وعشق له فلذلك ادعو سعادة سفير المملكة الأم ، حاضنة الأمة وحامية رسالة الإسلام والسلام ، ورافعة راية العلم والثقافة ، وناسجة مستقبل الشرق الأوسط الجديد بالمحبة والتعاون والصدق والرقي ، أدعوه لإعادة التموضع في قلوب اللبنانيين جميعاً وفتح باب التصارح والتسامح والحوار الذي ما أغلق ابداً ولكن بشكل أوسع لمحاكاة الوجع السني في لبنان * ابن الست * الذي تقاطعت كل المصالح الإقليمية على حسابه فالساحة السنية كلها تثق بخيارات المملكة وتقف إلى جانب مشروعها الهادف إلى بناء شرق جديد يخلف أوروبا الحضارة ، فقد آن الأوان للمّ الشمل تحت راية الاخ الأكبر والشقيق المحب .



