محليمقالات

الاحتفالات الميلادية تطغى على المشهد السياسي… وترقّب لجلسة مجلس الوزراء الجمعة

طغت الاحتفالات الميلادية على المشهد السياسي اللبناني، من دون أن تحجب سخونة الملفات الأمنية والسياسية والاقتصادية التي لا يزال لبنان يتخبّط بها. فبهجة عيدي الميلاد ورأس السنة لم تُخفِ عمق الأزمات المتراكمة، بل بدت كأنها هدنة مؤقتة تسبق ترحيل الاستحقاقات الشائكة إلى العام الجديد، باستثناء الاستحقاق الاقتصادي المتعلق بمشروع قانون الفجوة المالية.

وفي وقت تشير أوساط مطّلعة إلى أنّ رئيس الحكومة نواف سلام يُفضّل أن توافق حكومته على المشروع وتُحيله إلى مجلس النواب قبل نهاية العام، جاءت رسالة حاكم مصرف لبنان كريم سعيد لتشكّل عامل تأخير، إذ بعث بتوصية مكتوبة دعا فيها إلى إخضاع المشروع لمراجعة دقيقة وشاملة، بهدف إدخال التحسينات والضمانات اللازمة بما يكفل العدالة والمصداقية وقابلية التطبيق العملي، قبل رفعه إلى المجلس النيابي.

وفي السياق، جدّد الحزب التقدمي الاشتراكي ومعه “اللقاء الديمقراطي” التأكيد على التعديلات التي يقترحها على مشروع القانون، انطلاقًا من قراءة متأنية لبنوده، يرى من خلالها “التقدمي” أنّ الصيغة الحالية تميل إلى إدارة الخسائر وتأجيلها زمنيًا، أكثر مما تسعى إلى معالجتها بصورة عادلة وجذرية، ولا سيّما في ما يتعلق بحماية صغار ومتوسطي المودعين، وهم الفئة التي تشكّل العمود الفقري للاقتصاد المنتج.

وإلى جانب هذا الملف، تشير مصادر مطّلعة لـ”الأنباء الإلكترونية” إلى أنّ معظم القضايا العالقة جرى ترحيلها إلى مطلع عام 2026. ومع إعلان رئيس مجلس الوزراء نواف سلام إنجاز ملف حصرية السلاح جنوب الليطاني، لا شيء يؤكد حتى الآن أنّ الأمور تسير في الاتجاه المطلوب، نتيجة تصلّب موقف “حزب الله” واعتباره أنّ اتفاق وقف الأعمال العدائية لا يشمل منطقة شمال الليطاني، ما يهدّد بعرقلة مسار تسليم السلاح ويُبقي الكباش قائمًا بين السلطة الساعية إلى حلّ الملف بأقل الخسائر الممكنة لمنع توسّع الحرب على لبنان، والشروع في ورشة الإعمار التي تتطلّب جهودًا كبيرة لتأمين التمويل اللازم. وما يعرقل أيضًا إحراز تقدّم في هذا الملف، الذي سيُطرح خلال مباحثات ترامب ونتنياهو في التاسع والعشرين من الشهر الجاري، هو استمرار الحملة الدعائية الإسرائيلية المُضللة، التي تُشكّك بعمل الجيش اللبناني، وقد بلغت أمس الأربعاء منحى جديدًا، على وقع تقارير صحافية اتهمت الجيش بالعمل وفق أجندة “حزب الله”.

وتتوقف المصادر عند السجال القائم حول استحقاق الانتخابات ومخاطر تأجيلها، وسط تساؤلات عمّا إذا كانت ستجري في موعدها المحدد في أيار المقبل، أم ستتجه البلاد إلى تمديد تقني لمدة شهرين على الأقل، بما يسمح للمغتربين الذين يمضون عطلتهم الصيفية في لبنان بممارسة حقهم في الاقتراع.

إلى ذلك، حملت معايدات الرؤساء الثلاثة رسائل سياسية ووجدانية، ولا سيّما رسالة رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي استحضر كلام البابا لاوُن الرابع عشر الذي دعا إلى وحدة اللبنانيين.

سياسيًا، حضرت التحضيرات الجارية لمؤتمر دعم الجيش اللبناني في مباحثات للرئيس عون مع السفير اللبناني في فرنسا ربيع الشاعر. فيما أكّد الموفد الخاص لرئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، للرئيس عون في اجتماع آخر، التزام العراق بتنفيذ التعهّدات التي أُعلنت في قمة بغداد، ولا سيّما المساهمة في ورشة إعادة الإعمار بقيمة 20 مليون دولار.

إلى ذلك وقّع عون مرسوم دعوة مجلس النواب إلى عقد استثنائي يُفتتح في 1 شباط المقبل ويُختتم في 1 آذار 2026، على أن يتضمّن جدول الأعمال مشروع موازنة العام 2026 وسائر مشاريع القوانين المحالة إلى المجلس أو التي سيُصار إلى إحالتها لاحقًا.

المصدر
الأنباء الإلكترونية


iPublish Development - Top Development Company in Lebanon

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى