محليمقالات خاصة

مفارقات بين ثورتين: سوريا كسرت المعادلة ولبنان سقط في تكرار الفشل

كتب المدير التنفيذي لشركة SPI ورئيس تحرير موقع “قلم سياسي” محمد صابونجي،

مفارقات بين ثورتين: سوريا كسرت المعادلة ولبنان سقط في تكرار الفشل

في زمنٍ تنهار فيه كل التبعيات ، تبقى الدولة اللبنانية المثال الأوضح على العجز والتمسك بتبعيتها . دولةٌ تقف أمام حزب هالك كهيكل بلا روح مومياؤها يُحرِك الأجهزة الأمنية التي وضع قادتها بنفسِه ليتماشوا مع أوامره ويُسَيروا الدولة حسب أوامر من ولاهُ رباناً لسفينة أغرقها سَلَفُه في الدورة الثانية .

دولة عاجزة حتى الآن عن فرض هيبتها، رغم أن الحزب نفسه استنزفته الحروب والتحولات وسحبته المتغيرات الإقليمية إلى نهايته السياسية والعسكرية. ورغم أن لحظته الذهبية انتهت، بقي ساكن بعبدا أسير خوفٍ قديم لم يعد موجوداً إلا في عقول الأتباع .

وفي المقابل ثورة سورية، واجهت نظاماً دموياً وأجهزة أمنية شرسة وجيشاً يمتلك كل أدوات القمع، ومع ذلك استطاع السوريون تغيير معادلة المنطقة وإسقاط صورة النظام إلى الأبد، وحولته ورموزه الى أمثلة حية عن الجُبنِ والإجرام والدموية أمام العالم كِله ، ثورة دفعت ثمناً هائلاً لكنها صنعت واقعاً جديداً، وأثبتت أن الشعوب حين تقرّر تستطيع قلب الطاولة على أقوى الأنظمة.

وفي مقبل الثورة السورية كانت الثورة اللبنانية ثورة ١٧ تشرين المجيدة ، التي أنجبت فقط نواباً تغييريين دخلوا البرلمان بلا مشروع موحّد، ولا رؤية واضحة، ولا أدوات مواجهة. فتحوّلوا بسرعة من أملٍ كبير إلى حالة رمزية مُزرية لا تُغيّر مساراً ولا تهزّ نظاماً. لم يتمكنوا من تفكيك منظومة فساد، ولا من مواجهة سلاح، ولا من حماية الناس من الانهيار ولا حتى من التوحد تحت كُتلة واحدة .

وهنا تأتي المفارقة المؤلمة المبَلسِمة لللبنانيين أنفسهم قطعاً دون المشاركِ في المذابح أو النابح على أبواب الأمنيين لكرسي نيابي أو الذي يغلي قهراً من عودة سادة الشامِ اليها ، مفارقة أن ثورةً في سوريا واجهت المستحيل وكسرت المعادلة، وثورةٌ في لبنان واجهت الممكن وفشلت ولكنها تبنت المعادلة البوليسية السورية الميتة حيث بقيت على وفائها في تكميم الأفواه وفضح عذرية الحُريات والبراعة في تركيب الملفات والإنتقام من كل صاحب كلمة حرة بينما تتغاضى عن نحيب وعِواء البعض بحجج سخيفة واهية اولها أنهم نسيج وطني وصولاً الى أنهم بيئة مجروحة ، وبين المعادلتين تبقى الدولةٌ البنانية تترنح أمام حزبٍ انتهى دوره كالسكير ضائعة ما بين وعود الخارج بإعادة بنائها وخوفها من عدو داخلي يفتك بها … لكنها لا تزال عاجزة عن إعلان نهايته وقيام دولة القانون دولة إسمها لبنان ، سكانها ولاؤهم للبنان فقط ودمهم يُدفع ثمثاً لترابه فقط .
عهد أُجهض نفسَه قبل بداية ولادته الحقيقية منذما شاركت الداية الفارسية بولادته لا بل هي من وهبتهُ الروح ليولد .
مع الأسف هذه هي الحقيقة

أهلاً بكم بعهد عون الثاني إمتداد عهد عون الأول مع تغيير بعض الوجوه أهلاً بكم في جهنم ثانية قاسية لا تشبه جهنم الأول بل أكثر عمقاً .


iPublish Development - Top Development Company in Lebanon

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى