هل كانت زيارة البابا لاوون الرابع عشر الى لبنان موفقة؟

كتب حميد خالد رمضان لقلم سياسي،
نعلم وتعلمون أن بابا الفاتيكان لاوون الرابع عشر لم يكن الأول الذي زار لبنان بل هناك من سبقه بظروف تتماهى مع الظروف التي يعيشها لبنان حاليا ولكن وللأسف بقي لبنان على ما هو عليه من معاناة على كافة الصعد..
من النظرة الأولى يمكننا القول أن المستفيد الأول من زيارة البابا هو الرئيس جوزاف عون ليس إلا، لكي يكتسب شعبية مسيحية ينافس بها بالدرجة الأولى رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع الزعيم المسيحي الأول، والثانية سحب البساط من تحت أرجل رئيس التيار الوطني الحر المنافس الأول له في العائلة العونية التي ولد هو وجبران من رحمها،والثالثة أن يسترجع ما خسره في الوسط الشعبي اللبناني حيث إنخفضت نسبة المؤيدين له الى درجة بات هذا الإنخفاض يؤرقه الى درجة تحول الى كابوس يومي يلاحقه..
زيارة البابا الى لبنان حولها الرئيس جوزاف عون من زيارة تشمل المسيحيين بكافة مذاهبهم الى زيارة
تخصه هو ،ليقول الى من يهمه أمر لبنان سواء كان على الصعيد الدولي-الإقليمي-العربي، أنه هو من يمثل المسيحيين في لبنان وهذا سلوكه الذي إنتهجه منذ وصوله الى قصر بعبدا ليتقمص شخصتي فؤاد شهاب باني الدولة والمؤسسات،وبشير الجميل الرمز المسيحي وصاحب شعار 10452 كم، وهذا نلمسه في كل خطاب يلقيه بدءا من خطاب القسم وصولا الى خطاب عيد الإستقلال وإنتهاء بخطابه(الباباوي-الفاتيكاني)..
الرئيس جوزاف عون يعتبر الى الآن غريق الأزمات اللبنانية وبالتالي هو بأمس الحاجة الى(قشة) وطبعا لا نقصد بهذا المثل التقليل من إحترامنا لشخصية البابا لاوون الرابع عشر حيث هو بنظرنا راعي الكثلكة في العالم لرعية يفوق عددها المليار ونصف ولكن ما قام به الرئيس جوزاف عون من تصدر مشهدية الزيارة الباباوية وتعمده تغييب تحت
ذرائع برتوكولية للزعيم المسيحي الأول في لبنان الحكيم سمير جعجع لكي يحتكر المشهدية وحده ليعوض ما فقده من تأييد شعبي له ..
المظاهر الإحتفالية المبالغ فيها التي صاغ خارطة طريقها الرئيس جوزاف عون ومستشاريه الذي بسوادهم الأعظم(عونيين-ميشال عون) وما تبقى منهم(آذاريين-الثنائي الشيعي) هم أعداء لا أخصام لسيد معراب شخصيا وسياسيا ومسيحيا ووطنيا
وبالتالي تعمدت خارطة طريقهم منع اللقاء بين زعيم المسيحي الأول في لبنان(سمير جعجع) ومرجع المسيحيين الأول في العالم(البابا لاوون الرابع عشر)..
البابا لم يزور لبنان ليتفقد أحوال المكون المسلم ولا المكون الشيعي ولا المكون الدرزي ولم يأتي ليعطي بركته للشيعي نبيه بري ولا لرئيس كتلة حزب الله محمد رعد الشيعي الثاني،ولم يأتي ليناول قربانه للدرزي تيمور جنبلاط،ولا ليسقي من دم المسيح للمسلم السني نواف سلام،بل جاء ليتفقد رعيته المسيحية وليجتمع مع من يمثلهم بالدرجة الأولى ..
في الختام وبعد كل ما تقدم نظن وبنسبة عالية أن زيارة البابا للبنان جانبها التوفيق والسبب بذلك تعمد الرئيس جوزاف عون تزعم مشهديتها وإختصارها بشخصه ،لغاية في نفسها ودائما ما تكون النفس أمارة بالسوء،والسبب الثاني أحدثت شرخا
بالعلاقة بين المسيحيين ..



