محليمقالات

عون للبابا: أبلغوا العالم أننا لن نموت ولن نرحل.. وبري يستحضر الجنوب

أيام البابا لاوُن الرابع عشر الثلاثة في لبنان أرادها الحبر الأعظم رسالة سلام من بلد الرسالة. فكانت كلمته في قصر بعبدا في اليوم الأول من زيارته أشبه بعظة لكل اللبنانيين، وعبرهم إلى العالم، بأن “عمل السّلام هو بداية متجدّدة ومستمرة”.

زيارة البابا جدّدت الأمل لدى اللبنانيين بإعادة النهوض ببلدهم من جديد، ووضعه على السكة السليمة. كما أظهرت تمسّك اللبنانيين بوحدتهم الإنسانية، وبالتالي الوطنية، من خلال التشارك في فرح الزيارة والمشاركة في الاستقبال الذي اختلط فيه اللبنانيون بكل مذاهبهم واتجاهاتهم السياسية.

الوصول

وصل البابا لاوُن الرابع عشر بعد ظهر أمس إلى مطار رفيق الحريري الدولي، وكان في استقباله عند سُلّم الطائرة رئيس الجمهورية جوزاف عون وعقيلته نعمت، قبل أن تُقام مراسم الاستقبال الرسمية ويصافح مستقبليه. وفي قاعة كبار الزوار في المطار، عقد رئيس الكنيسة الكاثوليكية لقاءً مع الرئيس عون وعقيلته، ورئيس مجلس النواب نبيه بري وعقيلته، ورئيس مجلس الوزراء نواف سلام وعقيلته، قبل أن ينطلق موكبه بين آلاف المواطنين الذين اصطفّوا على طول الطريق إلى القصر الجمهوري.

بعبدا

وبعد استقبال حاشد على طريق القصر ومدخله، عقد البابا اجتماعًا ثنائيًا مع الرئيس عون انضم إليه لاحقًا أفراد العائلة. وقدّم الرئيس عون لقداسة البابا هدية عبارة عن لوحة خشبية من شجر الأرز نفّذها الفنان نبيل نحاس، فيما قدّم الأب الأقدس للرئيس عون ميدالية تخليدًا للزيارة.

ثم عقد البابا اجتماعًا مع الرئيس بري انضمت إليه عقيلته السيدة رندا وأفراد العائلة. قدّم الرئيس بري للبابا هدية مميّزة تمثّلت في كتاب بحثي باللغة الإنكليزية بعنوان: “In The Footsteps of Jesus, The Messiah, in Phoenicia / Lebanon – على خطى يسوع المسيح في فينيقيا/لبنان”، من تأليف الباحث الإيطالي مارتينيانو بيليغرينو رونكاليا.

يستعرض الكتاب المسار الذي يُعتقد أن يسوع المسيح سلكه في مناطق تقع ضمن لبنان الحالي، مثل قانا الجليل وصور وصيدا والصرفند، إلى جانب بانياس وجبل حرمون في سوريا، وذلك خلال الفترة بين عامي 28 و30 للميلاد.

ويرتكز المؤلّف على نصوص كتابية وأبحاث تاريخية وآثارية لإبراز الدور الفينيقي–اللبناني في سيرة المسيح، ولا سيما حضوره في جنوب لبنان.

ومن ثم اجتمع البابا مع الرئيس سلام وانضمت إليه لاحقًا عقيلته السيدة سحر بعاصيري وعائلتهما. بعدها انتقل قداسة البابا والرئيس عون إلى قاعة 25 أيار حيث عُقد لقاء مع ممثلي السلطات والمجتمع المدني والسلك الدبلوماسي.

عون

وألقى الرئيس عون كلمة خاطب فيها البابا قائلاً: “أبلغوا العالم عنا، بأننا لن نموت ولن نرحل ولن نيأس ولن نستسلم، بل سنظل هنا، نستنشق الحرية، ونخترع الفرح ونحترف المحبة، ونعشق الابتكار، وننشد الحداثة، ونجترح كل يوم حياة أوفر.

أبلغوا العالم عنا، بأننا باقون مساحة اللقاء الوحيدة، في كل منطقتنا، وأكاد أقول في العالم كله، حيث يمكن لهذا الجمع أن يلتقي حول خليفة بطرس، ممثّلين متّفقين لكل أبناء إبراهيم، بكل معتقداتهم ومقدساتهم ومشتركاتهم.

فما يجمعه لبنان، لا يسعه أي مكان في الأرض. وما يوحّده لبنان لا يفرّقه أحد. بهذه المعادلة يعيش لبنان في سلام مع منطقته، وفي سلام منطقته مع العالم”.

البابا لاوُن

وألقى بابا روما كلمة قال فيها: “اﺳﺄﻟﻮا ﺗﺎرﯾﺨﻜﻢ، واﺳﺄﻟﻮا أﻧﻔﺴﻜﻢ ﻣﻦ أﯾﻦ ﺗﺄﺗﻲ ھﺬه اﻟﻄّﺎﻗﺔ اﻟﮭﺎﺋﻠﺔ اﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﺗﺘﺮك ﺷﻌﺒﻜﻢ ﻗﻂّ ﻳﺴﺘﺴﻠﻢ وﻳﺒﻘﻰ ﻣُﻠﻘًﻰ ﻋﻠﻰ اﻷرض بلا رﺟﺎء. أﻧﺘﻢ ﺑﻠﺪ ﻣﺘﻨﻮّع، وﺟﻤﺎﻋﺔ ﻣﻜﻮّﻧﺔ ﻣﻦ ﺟﻤﺎﻋﺎت، ﻟﻜﻦْ ﻣﻮﺣّﺪﺓ ﺑﻠﻐﺔ واﺣﺪة. أﻧﺘﻢ ﺷﻌﺐ ﻻ ﻳﺴﺘﺴﻠﻢ، ﺑﻞ ﻳﻘﻒ أﻣﺎم اﻟﺼﻌﺎب وﻳﻌﺮف داﺋماً أن يُوﻟَﺪ ﻣﻦ ﺟﺪﯾﺪ ﺑﺸﺠﺎﻋﺔ”.

وأضاف: “ﻻ ﺗﻮﺟﺪ ﻣﺼﺎﻟﺤﺔ داﺋﻤﺔ ﺑﺪون هدف ﻣﺸﺘﺮك، وﺑﺪون اﻧﻔﺘﺎح ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ ﻳﺴﻮد ﻓﯿﻪ اﻟﺨﯿﺮ ﻋﻠﻰ اﻟﺸﺮّ اﻟّﺬي ﻋﺎﻧـﺎه اﻟﻨّﺎس أو ﻓﺮﺿﻮه ﻋﻠﻰ ﻏﯿﺮﻫﻢ ﻓﻲ اﻟﻤﺎﺿﻲ أو اﻟﺤﺎﺿﺮ. ﻟﺬﻟﻚ، ﻻ ﺗُوﻟَﺪ ﺛﻘﺎﻓﺔ اﻟﻤﺼﺎﻟﺤﺔ ﻣﻦ اﻟﻘﺎﻋﺪة ﻓﻘﻂ، وﻣﻦ اﺳﺘﻌﺪاد اﻟﺒﻌﺾ وﺷﺠﺎﻋﺘﻬﻢ، ﺑﻞ ﺗﺤﺘﺎج إﻟﻰ اﻟﺴّﻠُﻄﺎت واﻟﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﻌﺘﺮف ﺑﺄن اﻟﺨﯿﺮ اﻟﻌﺎم ﻓﻮق ﺧﯿﺮ اﻷطﺮاف”.

اليوم الثاني

أما اليوم، فسيكون للبابا برنامج حافل ومحطّات تكتسب معاني بالغة الأهمية، قد يكون أبرزها اللقاء المسكوني والحواري بين الأديان في ساحة الشهداء – بيروت، لما يشكله من رمزية في بلد متعدد الطوائف والثقافات الدينية، إضافة إلى المحطة الروحية عند ضريح القديس شربل في دير مار مارون – عنايا.

سفراء مجلس الأمن في بيروت

وبعد انتهاء زيارة البابا، تترقب بيروت وصول بعثة مجلس الأمن الدولي الخميس المقبل قادمة من سوريا، وهي تضم 14 سفيرًا يمثّلون الدول الأعضاء في المجلس، باستثناء السفيرة الأميركية دوروثي شيا التي ستحلّ محلها الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس، والتي قد تصل إلى لبنان يوم الثلاثاء أو صباح الأربعاء للمشاركة في اجتماع “الميكانيزم” في الناقورة.

ومن المقرر أن تلتقي البعثة الرؤساء الثلاثة وقائد الجيش، وبحسب مصادر متابعة تحدثت لـ”الأنباء” الإلكترونية، فإن البعثة ستتوجه إلى منطقة جنوب الليطاني للاطلاع على مدى سيطرة الجيش على المنطقة المحررة هناك واستيعابه للسلاح غير الشرعي، إذ لا تراجع لديهم عن تطبيق القرار 1701 قبل بدء “اليونيفيل” تقليص عديدها تمهيدًا لإنهاء مهامها أواخر العام 2026، وكيف سيكون الوضع بغياب المرجعية الدولية.

المصدر
الأنباء الإلكترونية


iPublish Development - Top Development Company in Lebanon

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى