محليمقالات خاصة

لا حرب إسرائيلية خاطفة ضد حزب الله بل حرب إستنزاف طويلة الأمد

كتب حميد خالد رمضان لقلم سياسي،

يُخطئ من يتصور أن إسرائيل متلهفة لشن حرب سريعة او خاطفة للقضاء على ما تبقى من حزب الله عديدا وعتادا،لا لأنها قاصرة عن فعل ذلك،بل لأنها تريد ان يبقى حزب الله وبيئته بشكل خاص ولبنان كدولة بشكل عام يسكنهم القلق والإرباك والخوف الدائم والإنتظار المميت من اليوم القادم ،وهذا بنظر الخبراء العسكريين أكثر خطورة وأكثر ضررا وأكثر إيلاما من حرب خاطفة لأيام معدودة حتى ولو كانت مدمرة..
قبل عملية طوفان الأقصى بقيادة حركة حماس، وقبل سيناريو حرب الإسناد بقيادة حزب الله، كان المعروف عن إسرائيل أنها تتبنى عقيدة الحرب الخاطفة في كل المواجهات والحروب التي خاضتها ضد الدول المجاورة لفلسطين، ولكن في خضم مواجهتها لعملية طوفان الأقصى ومن بعدها لحرب الإسناد غيرت إسرائيل عقيدتها العسكرية من حرب خاطفة الى حرب مطاطة تكبد العدو خسائر فادحة على كافة الصعد العسكرية والمعيشية والإقتصادية والإنسانية وتدمير ممنهج لدور السكن وتهجير دائم لا يتوقف وشلل دائم في مجالات الحياة اليومية وعدم الإستقرار، وبالتالي سيبقى الحال على ما هو عليه سيما وأن إسرائيل لم تتكبد خسائر كبيرة لا بالعدد ولا بالعتاد بل وحققت إنتصارات إستراتيجية على كافة المحاور حتى باتت مسيطرة بريا وبحريا وجويا على مساحات واسعة من الفضاء العربي المجاور لها (لبنان – سوريا -العراق – غزة) والإقليمي (إيران)..
حرب الإستنزاف التي تخوضها إسرائيل عن بعد لهي عقيدة عسكرية جنبتها خسائر وحملت عدوها الإيراني ممثلا بحزب الله خسائر لا تعد ولا تحصى وبالتالي لم يعد من اولوياتها نزع سلاح حزب الله شمال الليطاني كون هذا السلاح لا يشكل تهديدا لها بل يشكل تهديد مباشر للداخل اللبناني ومن مصلحة إسرائيل الإبقاء عليه،إلا في فرضيتن الفرضية الأولى ضغط دولي وعربي يجبرها على إنهاء حالة حزب الله العسكرية شمال الليطاني،والفرضية الثانية هي ان تجبر لبنان على توقيع معاهدة سلام معها،مع أن الإرهاصات تقول أن إسرائيل لم تعد بحاجة الى عقد معاهدة سلام مع لبنان..
بعد كل ما اوردناه من معطيات وفرضيات وإحتمالات متوقعة وغير متوقعة نحذر ما تبقى من مؤسسات دولة لبنانية من الوقوع في حفرة العدو الإسرائيلي الذي لا يريد للبنان الإستقرار لبناء دولة ولكي لا يقع في الحفرة على مسؤوليه اخذ المبادرة فورا لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من ما تبقى من وطن..
*إسرائيل تمارس البلطجة بحرب الإستنزاف،ولبنان ما زال يراهن على قبول حزب الله بتسليم سلاحه للدولة وهذا محال حيث أن هذا السلاح يعتبره حتى الشيعي المستقل هو إمتياز حقق من خلاله مكتسبات داخلية تجاوزت حقوقه المشروعة و تجاوزت مكتسبات المكونات اللبنانية الأخرى المحقة وهذه التشبيحات إذا جاز التعبير كادت ان تدفع بالمكونات اللبنانية الى تمني مكبوت او معلن بأن يقوم العدو الإسرائيلي بتخليصها من سلاح عدو لها وللوطن التي تعيش فيه..
في الختام إسرائيل مرتاحة لما تقوم به من حرب إستنزاف ولبنان (تعبان) منها ولا حل لذلك إلا بتسليم حزب الله سلاحه للدولة والسعي الى حث المجتمع الدولي والعربي وبالطرق الدبلوماسية الى تطبيق مندرجات 1701 كاملة..


iPublish Development - Top Development Company in Lebanon

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى