
مجلس الوزراء ينتظر لقاء الرئيسين.. وعون يلتقي برِّي ويقلِّد هيكل الوشاح الأكبر
ما الذي يحدث على الجبهة الرئاسية، وهل الانتخابات النيابية ستتأثر بالتجاذب النيابي الحاصل حول مصير قانون الانتخاب، المعمول به او المعدَّل في ما خص انتخاب المقترعين المنتشرين في بلاد الاغتراب ضمن 6 نواب في كل القارات، أم التصويت لصالح 128 نائباً في الداخل والخارج، كما يطالب نواب «القوات اللبنانية» والكتائب وعدد من النواب التغييريين، وسواهم، ويرفض هذا المطلب نواب «الثنائي الشيعي» ومعهم بعض المؤيدين، فيما يقف التيار الوطني الحر بكتلته النيابية عند منتصف الطريق؟
بعض من الإجابات يمكن ان تتبلور في الجلسة الجديدة لمجلس النواب قبل ظهر اليوم.
وهذا الموضوع اضافة الى مواضيع اخرى، كان على جدول اعمال اللقاء بين الرئيسين جوزف عون ونبيه بري، فضلاً عن مواضيع اخرى.
ولفتت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» الى ان لقاء الرئيسين عون و بري تناول عدة قضايا أبرزها تجمُّع الروشة وما اعقبه من مواقف وقراءات لاسيما ما يمكن إدراجه في اطار اختلاف وجهات النظر بين المسؤولين.
وقالت المصادر ان الرئيس بري اطلع من رئيس الجمهورية على أجواء مشاركته في اجتماعات نيويورك وهنأه على كلمته.
وينتظر ان يزور رئيس الحكومة القصر الجمهوري ما يمكن اعتباره اشارة في كسر الجليد والتأكيد على ان ما من خلاف بينهما بعد موضوع الروشة.
وفي هذا اللقاء، يتفق الرئيسان عون وسلام على عقد جلسة حكومية.
الى ذلك بدت لافتة خطوة الرئيس عون في منح قائد الجيش العماد رودولف هيكل وسام الارز الوطني من رتبة الوشاح الاكبر تقديرا لجهوده ما يعزز التأكيد على سير قيادة الجيش بتوجهات رئيس الجمهورية.
وحسب ما نقل فإن تقليد قائد الجيش الوسام هو تقليد ثابت، وكان مقرراً قبل سفر الرئيس الى نيويورك.
على ان الابرز ما نُقل عن امين عام المجلس الاعلى للامن القومي في ايران علي لاريجاني خلال لقائه مع الامين العام لحزب االله الشيخ نعيم قاسم من عدم تأجيج الخلافات الداخلية، ومعالجة اي خلاف بين كافة الافرقاء، تحت سقف الحفاظ على مؤسسات الدولة، وفي مقدمها مجلس الوزراء وقيادة الجيش اللبناني.
ونقل لاريجاني ان هناك توجهاً لتشكيل ترويكا «عربية – ايرانية – اوروبية» لمنع الفتنة والحرب الاهلية، وسط مخاوف من عدوان اسرائيلي جديد، وتوغل اسرائيلي حتى منطقة الاولي من العدوان الموسع على لبنان.
وانتقد لاريجاني الحملة على الرئيس سلام، اذ انها تؤثر على التقارب الايراني – السعودي، ويتعارض معه الى درجة التناقض، خاصة ان الرئيس سلام يلقى دعماً قوياً من المملكة العربية السعودية.
وعكس كلام الرئيس بري خلال الجلسة النيابية توجهاً بالحفاظ على الحكومة ورئيسها، الذي يتمسك بصلاحيته، ويرفض تجاوزها، لا سيما تلك التي نص عليها اتفاق الطائف. فقد اكد الرئيس بري ان الرئيس سلام هو رئيس حكومة كل لبنان، فيما التزم الرئيس سلام الصمت، وكان عقد خلوة مع رئيس المجلس قبيل الجلسة.
الجلسة.. والتجاذبات
نيابياً، كما كان متوقعاً، استحوذ النقاش في الجلسة التشريعية لمجلس النواب امس على تعديل قانون الانتخاب لا سيما لجهة مطالبة نحو 60 نائباً بإقتراع المغتربين لـ 128 نائباً وليس لستة نواب كما في القانون الحالي. وتحول النقاش الى سجال وكلام حاد بين النائبين علي حسن خليل وجورج عدوان، بسبب رفض رئاسة الجلسة مناقشة اقتراح قانون النواب الستين، فإنسحب من الجلسة ممثلوهم من احزاب القوات اللبنانية والكتائب وبعض التغييريين وتكتل الاعتدال الوطني.فطار نصاب الجلسة واعلن الرئيس نبيه بري استئنافها قبل ظهر اليوم لمتابعة مناقشة جدول الاعمال بعد اقرار عدد من بنوده في جلسة الأمس.لكن مصادر النواب المعترضين اعلنت أنه حصلت اتصالات بين الكتل من اجل اتخاذ موقف موحد قد يكون بتطيير نصاب جلسة اليوم ايضا.وعدم المشاركة في اجتماع اللجنة الفرعية.
وكان بري قال ردا على مداخلات بعض النواب في الشأن المتصل بقانون الانتخاب:«كفى محاولات لتجاوز قانون الانتخاب الحالي»، وساد هرج ومرج حول الملف، قبل ان ينهيه بري وينقل النقاش الى جدول الاعمال حيث تم اقرار عدد من البنود، قبل ان يطير النصاب.
ونتيجة عدم إدراج اقتراح القانون اعلن النائب عدوان الانسحاب من الجلسة وتعليق مشاركة النواب في اللجنة الفرعية المكلفة مناقشة قوانين الانتخاب، فرد عليه حسن خليل بالقول: «واضح إنو الإخوان بدّهن يطيروا الانتخابات»، فصفّق له عدوان ونواب «القوات» تهكماً، فقال خليل: «في تقليل أخلاق كل واحد يحترم حالو عيب عليكن»، ليعلو الصراخ في القاعة ويقول له نواب «القوات»: «إنت بتحترم حالك»؟
وبعد انفراط عقد الجلسة النيابية التشريعية بسبب الخلاف على قانون الانتخابات النيابية، دعا نائب رئيس المجلس الياس بو صعب اللجنة الفرعية لقانون الانتخاب إلى جلسة تعقد الساعة 11 قبل ظهر الخميس، للاستماع إلى وزير الداخلية ومناقشة قوانين الانتخاب. وذلك برغم اعلان النائب جورج عدوان مقاطعة اجتماعات اللجنة.
وقال النائب علي حسن خليل بعد الجلسة : مهما غلف الإنسحاب بعناوين سياسية، يبقى الأساس الإشارة التعطيلية لعمل المجلس. وأدعو الكتل التي انسحبت لإعادة النظر والحضور في جلسة اليوم.
من جانبه، أكد وزير الداخلية والبلديات أحمد الحجار لـ «اللواء»: انا كوزير داخلية ملتزم بإجراء الانتخابات النيابية في مواعيدها في ايار المقبل ووفق قانون الانتخاب الساري المفعول، وهناك مهل لا بد من انجازها واولها تسجيل المغتربين للتصويت، وهذا ما بدأنا به لأن المهلة تنتهي في 20 تشرين الثاني المقبل.
وحول امكانية تعديل القانون لا سيما لجهة انجاز البطاقة الانتخابية والميغا سنتر؟ قال الوزير الحجار: الامور الاخرى المتعلقة بالقانون وتعديله هي رهن ما يجري في المجلس النيابي من نقاشات، وما يقرره المجلس من تعديلات نسير بها كوزارة داخلية اذا امكن ذلك قبل انتهاء المهل وموعد الانتخابات.
وأوضح أنه باشر «منذ أسابيع عدة، التنسيق مع وزير الخارجية والمغتربين، وتم إنجاز آلية تسجيل المغتربين»، متمنيا «عند عودة وزير الخارجية من الخارج انطلاق عملية التسجيل خلال أيام ليكون أمامنا ما يقارب الشهر و٢٠ يوما من أجل التسجيل».
تداعيات صخرة الروشة
وعلى صعيد معالجة تداعيات المشكل الذي حصل حول اضاءة صخرة الروشة، كشف الوزير الحجار لـ «اللواء»: انه طلب من محافظ بيروت اجراء تحقيق اداري مع جمعية «رسالات» التي قدمت طلب التجمع حول مخالفة التعهد الذي تقدمت به وقرار المحافظ ورئيس الحكومة. وسيرفع المحافظ تقريره بنتائج التحقيق الى وزير الداخلية وبناءً عليه يتخذ القرار.
اضاف: التحقيق الاداري يسير بالتوازي مع التحقيق العدلي الذي تقوم به فصيلة الروشة في قوى الامن الداخلي بأشراف مدعي عام التمييز، لذلك فالقضية تأخذ مجراها العدلي والاداري وننتظر نتائج التحقيقات.
ورداًعلى رأيه في مسار الامور عموما في البلاد بعد الخلافات والتوترات الحاصلة قال الحجار: نحن نعمل وبهدوء على ان تسير نحو الافضل.
وكانت تطورات حادثة الروشة، قد طرحت ايضا في الجلسة التشريعية. ففي مستهلها أكّد النائب فراس حمدان أنّ «استهداف رئيس الحكومة نواف سلام واتهامه بالعمالة والصهيونية من فريق سياسي في البلد غير مسموح»، مضيفاً:«هذا الفريق إن كان لا يعجبه رئيس الحكومة فليستقل من الحكومة.هذا الخطاب يؤدي إلى تقسيم البلد»..
وردّ برّي على حمدان، قائلاً: هذا رئيس حكومة كل لبنان والحكومة ليست حكومة واحد أو إثنين..الحكومة يشترك فيها الجميع «خافوا االله يا جماعة».
عون وبري: خير
في الحراك السياسي، استقبل رئيس الجمهورية جوزاف عون قرابة الثانية من بعد الظهر رئيس مجلس النواب نبيه بري في بعبدا. وبعد اللقاء، قال الرئيس بري: كالعادة كان اللقاء مع فخامة الرئيس ممتازاً، عرضنا فيه مواضيع الساعة واطلعني على نتائج اللقاءات التي عقدها في نيويورك، ووضعته في جو ما حصل في بيروت قبل أيام.
ورداً على سؤال عما اذا كانت الأمور تتجه نحو الأفضل، أجاب الرئيس بري: «ان شا االله خير».
واستقبل الرئيس عون قائد الجيش العماد رودولف هيكل، واطلع منه على الأوضاع الامنية في الجنوب والمناطق اللبنانية كافة، والمهام التي يقوم بها الجيش على كل الأراضي اللبنانية. وخلال اللقاء، قلّد الرئيس عون العماد هيكل وسام الأرز الوطني من رتبة الوشاح الأكبر تقديراً لعطاءاته وللمهام القيادية التي يتولاها، واستناداً الى المرسوم الاشتراعي الرقم 122 تاريخ 12/6/1959، وتعديلاته (نظام الاوسمة)، وبناء على المرسوم الرقم 1300 تاريخ 19 أيلول 2025.
الى ذلك، اكد رئيس الجمهورية ان لبنان يمرُّ في مرحلة دقيقة تتطلب مقاربات مسؤولة وواقعية للمشاكل التي تعترضه بعيدا عن المزايدات والحسابات الانتخابية لان مصلحة البلاد العليا تسمو على أي مصالح أخرى. وقال الرئيس عون : «ان السلم الأهلي يبقى اسمى من أي اعتبارات،ومن واجبات الجيش والقوى الأمنية المحافظة عليه وهم يقومون بواجباتهم كاملة تحقيقا لهذا الهدف الذي بات خطا احمر، لانه لولا سهر الجيش والقوى الأمنية على امن المواطنين وسلامتهم وحماية المجتمع اللبناني بكل مكوناته لما استعاد لبنان امانه واستقراره، ولما كنا اليوم معا ولا كان لبنان موجودا.
وذكرت بعض المصادر مساء امس نقلا عن مصارد السرايا الحكومية، ان كلام الرئيس عون اثار استياء الرئيس نواف سلام، مشيرة الى ان سلام قد لا يدعو الى جلسة لمجلس الوزراء، وإن هناك برودة وليس خلافا بين الرئيسين لكن ذلك لا يمنع اللقاء بينهما.
وفد اقتصادي فرنسي
من جانب الحكومة عقد الرئيس سلام في السراي الحكومي اجتماعاً مع وفد اقتصادي فرنسي يمثّل المؤسسات الاقتصادية والشركات الفرنسية التي تعنى بشؤون إعادة الإعمار وتحديث المدن برئاسة رئيس مؤسسة «ميديف» جيرار وولف، وبحضور وزير الاقتصاد والتجارة عامر البساط والسفير الفرنسي هيرفي ماغرو..
وأعلن وولف بعد اللقاء، أن «الوفد الفرنسي المؤلف من نحو 40 شركة ومؤسسة فرنسية رائدة، جاء الى لبنان أمس بعد 4 سنوات من زيارة قام بها سابقاً الى لبنان». وقال: سررنا بما سمعناه من السير بالاصلاحات وهذا ما أكده لنا الرئيس سلام، وما بَيّنه وزير الاقتصاد مع كل العناصر التي تحتاجها الشركات وهي الأمن والاستثمارات.
غارات وشهداء في الجنوب
استمر تصعيد العدو الاسرائيلي ضد المواطنين في قراهم، فشنّ غارة جوية باستخدام طائرة مسيّرة على بلدة عيترون، وفق ما أفادت مصادر محلية. ووردت معلومات عن اصابة شخص بجروح حسب مركز طوارىء وزارة الصحة..
وبعد ظهر أمس شن العدو غارة من مسيّرة استهدفت حفارة امام منزل في منطقة الشمسية ببلدة سحمر في البقاع الغربي. وافيد عن اصابة سائق الحفارة وجرى نقله بسيارة اسعاف الى المستشفى وسط حشد من الاهالي تولوا سحبه من الحفارة.وافيد لاحقا عن ارتقائه شهيداً.
كما شن العدو غارة على صهريج لنقل المياه على طريق بلدة النبطية الفوقا، وافيد عن ارتقاء الشهيد محمد حسين ياسين (37 عاما من بلدة كفرتبنيت