محليمقالات

حزب الله حسم خياراته: لا لتسليم السلاح .. الدولة أمام امتحان صعب

شكّلت الذكرى الأولى لاستشهاد الأمينَين العامّين السابقين لحزب الله، حسن نصرالله وهاشم صفيّ الدّين، مناسبةً ليعلن حزب الله انقلابه على الدولة بشكلٍ نهائي، ويرفض قرارها بسحب السلاح، وذلك بحضور أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي لاريجاني، الذي حضر المناسبة، وشهد بالصوت والصورة على الشروط التي حدّدها الأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم، مشيراً إلى سبع نقاطٍ يجب تنفيذها لعلّ البارز فيها رفض تسليم السلاح، ومطالبة الدولة بإعادة الإعمار بدل التلهّي بالأمور الجانبية، على حدّ قوله.

مصادر مواكبة للتطورات الأمنية والسياسية، أشارت عبر اتصال مع جريدة الأنباء الإلكترونية إلى أنّ حزب الله، وبناءً على الإيحاءات الإيرانية يحاول أن يستفيد من الوقت الضائع، وذلك بعد ظهور ملامح تفاهم وشيك بين الإدارة الأميركية وإيران قد يؤدّي إلى قرب استئناف مفاوضات الملف النووي، ما يعني تجميد الوضع الميداني بين إسرائيل وطهران، وبين إسرائيل وحزب الله، لأنّ ما يهمّ الإدارة الأميركية وإسرائيل في الظرف الراهن هو تحرير الأسرى لدى حماس، حتى ولو أدّى ذلك إلى تدمير غزّة بالكامل من قِبل إسرائيل، فالدولة العبريّة، ومن خلفها الإدارة الأميركية لن يتركا هذا الموضوع معلّقاً إلى ما شاء الله، لتبدأ بعد ذلك مرحلة تهجير سكّان قطاع غزّة إلى سيناء في مصر.

المصادر لفتت إلى أنّ الضفة الغربية لن تكون بمنأى عمّا تحضّره إسرائيل لغزّة على وقع التهديدات الإسرائيلية المتكرّرة لسكّان غزّة بالخروج منها قبل فوات الأوان، وترى أنّ رئيس وزراء العدو، بنيامين نتنياهو، يلعبها “صولد وأكبر” بالنسبة لغزّة والضفة. وهو ما أكّد عليه الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالقول: انتظروا شيئاً قد يحصل في الشرق الأوسط. وكان ترامب قد رفض إعطاء رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عبّاس، تأشيرة دخول إلى الولايات المتحدة الأميركية للمشاركة في الدورة 80 للأمم المتحدة، ما يعني أنّ شيئاً قد يحصل في المنطقة.

وتشي المصادر إلى أمرين: إمّا اغتيال شخصية كبيرة، وإمّا أن يبدأ نتنياهو بتنفيذ تهديداته بطرد الفلسطينيين من غزة. ومن هنا تحاول إيران وحزب الله الاستفادة مِن هذا الوضع لإعادة بناء قدرات الحزب بانتظار عودة مفاوضات المِلفّ النووي بين واشنطن وطهران. وعلى هذا الأساس بدأ حزب الله يجاهر بموقفه الرافض لتسليم السلاح بعد أن كان أجرى اتّصالات بعيداً عن الإعلام مع رئيس الجمهورية، جوزاف عون، للاتّفاق على آلية لتسليم السلاح. وإذ تلفت المصادر بأنّ الحكومة تحاول إيجاد مخرج للأزمة، يواصل حزب الله التمسّك بخياراته رافضاً التنازل عن السلاح تحت شعار المعركة الوجودية في مواجهة إسرائيل.

وفي الوقت الذي أعلن فيه الموفد الأميركي، توم برّاك، عن موقف بلاده الرافض لمسار الأحداث مؤكّداً أنّ وقف إطلاق النار الذي التزم به لبنان لم يُنفّذ بعد، وأنّ حزب الله يعيد بناء قدراته، وبناءً عليه جاء خطاب الشيخ نعيم قاسم ليكرّس الاتّجاه المعاكس تماماُ. إذ اعتبر قاسم في إطلالته الأخيرة أنّ نزع السلاح خطيئة ارتكبتها الحكومة ويجب تصحيحها، مؤكّداً أنّ الحزب لن يتخلّى عن سلاحه، وأنّ المواجهة مع إسرائيل معركةً وجودية، وأنّ حزب الله مستعدٌ لخوضها حتى النهاية.

النائب عون

في المواقف، أشارت النائب نجاة عون في حديثٍ لجريدة الأنباء الإلكترونية إلى أنّ حزب الله، وفي كلّ مرة يحاول أن يذكّر الناس بأنّه ما زال موجوداً، وأنّ لديه القوة، لكنّه غير قادرٍ أن يفعل ما يريد. ففي حقيقة الأمر أنّ الحزب لم يعد موجوداً كما كان في الماضي، وهو في حالة ضعف لم يعشها من قبل. ولو كان قوياً، كما يحاول أن يوهم اللبنانيين من خلال اللجوء إلى إقامة ذكرى اغتيال أمينيه العامَّين في منطقة الروشة. وذلك بعد الادّعاء بأنّه سيهزم إسرائيل وسيحرّر القدس. ولقد رأينا ماذا كانت النتيجة بعد حرب الإسناد، وكيف دمّرت إسرائيل معظم البُنى التحتية في منطقة جنوب اللّيطاني. وسألت عون، “بعد كل الذي جرى هل أصبح همّ الحزب محصوراً بوضع صورة أمينه العام على صخرة الروشة. فأين كان وكيف أصبح”.

النائب عون رأت أنّ حزب الله يحاول الادّعاء بأنّه قوي، لكن التجارب أثبتت عكس ذلك. وقالت إنّ جلّ همّ الحزب أن يُقنع بيئته أنّ الحكومة بإمكانها أن تتّخذ قرارات لكنها لا تستطيع تنفيذها، وهو غير مستعدٍ أن يلتزم بسلطة الدولة ويقوم بتنفيذ أجندات خارجية، ومن ثمّ يتّهم رئيس الحكومة بالتقصير بإعادة الإعمار.

عون رأت أنّ حزب الله أمام خيارٍ من اثنين: إمّا أن يكون تحت سلطة الدولة ويلتزم بتنفيذ قراراتها، وإمّا في حال العكس فمنَ الخطأ اتّهام الحكومة بالتقصير.

الجلسة التشريعية

في المقابل، ستتحدّث عون في الجلسة التشريعية التي تُعقد قبل ظهر اليوم لدراسة جدول الأعمال، المؤلّف من 17 بنداً، مِن ضمنها البنود المتعلقة بقروض البنك الدولى بقيمة 200 مليون دولار، وهي مخصّصة لإعادة الإعمار، وبنودٍ واتفاقيات دولية، وأخرى تتعلّق بالشراكة بين القطاعين العام والخاص، وقانون استرداد الكلفة لإدارة النفايات.

عبد المسيح

من جهته لفتَ النائب أديب عبد المسيح في اتّصالٍ مع الأنباء الإلكترونية إلى أنّ حزب الله يحاول اللعب على الوقت “بقبة باط” إيرانية بانتظار استئناف المفاوضات بين واشنطن وطهران في ملفّ إيران النووي. وهو لن يتحوّل إلى العمل السياسي إلّا بأمرٍ من إيران. وفي تعليقه على رفض الحزب تسليم السلاح، أكّد عبد المسيح أنّ حزب الله انتهى عسكرياً، ولم يعد لديه سلاح كي يستخدمه. وقال، “نحن الآن بمعركة سياسية مع حزب الله بانتظار أن يأتي الوقت الذي يقتنع فيه الحزب بالدخول في مشروع الدولة”. وقال، “إمّا سحب السلاح، وإمّا الذهاب إلى حربٍ جديدة مع إسرائيل، لكنّها هذه المرة ستكون مدمّرة، لأنّ ما يفعله نتنياهو في غزّة سيفعله في لبنان بفارق أنّ الحرب ستكون مدمّرة وقد يخسر لبنان قسماً كبيراً من أراضيه في حال وقوعها. ورأى بأن الالتفاف حول الدولة هو الحل، وهذا برأيه يتطلّب مفاوضات مباشرة بين رئيس الجمهورية جوزاف عون وحزب الله.، وإلّا لا خيار آخر أمام حزب الله.

المصدر
الأنباء الإلكترونية


iPublish Development - Top Development Company in Lebanon

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى