محليمقالات

يوم التضامن مع سلام من قريطم إلى السراي الكبير

مكاشفة مع وزراء الدفاع والداخلية والعدل.. وملاحقة المخالفين لقطع دابر الفتنة

بعد يوم على خطيئة انتهاك اتفاق إحياء ذكرى استشهاد الأمينين العامَّين لحزب الله السيدين حسن نصر الله وهاشم صفي الدين، أمام صخرة الروشة من دون إضاءتها، تركزت المشاورات على أعلى المستويات حول كيفية حفظ هيبة الدولة وعدم عرقلة خطة الحكومة لحصرية السلاح، وبسط سلطة الدولة على كامل اراضيها بقواها الذاتية.

واشارت مصادر سياسية مطلعة لـ «اللواء» الى أن انعقاد مجلس الوزراء سيتم بعد عودة الرئيس عون من نيويورك .

وقالت ان من ابرز مواضيع البحث ما جرى بالنسبة الى إضاءة صخرة الروشة وما جرى في أعقابها وقد يكون تقرير قيادة الجيش حول خطة حصرية السلاح قد انجز وليس معلوما اذا كان سيحضر للنقاش او الإطلاع عليه .

كذلك من المرتقب ان يُطلع الرئيس عون المجلس على مشاركته في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.

والأبرز ان الرئيس نواف سلام، الذي تحوَّل الى مرتكز النشاط امس اكد انه ليس في وارد التراجع عن موقفه، وقال: أنا لم اعتكف، ولم استقل بل الغيت مواعيدي للتفرغ الى متابعة ما حصل بالأمس، والبحث في الخطوات اللاحقة.

واكدت المعلومات ان رئيس الحكومة يريد ان يعرف لماذا تم تجاوز بنود الترخيص للتجمع في الروشة.

يوم تأكيد حق الدولة بإنفاذ قراراتها

وقررت الحكومة الاستمرار في تطبيق القوانين وملاحقة المخالفين، وحسب المعلومات قد يتم استدعاء مسؤولي جمعية «رسالات» التي قدمت طلب الحصول على ترخيص اقامة الفعالية، وثمة من قال انه يمكن استدعاء مسؤول لجنة الارتباط والتنسيق في حزب الله وفيق صفا لو تم تحديد أي مسؤولية عليه في مخالفة الترخيص وتعميم رئيس الحكومة، لكن مصادر حزب الله اكدت مجدداً ان الطلب لم يتضمن تعهداً بإضاءة او عدم اضاءة صخرة الروشة قام بالإجراءات الادارية لحصول التجمع فقط.

وعلى صعيد فعالية اضاءة صخرة الروشة، أفادت معلومات بأن هناك توجهاً رسمياً لسحب رخصة جمعية «رسالات» المقربة من حزب الله التي قدمت العلم والخبر لإقامة الفعاليات، بسبب عدم التزامها بالشروط القانونية، وذلك بعد قيامها بإضاءة صخرة الروشة.

وفي سياق متصل، أعلن وزير العدل عادل نصار ان «النيابة العامة تحرّكت بناءً لمراجعتي والقضاء لا يعمل في السياسة بل في القانون، والقانون يُطبّق على الجميع من دون استثناء».

لقاءات سلام

واستقبل الرئيس سلام في دارته في قريطم نائب رئيس الحكومة طارق متري، الوزير غسان سلامة، الوزير شارل الحاج، الوزير كمال شحادة، والنواب مروان حمادة، سامي الجميل، ابراهيم منيمنة، مارك ضو، وليد البعريني، فراس حمدان، ميشال معوض، اديب عبد المسيح، ميشال الدويهي، ورئيس تجمُّع العشائر العربية بدر عبيد. وجرى التداول في الخطوات المطلوبة بعد ما حصل خلال الإحتفالية.وادلى النواب بمواقف مؤيدة لرئيس الحكومة وإجراءاته لاسيما استعادة دور وهيبة الدولة ووجودها وقرارها.

ونُقِلَ عن سلام قوله لزواره: أنا لم أعتكف ولم أستقل بل ألغيت مواعيدي (امس) للتفرغ لمتابعة ما حصل (خلال إضاءة صخرة الروشة) والبحث في الخطوات اللاحقة. وانه أكثر تصميماً واندفاعاً باستمراره في تحمُّل المسؤوليات، والتصدي لكل من يستمر في تجاوز الأصول الدستورية والتنكر لاتفاق الطائف ومخالفة الأنظمة والقوانين المرعية الإجراء.

كما عقد سلام إجتماعاً في السرايا الحكومية مع كلٍّ من وزير الداخلية والدفاع والعدل للبحث في الاجراءات القانونية، تلاه لقاء تشاوري مع كافة الوزراء لمراجعة العمل الحكومي.

اللقاء التشاوري لتطبيق القانون

استمر الاجتماع الوزاري التشاوري، حتى السادسة مساء، وحضره نائب رئيس الحكومة طارق متري ووزراء: المال ياسين جابر، الثقافة غسان سلامة، الدفاع ميشال منسى، السياحة لورا الخازن، الشؤون الاجتماعية حنين السيد، الاقتصاد والتجارة عامر البساط، المهجرين وشؤون التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي كمال شحادة، الداخلية والبلديات أحمد الحجار، العدل عادل نصار، الاتصالات شارل الحاج، التربية ريما كرامي، الصناعة جو عيسى الخوري، العمل محمد حيدر، الأشغال العامة والنقل فايز رسامني، الزراعة نزار هاني، والإعلام بول مرقص، والأمين العام لمجلس الوزراء القاضي محمود مكية.

ووفق المعلومات، فإن وزراء الصحة ركان ناصر الدين والبيئة تمارا الزّين والتنمية الإدارية فادي مكي لم يحضروا الاجتماع لارتباطات مسبقة كما قالوا وليس من باب مقاطعة الجلسة.

بعد الاجتماع، أدلى نائب رئيس الحكومة طارق متري بالبيان الآتي: «تداعينا لعقد لقاء وزاري حول الرئيس نواف سلام تأكيدًا لتضامن الحكومة، رئيسا وأعضاء، وللتشديد على السياسة التي التزمت بها في بيانها الوزاري والقائلة ببسط سيادة الدولة اللبنانية بقواها الذاتية على أراضيها كافة. وأكدنا أيضا أهمية تطبيق القوانين على جميع المواطنين من دون استثناء، وهو ما ترتب على الأجهزة الأمنية مسؤولية كبيرة في تحقيق ذلك، فاللبنانيون سواسية أمام القانون، والدولة لا تميز بين مواطن وآخر، ولا بين مجموعة مواطنين وأخرى.

اضاف:إن ما جرى بالأمس من مخالفة صريحة لمضمون الترخيص المعطى للتجمع في منطقة الروشة يدعونا إلى اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة للحفاظ على هيبة الدولة وإحترام قراراتها. وغني عن القول أن الحكومة حريصة على استقرار البلاد ووحدة ابنائها، وقطع دابر الفتنة ووقف حملات الكراهية التي تسيء الى عيشنا الوطني.

وفي سياق دعم مواقف سلام، قال رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع في بيان: نحيي رئيس الحكومة على مساعيه المستمرة لقيام الدولة المنشودة، ونتمنى عليه أن يواصل جهوده، التي ستؤدي في نهاية المطاف إلى تحقيق الهدف، آخذين في الاعتبار أنّ التاريخ يتقدّم دائمًا إلى الأمام ولا يعود إلى الوراء.

اضاف: والمطلوب الآن من الأجهزة الأمنية والقضائية استدعاء المسؤولين قانونًا عن الترخيص المعطى للتجمّع والتحقيق معهم، لتبيان من يقف وراء خرق شروط الترخيص، سواء لناحية المشاركين غير المصرَّح بهم، أو لناحية قطع الطرقات، أو لناحية إضاءة صخرة الروشة بشعارات وصور حزبية.كما أنّ المطلوب من الوزراء الأمنيين المعنيين إجراء التحقيقات الداخلية اللازمة كلّ في وزارته، لتحديد المسؤوليات وسدّ الثغرات.

واجرى شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز الشيخ الدكتور سامي ابي المنى إتصالاً هاتفياً بالرئيس سلام مؤكداً على «روح المسؤولية الوطنية التي يتمتع بها دولة الرئيس، ومتمنياً الارتقاء إلى مستوى المرحلة التي يمر بها لبنان اليوم، والتي تقتضي مقاربتها وتداركها بأعلى درجات الحكمة والصبر».

منسى ومهمة الجيش

ورداً على اتهامات الجيش بالتقصير ومطالبة البعص بمحاسبة المسؤولين عماجرى في الروشة، أعلن مكتب وزير الدفاع الوطني اللواء ميشال منسى في بيان، «ان المهمة الوطنية الاساسية التي يضطلع بها الجيش اللبناني دائما هي درء الفتنة ومنع انزلاق الوضع الى مهاوي التصادم وردع المتطاولين على السلم الاهلي وترسيخ دعائم الوحدة الوطنية».

وقال: لقد بذل الجيش اللبناني الدماء والارواح والاصابات والاعاقات في سبيل الارض والعلم والكرامة وشرف الانتماء لهذا الوطن، ولم ينتظر شكوراً ولا زهوراً من احد، لكن كرامة عسكرييه وضباطه الفخورين الجسورين الميامين تأبى نكران الجميل وتأنف التحامل الظالم، وتأسف لالقاء تبعات الشارع على حماة الشرعية والتلطي وراء تبريرات صغيرة للتنصل من المسؤوليات الكبيرة.

وختم: ان للجيش اللبناني وطناً يصونه، ورئيساً يرعاه، وقائداً يسهر عليه، وشعباً يحبه ويرى فيه الامل الباقي بعد الله ولبنان.

بالمقابل، اعلن عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب علي عمارانه كان بالأحرى لهذه الحكومة ولهذه الدولة أن تقف موقفاً مسؤولاً حكيماً حيال هذا النشاط، لأنه إن كان يعبّر عن شيء، فإنما يعبّر عن عنفوان وعزة وكرامة وسيادة هذا الوطن، والتي تتمثل في سيرة وحياة وجهاد السيدين الشهيدين، لا أن نسمع كلمة من هنا وهناك، أو نرى اعتكافاً بلا معنى وبلا مبرر لرأس هذه الحكومة.

واعتبر النائب عمّار أن «اعتكاف رأس هذه الحكومة اعتراضاً على ما حصل بالأمس في الروشة، يعني أنه في موقف سلبي لا يحسد عليه»، متوجّهاً الى رئيس الحكومة بالقول: أنت قبل كل شيء رئيس حكومة كل لبنان، وأنت المسؤول عن سيادة هذا البلد والإجراء فيه، خصوصاً بعد أن أناط الطائف كل المسؤوليات الإجرائية والتنفيذية بالسلطة التنفيذية، أي الحكومة.

ويحيي حزب الله اليوم ذكرى استشهاد نصر الله، وتوافدت مساء امس جموع المناصرين الى ضريحه على طريق المطار، فيما أفادت السفارة الايرانية في بيروت بأن أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي لاريجاني، سيزور لبنان غدًا السبت للمشاركة في إحياء ذكرى السيدين حسن نصر الله وهاشم صفي الدين. وستكون له لقاءات مع عدد من المسؤولين.

جلسة التشريع

ينعقد مجلس النواب الاثنين بجلسة تشريعية لبحث جد ول اعمال من 17 بندا، ابرها:مشروع القانون الوارد بالمرسوم رقم ١٣٣٥ الرامي إلى طلب الموافقة على إبرام إتفاقية قرض بين الجمهورية اللبنانية والبنك الدولي للإنشاء و التعمير لتنفيذ مشروع المساعدة الطارئة للبنا ن. و إقتراح القانون الرامي إلى تعديل المادة ١٢ من القانون رقم 22 تاريخ 11/7/2025، القاضي بمنح المتضررين من الإعتداءات الإسرائيلية على لبنان بعض الإعفاءات من الضرائب و الرسوم و تعليق المهل المتعلقة بالحقوق والواجبات الضريبية و معالجة أوضاع وحدات العقارات وأقسامها المهدمة.

وسبق ونشرت «اللواء» جدول الاعمال قبل يومين.وهو لا يتضمن اي اقتارح او مشروع حول تعديل قانون الانتخاب، الامر الذي يرتقب ان يثير سجالات في الجلسة وربما انسحابات للنواب الموقعين على اقتراح اقتراع المغتربين.

ونقل عن وزير الاعلام بول مرقص بعد الاجتماع مع الرئيس بري في عين التينة تأكيده على اهمية اقرار مطالب متقاعدي القطاع العام.

على الأرض، واصل الاحتلال الاسرائيلي تصعيد اعتداءاته على لبنان وخرق اتفاق وقف اطلاق النار، فاستهدفت غارة إسرائيلية من الطيران الحربي الاسرائيلي، محيط بلدة النبي شيت في مرتفعات الشعرة والخريبة.

ولاحقا، أعلن المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، عبر منصة «اكس» أن «الجيش هاجم موقعًا لانتاج صواريخ دقيقة تابعاً لحزب الله الإرهابي في منطقة البقاع بلبنان».

وأضاف: وجود الموقع الذي استهدف يشكل انتهاكًا للتفاهمات بين إسرائيل ولبنان. سيواصل جيش الدفاع العمل لإزالة أي تهديد على دولة إسرائيل.

المصدر
اللواء


iPublish Development - Top Development Company in Lebanon

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى