محليمقالات

تصعيد أميركي غير مسبوق ضد لبنان… جهود “الإشتراكي” تثمر في السويداء واتصالاته مستمرة

اتجهت الأنظار في الساعات الماضية إلى نيويورك حيث انعقد المؤتمر الدولي لإعلان حل الدولتين والاعتراف بدولة فلسطين، برئاسة مشتركة بين فرنسا والمملكة العربية السعودية. تظاهرة ديبلوماسية داعمة لفلسطين أفضت عن اعتراف ١٤٢ دولة عضواً باعلان نيويورك القائم على الاعتراف بدولة فلسطين والداعم لمسار حل الدولتين.

وخلال القمة، أعلن قادة دول اعترافهم بالدولة الفلسطينية ترجمةً لجهود سعودية وفرنسية داعمة حل الدولتين، وضمان السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

وعلى الرغم من تهديدات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنه “لن تكون هناك دولة فلسطينية” اعتبرت إدارة البيت الأبيض على لسان أحد مسؤوليها اعتراف عدد من حلفائها الرئيسيين، بما في ذلك بريطانيا وأستراليا وكندا، بدولة فلسطينية بأنه “استعراضي”.

وبانتظار كلمة الرئيس جوزف عون أمام الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة، والتي سيتطرق فيها إلى المستجدات المحلية عسكريًا واقتصاديًا، ويطالب المجتمع الدولي بلجم تمادي إسرائيل في عدوانها على لبنان وضربها عرض الحائط الإتفاقات والقرارات الدولية، وحث المجتمع الدولي التدخل لدعم لبنان وجيشه، تستمر الأجواء التصعيدية في المنطقة على وقع الضربات الإسرائيلية العنيفة والدموية في غزة وجنوب لبنان، حيث شكلت مواقف المبعوث الرئاسي الأميركي توم براك صدمة للأوساط السياسة اللبنانية، حيث رفع سقف تحذيراته إلى حدودها القصوى قائلاً: أن “إسرائيل لديها 5 نقاط في جنوب لبنان ولن تنسحب منها و”حزب الله” يُعيد بناء قوته وعلى الحكومة أن تتحمّل المسؤولية”.

وانتقد براك في سلسلة مواقفه أداء الدولة اللبنانية، فاعتبر ان “ما يفعله لبنان بشأن نزع سلاح “حزب الله” هو كلام ولم يحدث أي عمل فعلي”. ولفت إلى أن “الجيش اللبناني ليس مجهزًا بشكل جيّد”.

مواقف براك اعتبرها البعض بمثابة غطاء سياسي للتصعيد الإسرائيلي على لبنان واحتمال تدحرج الكرة من الضربات المتنقلة الى هجوم مركز، حيث تزامنت مواقف براك مع موقف هجومي لنتنياهو أعلن فيه خوض معركة لتدمير “المحور الإيراني”، مشيداً بـ”عزيمة الجيش الإسرائيلي”.

جهود “الإشتراكي” تثمر

وفي خطوة اتسمت بالإيجابية، نجحت الجهود التي بذلها الحزب التقدمي الإشتراكي في إطلاق 24 معتقلاً من أبناء السويداء، حيث أصدرت مفوضية الإعلام في الحزب بياناً أشارت فيه إلى أنه: “نتيجة الاتصالات والمساعي المستمرة التي قام ويقوم بها الحزب التقدمي الاشتراكي منذ أحداث تموز الدامية، لإطلاق سراح جميع المخطوفين والمختطفات والمعتقلين من أهالي السويداء، وبعد تكثيف الاتصالات في اليومين الماضيين، عقب العرقلة التي طالت ملف تحرير المخطوفين بعد الاعلان عن الاتفاق الثلاثي الذي وقع في دمشق، تم اليوم إطلاق سراح ٢٤ معتقلاً من أهالي السويداء”.

وأضاف البيان: “وتستمر المساعي لاطلاق سراح جميع المخطوفين لا سيما المختطفات بناءً على خارطة الطريق التي وضعها الرئيس وليد جنبلاط والتي تنسجم في فحواها مع الاتفاق الثلاثي بين دمشق وعمّان وواشنطن. وفي السياق، يشكر “التقدمي” جميع الأطراف الداعمة والمسهلة لاطلاق المخطوفين والشروع في حل الأزمة”.

ضوء أخضر أميركي

مصادر مطلعة كشفت “للأنباء الإلكترونية”، عن “ضوء أخضر أميركي لإسرائيل، يتيح لها إمكانية شن ضربات عسكرية على لبنان في مناطق مختلفة لإنهاء قدرات حزب الله ومنع محاولته إعادة بناء قدراته”، واعتبرت مواقف السفير توم براك بمثابة “غطاء سياسي لعدوان إسرائيلي مرتقب”، واعتبرت المصادر ان “واشنطن وتل أبيب تعملان على فرض إتفاق أمني بين لبنان وإسرائيل يتضمن منطقة منزوعة السلاح داخل الأراضي اللبنانية على غرار الاتفاق الأمني المرجح توقيعه بين سوريا وإسرائيل في الأيام المقبلة”.

أضافت المصادر أن “الضغط الأميركي على منع التجديد لقوات الطوارئ الدولية شكل نقطة أساسية في الدفع بهذا الإتجاه، وأن وجهة النظر الأميركية تنطلق من ما قاله براك ان الجيش لا يملك الإمكانات ولا القدرات للقيام بالمهام المطلوبة منه”.

المصادر ربطت بين تصريحات برّاك وما نقل عن لسان الأمير السعودي يزيد بن فرحان، أن “الحديث عن مؤتمرات دعم للبنان وللجيش اللبناني سابق لأوانه، ما لم تبادر الحكومة اللبنانية الى تنفيذ خطة حصر السلاح، وإلى استكمال مفاوضاتها مع البنك الدولي، ما يعني برأي المصادر ان خريف لبنان سوف يكون حار وقاس في مجالات عدة”.

لقاءات عون

في المقابل وعلى هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، وخلال لقائه بعدد من رؤساء الدول أكد الرئيس جوزف عون على ضرورة وقف الاعتداءات الإسرائيلية، كما شدد على الدور الذي يقوم به الجيش اللبناني جنوب نهر الليطاني في إطار تنفيذ القرار 1701، لافتاً إلى أن “إسرائيل تعرقل استكمال انتشاره بسبب استمرار احتلالها للتلال ومواصلتها الأعمال العدائية ضد القرى والمدنيين الجنوبيين”، مشيراً إلى أن “الحكومة ماضية في تنفيذ قرار حصر السلاح بشكل تدريجي”، وأكد الى أنّه “لا يمكن لإسرائيل أن تستمر في سياستها العدوانية، لأنها بذلك تهدد السلام والاستقرار في الشرق الأوسط بأسره، وتضع المجتمع الدولي أمام تحدٍّ مباشر لاحترام قراراته المؤيِّدة للسلام والاستقرار في العالم.”

وفجر أمس عقد الرئيس عون اجتماعاً مع عدد من رجال الأعمال اللبنانيين في نيويورك، حيث تناول البحث مجموعة من الملفات الوطنية الحيوية. حيث تمحورت المداخلات حول المفاوضات مع صندوق النقد الدولي، والأوضاع في الجنوب، ومشاريع البنية التحتية والطاقة، إضافةً إلى ملف التحوّل الرقمي والإنترنت وآلية اقتراع المغتربين في الانتخابات المقبلة. كما تطرق اللقاء إلى الأوضاع الإقليمية ودور الجيش اللبناني في حماية الاستقرار الوطني، وملف إعادة الإعمار.

وخلال اللقاء الذي حضره وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجي، شدد عون على ان عودة لبنان الى لعب دوره في المنطقة، تتطلب عودة الاستثمارات اليه، وهي تحتاج الى شروط اساسية اهمها الاستقرار والعمل على طمأنة المستثمرين من خلال خطوات عملية في الاصلاح المالي والاقتصادي والقضائي “وهو ما عملت وتعمل عليه الحكومة نظراً الى اهميته، بالتوازي مع خطوات اخرى تصب كلها في مصلحة لبنان واللبنانيين والمنتشرين من اصل لبناني في كل اصقاع الارض”.

وأشاد الرئيس عون بما يقوم به المنتشرون اللبنانيون في الخارج دعماً لوطنهم، داعياً اياهم الى الاستثمار في لبنان بعد ان باتت الارضية جاهزة لهم لاتخاذ الخطوة المناسبة.

إقرار موازنة 2026

أما في لبنان وعلى وقع إحتجاجات العسكريين المتقاعدين، أقر مجلس الوزراء موازنة العام 2026، معلناً تعذر إقرار أي تصحيح للرواتب والأجور لجميع العاملين والمتقاعدين في القطاع العام.

واستناداً للمقررات الحكومية، فإن موازنة 2026 لا تهدف إلى زيادة معدلات الضرائب أو فرض ضرائب جديدة إنما تفعيل الالتزام الضريبي تحسين الجباية وضبط التهرب الجمركي وتقدير الواردات بطريقة دقيقة، حيث أن الموازنة سعت إلى تأمين إيرادات لكل إنفاق وذلك من أجل تجنب حصول عجز.

وكان رئيس الحكومة نواف سلام قد ترأس الجلسة بحضور نائب رئيس مجلس الوزراء والوزراء مستهلا جلسته بالوقوف دقيقة صمت عن أرواح شهداء بنت جبيل.

المصدر
الأنباء الإلكترونية


iPublish Development - Top Development Company in Lebanon

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى