محليمقالات خاصة

المعمم الدرزي حكمت الهجري ورقة ضغط إسرائيلية على سوريا والمعمم الشيعي ورقة ضغط إيرانية على أميركا

كتب حميد خالد رمضان لقلم سياسي،

تستعمل الدول اوراق ضغط ضد بعضها البعض وعندما تنتفي ضرورتها تُرمى بسلة الزبالة

شبهوا الحالة التي يمثلها المعمم الدرزي حكمت الهجري في جنوب سوريا بالضابط الماروني انطوان لحد في جنوب لبنان وهذا التشبيه قد يكون ملائما الى حد معين،ولكن هناك تناقض كبير في مكان ما وقريبا سنتطرق الى الأمر..

إستخدام العدو الإسرائيلي لشيخ عقل بعض الدروز في سوريا “حكمت الهجري” ما هي إلا ورقة من اوراق عديدة التي يبغي من وراءها دفع الحكم الجديد في سوريا الى سلوك درب السلام معه وبالتالي سيدوس العدو الإسرائيلي عليه فور إقامة سلام مع سوريا، وبالتالي يرمى حكمت الهجري وعمامته في سلة الزبالة..

إستخدام إيران المعمم الشيعي “نعيم قاسم”ما هي إلا ورقة أيضا تبغي من وراءها الضغط على أميركا بشأن ملفها النووي اولا، ورفع العقوبات عنها ثانيا، والإبقاء على بعض من نفوذها في المنطقة ثالثا، وبالتالي عندما تنجح بالحصول على نتائج إيجابية جراء ذلك ترمي نعيم قاسم وعمامته في سلة المهملات، وخير دليل على ذلك عندما ضحت بعمامة(حسن نصرالله) وبصاحبها أيضا..

في الموضوع ذاته وحتى لا يقال أنني إستهنت بلبوس كهنوتي (العمامة) او أُفهم خطأ من قبل الإخوة الدروز والشيعة معا،لذا سأعطي مثال آخر عن معمم (سُنّي-سوري) اسمه احمد حسون صفته(مفتي الجمهورية العربية السورية) كون نظام بشار أسد إستعمل (عمامته) كورقة لخدمة مصالحه وعندما إنتفت ضرورة وجودها رُميت وصاحبها في سلة المهملات..

تقول الواقعية السياسية أن أي عميل او جاسوس تُكتب له نهايتان وذلك عندما ينتهي دوره،الاولى يُقتل،والثانية يُنفى او تُغير ملامح او تقاسيم وجهه،ومن هنا نتوقع نهاية مأساوية لكل من المعمم الدرزي (حكمت الهجري) والمعمم الشيعي (نعيم قاسم) ..

عقب إنتهاء الحرب العالمية الثانية التي إنتهت بهزيمة إلمانيا وإنتصار الحلفاء أميركا-روسيا-بريطانيا-فرنسا تقاسم هذا الحلف النفوذ على العالم ولكن في مكان ما،كان لهم اوراق يمارسون من خلالها الضغط على بعضهم البعض (حرب بينهم غير مباشرة) وسأعطي مثل او مثلين على ذلك… كوريا دولة اسيوية قسموها الى دولتين، الجنوبية ورقة ضغط على الإتحاد السوفياتي حينذاك، وشمالية ورقة ضغط على أميركا،والمثل إلمانيا الجزء الشرقي منها (إلمانيا الشرقية) ورقة ضغط على أميركا، والغربية (إلمانيا الغربية) ورقة ضغط على الإتحاد السوفياتي حينذاك لذا وبكل موضوعية يمكننا القول أن ورقة المعمم الدرزي حكمت الهجري سترمى في سلة الزبالة حالما يتم توقيع سلام بين العدو الإسرائيلي والنظام السوري الجديد،وهذا ينطبق كما أسلفنا أعلاه على المعمم الشيعي نعيم قاسم حالما يتم الإتفاق بين أميركا وإيران..

أمام كل هذه التحليلات او التأويلات هناك ضحايا سقطت وستسقط من كلا الطائفتين الدرزية في سوريا، والشيعية في لبنان جراء سلوك ديني تضليلي من قبل معمميهم الذين خدعوا مريدي دينهم بأن ما يفعلونه أمر إلاهي وبالتالي على المريدين السمع والطاعة وإلا يُعتبرون عصاة للإله، وهذا لعمري إستثمار لصالح العدو الإسرائيلي والأميركي والإيراني..


iPublish Development - Top Development Company in Lebanon

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى