السُنّة هم من يحمون وحدة دولهم (السايكس – بيكوية)

كتب حميد خالد رمضان لقلم سياسي،
لأنهم أصحاب الأرض التي قسمتها معاهدة سايكس-بيكو رغما عنهم وذلك بعد أن تحالف بعض من ابناء جلدتهم مع الإحتلالين الفرنسي-البريطاني ولتآمرهم على الدولة العثمانية حينذاك، ولكن ورغم تشظي الجسم الجغرافي والديمغرافي الواحد إلا أن المسلمين السُنّة ما زالوا وسيبقون يؤمنون أن الأرض التي توزعت الى دول تبقى ارضا واحدة،ولأنهم أصحابها تراهم دائما يقفون سدا منيعا
في وجه تقسيم جديد حتى ولو حكمت الأقليات الدول التي صنعتها مؤامرة سايكس-بيكو، ولنعطي أكثر من مثال لتأكيد ما أسلفناه..
سوريا حكمتها أقلية (نصيرية) بطريقة غير مباشرة من سنة 1963 -1970 وبطريقة مباشرة 1970-2024 لتصبح الجغرافيا السورية بخدمة الديمغرافيا النصيرية مع أن النصيريين أقلية لا يتجاوز عددهم المليون ونصف بالحد الأقصى والنتجية لذلك تسلط دويلة الأقلية النصيرية على دولة المواطنة التي وضع اسسها السُنّة ما قبل الإحتلال الفرنسي وما بعده لسنوات معدودة، ونتيجة لذلك حل بسوريا منذ ان إغتصب المكون (النصيري) حكم سوريا كوارث إقتصادية وتشققات إجتماعية،وإستبدال ثقافة المواطنة بثقافة الأقلية النصيرية، وإستبدلت حرية الرأي والرأي الأخر بقمع أمني-مخابراتي قل نظيره حتى وصل الخوف بالمواطن السوري من التكلم ولو همسا حتى مع زوجته، والمفارقة أن هذا الخوف دفع الشعب السوري الى التكلم باللهجة النصيرية حفاظا على كرامته وأمنه وحياته وعائلته..
العراق سلكت الأقلية الشيعية ذات الطريق التي سلكته الأقلية النصيرية في سوريا فماذا كانت النتجة أيضا؟
1-حصول شرخ عامودي وأفقي في جسد المكونات العراقية..
2-القضاء على الدولة التي وضع اسسها المكون السُنّي وإستبدالها بدويلة شيعية اوصلت العراق الى حالة تكسرت عظام وحدتها ومن المستحيل بمكان (جبرها)..
3-الأقلية الشيعية حولت العراق من دولة ذات سيادة يحسب لها ألف حساب الى دويلة تابعة لإيران والتي تحكمت بكل مقوماته حتى تحول الى مخلوق(مسخ)..
اليمن وما أدراك ما حصل باليمن عندما إغتصب الحكم فيه أقلية حوثية-زيدية حيث أصبح يعيش الإحتضار في كل لحظة،مع أن الحكم الإمامي (الزيدية)هو من حكم اليمن من مئات السنين وللأسف كان الضامن لهذا الحكم الأقلوي الأكثرية السُنّية(الشافعية)وأكثر من ذلك كانوا حماة الدولة التي تضمن حقوق كل المكوانت اليمنية ..
1-الأقلية الحوثية-الشيعية الإثنى عشرية أوصلت اليمن السعيد الى العيش بخوف ورعب وفقر وتشظي إجتماعي عامودي وأفقي ..
لبنان تحول من (متصرفتين) مارونية-درزية الى دولة مساحتها 10452 كيلو متر وذلك بمبادرة سُنّوية رغم أن رؤية السُنّة وحدوية مع عمقهم العربي ولكن عندما لمسوا أن الأمر الواقع يفرض عليهم هذا التوجه صاغوا مع الأقلية المسيحية ميثاق وطني يشمل كل المكونات اللبنانية من شيعية الى درزية،ولكن غطرسة الموارنة وغرورهم وصل الى حد أن أصبح لبنان على شفير الهاوية، ثم بعد ذلك جاء حكم الأقلية الشيعية ليزيد طين التشظي المجتمعي بلة، وبغرورها وغطرستها وفائض قوتها أيضا وصل لبنان الى مفترق طرق لا يعلم إلا الله نهايتها، ومع غرور وغطرسة الأقليتين المارونية-الشيعية كان السُنّة في لبنان السد المنيع في رفض تقسيم لبنان او تحويله من دولة مؤسساتية جامعة لدويلات هجينة قوتها اوهن من بيت العنكبوت، وبالتالي لولا السُنّة في لبنان لكان لبنان الوطن والكيان أثرا بعد عين..
خلاصة ما تقدم يمكننا القول أن السُنّة في لبنان والعراق وسوريا واليمن هم الضمانة لبقاء تلك الدول (السيكس-بيكوية) على قيد الحياة وهم أيضا المظلة التي تحمي الأقليات في تلك الدول، وهم ايضا بيضة القبان عندما توضع تلك الدول في كفتي الميزان،لذلك وما باب النصيحة نناشد الأقليات التحلي بالوعي لكي تضمن وجودها التاريخي في مشرقنا العربي وإلا ستكون العواقب وخيمة بالنسبة للأكثرية والأقليات معا..

