كتب رئيس الهيئة الإدارية للمؤسسة العالية للبحث العلمي الدكتور علي لاغا:
وأنا أقرأ أبحاثاً تدرس ما يخطط ويعمل به في المنطقة من قبل الدول المسيطرة ، لتحكيمها ،تذكرت ما قاله لي المغفور له بإذن الله تعالى سماحة المفتي الشيخ طه الصابونجي ، في اللقاءات التي كان يمنحني فيها فرصة التعلم من مخزونه العلمي وحكمته الحاضر الحدْس فيها ، سألته مرة لماذا لم تبنى مراكز للبحث العلمي الجاد ، ويتم إنشاء المصانع وتتطور حياة عالمنا كما هو ليس في أوروبا والولايات المتحدة فحسب بل في الجزر الموزعة في البحار ، أجابني كعادته :
علي :
عندما توزع ميزانيات الدول … تراقب ، ممنوع التحديث الذي ذكرت ، والمسموح : كورنيش من الذهب ، مطارات على مد النظر ، طرقات ، بناء مساجد … كل مايستهلك المال إلا التصنيع الذي تحتكره دول … ..
وقال لي حكيم آخر ، المغفور له سماحة المفتي أحمد كفتارو ، أنه كان في زيارة لباكستان ، استقبله رئيسها أيوب خان ، وراح يعرض عليه بناء المساجد التي لم تكن قبل مايزيد على عقد من الزمن عندما زارها سماحته ، فقال كفتارو للرئيس أيوب خان :
كنت أحب أن أرى مدخنة قرب كل مئذنة ، أي مصنعاً قرب المسجد .
وبالرغم من كل طوفان المعرفة لا زال الحال أسوأ ، في طفولتي أذكر أنه في الريف كانت المطاحن وصناعة الرغيف في الأحياء والمنازل والتموين لمدة تكفي من الموسم إلى الذي يليه ، وصناعة الأحذية و الأدوات الزراعية من الحديد والفولاذ ، تربية المواشي ، وصناعات خفيفة من النسيج ، وتم استخدام كل حبة تراب في الزراعة وجر المياه … والآن بات الريف مُسْتهلِكاً كأنه المدينة ..
ليس من المعقول أن نبقى هكذا تلاحقنا لعنة( أن اقتلوا أنفسكم).
