من المستحيل أن يظن أنه سيكون مثل بشير الجميل او فؤاد شهاب

كتب حميد خالد رمضان لقلم سياسي
خدعنا الرئيس جوزاف عون في أنه سيكون رئيسا لكل لبنان وأنه سيكون على مسافة واحدة من كل المكونات اللبنانية،وأنه العصا السحرية التي ستنقذ لبنان واللبنانيين من سيطرة الدويلة على الدولة،وأنه سيكون النقيض لعهديّ اميل لحود(ابو نص لسان)وميشال عون(الأحمق الأرعن)وسيعيد الى لبنان وجهه الحضاري على كافة الصعد،وأن العدالة ستكون إنتقالية لا إنتقائية،وحصرية السلاح بيد الدولة فقط قرار سيادي سيتم تنفيذه،ولكن كل ما اوردناه كان أضغاث أحلام،وبالتالي هناك حقيقة واحدة سمعناها وابصرناها ولمسناها هو أنه صورة طبق الأصل لاميل لحود وجوزاف عون ..
هذا الرئيس القادم من (العيشية-قرية في جنوب لبنان) يحاول وبإستماتة خداع الرأي العام المسيحي بأنه الرئيس المسيحي الذي سيعيد أمجاد القصر الجمهوري وأمجاد(المارونية السياسية) وبأنه الرئيس القوي الذي سيعيد ايضا صلاحيات رئاسة الجمهورية التي طالها التعديل في وثيقة إتفاق الطائف،وأنه سيكون بشير الجميل الثاني او فؤاد شهاب الثاني وأنه وأنه وأنه..
*يافخامة الرئيس :الرئيس فؤاد شهاب توجه الى العرب العمق الإستراتيجي للبنان والرئيس بشير جميل توجه ايضا الى العرب للسبب ذاته،أما أنت فتوجهت الى محور الشيعي الفارسي الذي كان السبب الأول والأخير في وصول لبنان الى ما وصل إليه..
*يا فخامة الرئيس:الرئيس بشير الجميل حقق إنجازات خلال عشرين يوما ونيف مع أنه لم يستلم الرئاسة رسميا أما أنت فحققت إنتكاسات بسلوكك المشبوه والذي ينطلق من ثقافة أقلوية وكأنك لم تأخذ العبرة مما حصل في سوريا،والتي تتعامل مع متغيرها بطريقة تشي أنك لا تختلف عن بشار أسد(النصيري)وحسن نصرالله(الشيعي الصفوي)ونور المالكي
(الشيعي العراقي) وعبدالملك الحوثي(الشيعي اليمني) وهذا لعمري سلوك غبي سيقضي على ما تبقى من وطن اسمه لبنان..
*يا فخامة الرئيس:ما زال الرئيس بشير الجميل وإن إختلفنا معه في أمور كثيرة : بقي ايقونة رئاسية وطنية جامعة كونه عرف أن لبنان لن تقوم له قائمة إذا لم تحضنه الأكثرية(السُنّة)وإذا لم يعود الى عمقه العربي(السُنّة) فإحتضنه الرئيس صائب سلام(السُنّي) ويمم وجهه شطر المملكة العربية السعودية(قبلة السُنّة) فهل تأخذ العبرة فتيمم وجهك شطر الأمة التي هي الضمانة لبقاء وطنك لبنان سيدا حرا مستقلا ولبقاء ما تبقى من وجود في مسيحي في الشرق العربي..
*يا فخامة الرئيس:سُنّة لبنان هم الضمانة لبقاء لبنان وهم الضمانة لبقاء دولة المؤسسات وهم الضمانة لحماية السلم الأهلي،وهم الضمانة لحماية العيش المشترك فهل تعلم لماذا:لأن السُنّة هم اهل دولة لا اهل دويلة وهم رجال مؤسسات لا رجال ميليشيات،وهم أهل ثقة ووطنية لا اهل غدر و(تقية)وبالتالي عليك أن تعود الآن قبل فوات الأوان الى نهج سياسي جامع لا نهج أقلوي مفرق..
*يا فخامة الرئيس”ألم تقرأ لمؤسس الشيوعية كارل ماركس عندما قال: التغيير حتمية تاريخية،وطبعا لم تقرأ ماذا قال إسلامنا الحنيف:وتلك الأيام نداولها بين الناس،والمصيبة او الخوف أنك لم تعي خطورة ما يحدث من تغيير جيو-سياسي في المنطقة بأن عهد التعامل مع الأقليات من قبل أصحاب القرار الدولي(أميركا) ومن يدور في فلكها قد ولى لأنهم لمسوا لمس اليد أن التعامل مع هذه الأقليات لم يأتي أوكله وبالتالي عادوا مجبرين لا مخيرين الى التعامل مع(أم الصبي) اي(السُنّة)..
فخامة الرئيس إذا كان هذا نهجك او سلوكك فلن تكون إلا صورة طبق الأصل عن رئيسين دمرا لبنان وكانا السبب بتهجير 50 بالمئة من المسيحيين،وبالتالي إذا سلكت نفس طريقهما ستكون الرئيس المسيحي الذي هجّر آخر مسيحي في لبنان وللأسف هذا غباء ما بعده غباء .