ما هكذا تورد الإبل يا فخامة الرئيس

كتب حميد خالد رمضان لقلم سياسي،
رجاء كل الرجاء أن لا تدعنا نترحم على عهود سبقت عهدك،وهذا الرجاء نابع من قلب مواطن يثق بوطنيتك ومناقبتيك ويكاد من المستحل أن يسلم اله سلاح حزبه لعبد.
بحسن نية نقول أن فخامة رئيس الجمهورية يحاول أن يقدم (السبت) لحزب الله لعل وعسى يقدمون له (الأحد) وبسوء نية تجاه حزب الله هو كالعادة ليس على إستعداد أن يقدم أي يوم أحد طيلة أيام السنة..
بالعودة لسرد مؤشرات سلبية بانت إرهاصاتها لخطوات أقدم عليها فخامة رئيس البلاد كتعيين مستشارين كانوا من حواريّ العهد البائد الذي اوصل لبنان الى جهنم، ومما زاد الطين بلة تعيين وزير حزب الله بحكومة نجيب ميقاتي (علي حمية) مستشار له لشؤون إعادة الإعمار! ثم إستقباله للإعلامي جورج قرداحي الذي كان السبب المباشر بتردي علاقات لبنان بدول الخليج حتى كادت أن تقطع علاقاتها الدبلوماسية والإقتصادية والسياحية مع وطن هو بأمس الحاجة لهذه الدول الشقيقة وبطليعتها المملكة العربية السعودية..
المواطن يسأل فخامة الرئيس جوزاف عون وله الحق بذلك لأنه الجهة الوحيدة التي دفعت الثمن طيلة عقود جراء هيمنة حزب آلهي على مقدرات وطنه والتي أفقدته امنه وأمانه،وإغتصبت ماضيه وحاضره والخوف من أن يُسلب مستقبله، زائد أن هذه الهيمنة جعلت منه مشروع تهجير قسري من وطنه ،و جعلت منه مفقرا وخائفا ومرعوبا، فهل يا فخامة الرئيس لديك ثقة بهذا الحزب سيما وأن كل مواطن في لبنان هو شاهد على عصر فساده وإفساده وإجرامه وبلطجيته وعربدته؟
فخامة الرئيس لا نطلب منك المستحيل ولكن نقول لفخامتكم أن من المستحيل أن تلبنن حزب أبجدياته إلاهية والمستحيل أيضا أن تتوقع منه أن يتنازل ولو بالحد الأدنى عن مشروعه الخادم لعقيدة ولاية الفقيه والمستحيل أيضا أن تقنع جمهوره المضلل بأنهم مواطنين كبقية مواطني المكونات اللبنانية الأخرى، متساوون بالحقوق والواجبات، وفخامتكم يعلم أن جمهور الثنائي الشيعي يؤكدون دائما أنه لهم حقوق فقط وذلك لشحنهم بتخمة من شعارات اوقحها شعار (أشرف الناس ) وليس عليهم واجبات، والمستحيل أن يعطونك ولو مثقال ذرة من تنازلات ما،ولك فيمن سبقك عبر لا تعد ولا تحصى..
فخامة الرئيس كنّا وما زلنا مراهنين على أن عهدك سيكون (حبل يشيل الزير من البير) وأنه سيطوي صفحات سوداء لعهود خلت، ولكن ينتابنا إحساس نتمنى أن يكون وهما بإتخاذكم المواقف المذكورة أعلاه تبشرنا بأن رهاننا على عهدك خسارة تطل برأسها عند اي أمر يتعلق بحواركم مع حزب الله، وهذا ما دفعنا لأن نقول لسيادتكم أن إسلوبكم التي تنتهجونه مع حزب الله وسلاحه لن يجدي نفعا بل سيطيل بقاء لبنان الذي أنتم مؤتمنين عليه في قعر البير حتى ولو كان ذلك للأسباب التالية..
1-منع حرب أهلية!
2-عدم إستفزاز المكون الشيعي بعدم إشعاره بأنه مهزوم!
3-ترضية الثنائي الشيعي بتعينات من هنا ومن هناك حتى لا(يخربوا)السلم الأهلي والوطني!
كل هذا نوافقكم عليه على قاعدة مكره أخاك لا بطل، ولكن في المقابل هناك من يسأل او يتساءل هل كل هذه الإعتبارات ستصل بلبنان واللبنانيين الى بر الأمان ،وهل سنشهد قريبا إقدام حزب الله على تسليم ما تبقى من سلاحه للدولة اللبنانية، وهل ستحدث المعجزة بأن يقدم لكم حزب الله (يوم الأحد) مقابل تقديمكم له (يوم السبت) نشك بذلك لأن خبرتنا بحزب الله وتجربتنا معه تلزمنا ان نقول لسيادتكم (ما هكذا تورد الإبل يا فخامة الرئيس) ومع كل ما أسلفناه سنكون معك لأننا ما زلنا نحسن النية بفخامتكم حتى يذوب الثلج ويبان المرج عندها سنكون قادرين على الحكم بموضوعية على عهد نتمنى أن يكون سفينة إنقاذ لوطن يوشك على الغرق لا سمح الله..