محليمقالات خاصة

مُخلِّص العهد الجديد على بُعد خطوات من الحرب العالمية الثالثة

كتب الصحافي مصطفى عبيد لقلم سياسي،

منذ بضعة أيام، اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي بصورة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب مرتديًا زيّ بابا الفاتيكان، ورافعًا سبابته في وجه العالم، والبارحة، خرج الدخان الأبيض من الفاتيكان مُعلنًا وصول أول أمريكي إلى منصب البابا، الحبر الأعظم لاوون الرابع عشر.

ومع هذا التزامن بين صورة ترامب، التي وصفها بأنها لطيفة وبهدف المزاح، وبين انتخاب البابا لاوون، يتبادر إلى الذهن عدة تساؤلات حول الدور الأمريكي الجديد في العالم في عهد ترامب.

إنه دونالد ترامب، الرئيس الأمريكي الذي صارع الولايات المتحدة بأكملها للعودة من جديد إلى البيت الأبيض، ومنذ توليه الرئاسة مجددًا، والعالم بأسره يقف على فوهة بركان الحرب العالمية الثالثة من الحرب الروسية – الأوكرانية، إلى حرب الإبادة التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق أبناء غزة، والعدوان المستمر على لبنان، مرورًا بالحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، ومؤخرًا الحرب بين الهند وباكستان، إلى جانب المناوشات المستمرة بين الولايات المتحدة وإسرائيل من جهة، وإيران من جهة أخرى، على أرض اليمن، بينما يعيش ترامب في هذا المشهد العالمي المتأزم دور “المُصحّح” للسياسة العالمية، ومخلّص الشعوب.

فما إن تولى ترامب الرئاسة حتى انقلبت السياسة العالمية رأساً على عقب، فبعد سنوات من الدعم الأمريكي لأوكرانيا، أعلن ترامب وقف هذه المساعدات ومدّ يده لبوتين، ثم استدعى زيلينسكي، “فتى بايدن المدلل”، إلى البيت الأبيض، ليطرده بعد مشادة كلامية أمام العالم أجمع، ويبلغه أن الدعم الأمريكي لن يُستأنف إلا من خلال “اتفاقية المعادن”.

ثم أعلن ترامب الحرب التجارية على العالم، بدءاً من كندا التي قال صراحة إنه يريد أن يجعلها الولاية الأمريكية رقم ٥١، مروراً بالمكسيك وأوروبا، وصولاً إلى الصين التي ردّت بالمثل، ما تسبب بانهيار الاقتصاد العالمي لأسابيع وسط حالة من القلق والترقّب في الأسواق العالمية.

وما إن أعلن ترامب التهدئة في لعبته التجارية، حتى انتقل إلى المفاوضات مع إيران، وحربه على اليمن من خلال حليفه الاستراتيجي نتنياهو، وسط استمرار المجازر بحق أهل غزة، وعدم الالتزام باتفاق وقف إطلاق النار مع لبنان، والعدوان الإسرائيلي المتواصل على سوريا من بوابة الدروز، ليجعل ترامب من الشرق الأوسط بركانًا قاب قوسين من الانفجار، معلنًا عن “شرق أوسط جديد” من تصميمه.

أزمات متتالية، يفتعلها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، واحدة تلو الأخرى، وكأنها للتسلية والترفيه، ليشعل العالم، ثم يعود ليقدّم حلولًا لها تحت شعار: “أنا المخلّص الوحيد لشعوب العالم”، فيتعهّد بمساعدة الروس، والوقوف إلى جانب الأوكرانيين، ويمنح إسرائيل حرية إبادة الشعوب بحجة الدفاع عن النفس، ثم يقدّم وعودًا لأهل غزة بإنهاء المجاعة التي ساهم هو في فرضها، ويمنح لبنان فرصة بناء الدولة من جهة، ويُبيح الاعتداء الإسرائيلي المستمر على جنوب لبنان وعاصمته بيروت من جهة أخرى.

وفي ظل كل هذه الأزمات، يترقّب العالم بأسره زيارة ترامب إلى الخليج العربي والشرق الأوسط، علّها تحمل انفراجات كبرى في ملفات فلسطين، وسوريا، ولبنان، واليمن، وتمتد هذه الانفراجات إلى المفاوضات الأمريكية – الإيرانية، فيُخمَد فتيل الحرب العالمية الثالثة، وتنتهي الأزمات على يد بطلها… الذي هو أصلًا من تسبب بها دونالد ترامب، النسخة الأمريكية من رئيس لبناني سابق وعدنا بجهنم… ووفى بوعده.


iPublish Development - Top Development Company in Lebanon

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى