مقالات خاصة

“جونيتنا”… لائحة الشعارات الفارغة

كتب جواد مختار لموقع قلم سياسي،

تفصلنا أيام قليلة عن استحقاق انتظره أبناء جونية لتسع سنوات، هذه المدينة التي تتمتع بمقومات هائلة مدعوة من خلال انتخاب مجلس بلدي جديد في 4 أيار ان تختار الأكفأ لإدارتها المحليّة. تتنافس لائحتان على الفوز في المجلس البلدي في جونية الأولى تحمل اسم “نهضة جونية” مبنيّة على تحالف قويّ بين النائب نعمة افرام وحزب القوات اللبنانية والنائب السابق منصور غانم البون والنائب فريد هيكل الخازن وحزب الكتائب اللبنانية، أما اللائحة الثانية فهي مدعومة من رئيس البلدية الحالي جوان حبيش والتيار الوطني الحرّ.
إن أكثر ما يلفت الانتباه في الحملة الدعائية لكلا اللائحتين هي بعض الشعارات التي خرجت الى العلن والتي تعبّر عن مشروع ونهج كل لائحة. لائحة “نهضة جونية” رفعت شعارات الانماء الاقتصادي والسياحة وحماية البيئة وتطوير البنى التحتيّة وغيرها من النقاط المهمّة والتي فصّلتها اللائحة من خلال برنامج انتخابي واضح المعالم. اما الغريب هي شعارات اللائحة الثانية، لائحة “جونيتنا”، التي انتشرت على الطرقات العامة. اعتبرت “جونيتنا” في احدى شعاراتها انه “من الضروري الفصل بين التقليد والشباب” وهذا أمرٌ غريب عجيب ان ترفع هذه اللائحة بالذات هكذا شعار. خبير في الدعاية السياسية علّق على مضمون هذا الشعار متسائلاً “ألا يمكن ان يكون هناك شاب او شابة يفكرون بطريقة تقليديّة؟ أليس من يدعم لائحة “جونيتنا” أي جوان حبيش، رئيس البلدية في جونية لدورتين، صورة واضحة عن التقليد؟ من ينظر الى لائحة “نهضة جونية” يرى طاقات شابة من أهل اختصاصات متعددة وبالتالي فإن فكرة ان “جونيتنا” من الشباب وأنها لائحة شبابية هو عنوان ضعيف وغير مكتمل في معانيه السياسية.
تتابع اللائحة نفسها بالقول انه “ضروري الفصل بين الحزب والمدينة” وامام الشعار هذا علّق الخبير نفسه قائلاً انه ان كانت “جونيتنا” هي “المدينة” فعليها ان تنفصل عن التيار الوطني الحرّ أولاً، ولكن الشعار ايضاً غير موفق ذلك ان الأحزاب السياسية وفي صلب أهدافها هي نهضة المدن والسهر على تلبية احتياجات أهلها بالمعنى الفعليّ. فالحزبيين هم ايضاً من اهل مدينة جونية ومن صلب نسيجها الاجتماعي.
اما عن ضرورة “الفصل بين السياسة والانماء” كما تقول “جونيتنا” التي غاب عنها ان الانماء هو في صلب العمل السياسي وبالتالي أي لعب على الكلام ان هناك فرق بين السياسة والانماء ايضاً غير موفق. وإذا كانت “جونيتنا” هي الانماء كما تقصد في شعارها، فكيف لها ان تدعي شيء فشل داعمها الاساسي في تحقيقه في المجالس البلدية السابقة. وإذا كانت “جونيتنا” لا تدعي انها “السياسة” فلماذا تضم في تركيبتها كوادر من التيار الوطني الحرّ؟ هنا التضليل وغش الرأي العام بحيث ان هذه اللائحة التي تظهر بثوب شبابي نرى ان عمقها هو التقليد غير المنتج وتيار سياسي فاشل بالأساس.
تكمل اللائحة بالشعارات وتعتبر انه “ضروري الفصل بين الاقطاع والاجماع”… أعتقد ان لائحة “نهضة جونية” هي من عليها ان تستخدم هذا الشعار. فاذا كان هناك من اقطاع فهو عند مموّل لائحة “جونيتنا” وإذا كان هناك من اجماع فهو متمثل في لائحة نهضة جونية… سؤال أخير، لماذا تريد لائحة “جونيتنا” جونية لها فقط؟ لأن أغلبية من قرأوا اسم اللائحة اعتبروا ان لا علاقة لهم بهذه اللائحة الملغومة بالتقليد والفشل السياسي وقلّة الخبرة.


iPublish Development - Top Development Company in Lebanon

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى