عربي ودوليمقالات خاصة

انطباع عن بعد مع النظر لما يحدث في سوريا من المختبر اللبناني :

كتب رئيس الهيئة الإدارية للمؤسسة العالية للبحث العلمي الدكتور علي لاغا:

معذرة لاستعمال مصطلح: المختبر اللبناني ، حقيقة الأمر أن كرة اللهب التي تلف المنطقة بأكملها بدأت من لبنان، وهذا يجب استخلاص العبر منه بدلاً من ترك انتقال التجربة التي نجحت ( للأسف ) إلى مابات معروفاً ولا يحتاج لتوصيف.
في تسعينيات القرن الماضي، خلال وجودي كأستاذ زائر لجامعة في الخرطوم ومنسق للعلاقة بين جامعة الجنان في لبنان وجامعة أم درمان في السودان، أتيح لي اللقاء بكبار المسؤولين يومها، وكان الحديث في المجالس يدور حول الحرب في جنوب السودان ( لم يكن قد حصل التقسيم بعد ).
يومها قلت لهم كان عليكم دراسة ما وصلت إليه كرة اللهب التي بدأت من لبنان ومن بعد استخلاص النتائج تبدأون من حيث انتهوا ، وهكذا توفرون على بلدكم الكثير من الويلات والدمار ، لكنهم لم يتقبلوا النصيحة وتم التقسيم والآن يتم التفتيت.

عودة إلى سوريا :
بعد الاستماع إلى ندوة حوارات دمشق ( قناة العربي ) وما اطلعت عليه من خلال ما نشر على الإعلام، اطرح ما اكتسبته خلال نصف قرن، كمعايش لكل الحقب وباحث في القضية اللبنانية، وأمين سر الهيئة السياسية العليا في منطقة الضنية التي أدارت المنطقة في غياب الدولة ومطلع على ماحدث في طرابلس أسجل الانطباعات التالية :
أولاً :
الفتنة في سورية طويل عمرها و الضحايا والتهجير والدمار … عبء ثقيل محال معالجته كما يشتهي كل مصاب .
ثانياً :
إن حقوق الذين تضرروا ( كلمة لا تستوعب ماحصل ) تتم معالجتها عبر الدولة بإنشاء جهاز خاص للإحصاء واعتبار كل سوري متضرر صاحب حق بغض النظر عن انتمائه، لأنه في الفتن الكبرى تعالج الذيول ويصدر عفو عام .
رابعاً :
يستثنى من العفو العام الذين لا يقدمون التوبة والندم والتعهد بعدم الانخراط في أي نشاط مخالف.
خامساً :
بالنسبة للجان التحقيق يجب إشراك أعضاء من الفريق المتضرر ، حتى لايتم التشكيك في قراراتها
سادساً :
من عدم نجاح أي حكم عندما توزع المراكز على أفراد الدائرة التي تولى المسؤولية أحد أعضائها ، فالمسؤوليات هي نيابة على كل شعب الدولة ولذلك يجب اختيار من يكون وكيلاً عن الجميع وليس كما يحصل في الدول المستدام الإضطراب فيها
سابعاً :
في الإعلام : على الحكومة تشكيل لجنة من كل المكونات ، أعضاؤها خبراء وحكماء ، بعضهم متخصص في التكنولوجيا الحديثة ، مهمتها الرد على الشائعات وفضح المفتن والكاذب ، وبمقدار صدقية ردودها يسلم المجتمع من الفتن التي يبثها المفتنون والذباب الإلكتروني .
وعلى الفضائيات عدم استضافة محللين ومنظرين ليسوا معايشين للحدث ، والمستضافون عن بعد ممكن مشاركتهم في قضايا علمية ونقل تجارب من البلدان التي يعيشون فيها وليس بتفاصيل ميدانية حصلها الضيف من التواصل الحديث كما حديث لضيفين في حلقة اليوم في حوارات دمشق حتى أن أحدهم لامست كلماته مايضر ولا ينفع.
ثامناً :
بالنسبة للدستور : كما يشترو الدواء من حيث وجد كذلك تتم الإفادة من دساتير الدول المستقرة مع تكييف يرتئيه من كلفوا بإعداده.


وأخيراً :
إني أنقل من المختبر اللبناني ولست منغمساً في تفاصيل ما يحدث في سوريا التي أدعو الله تعالى لولاة الأمر الآن بالتوفيق والرشاد ولسوريا العودة لدورها الحضاري الذي يشتاق كل سليم المشاعر التجوال في مدنها.


علي لاغا
طرابلس
10/3/2025


iPublish Development - Top Development Company in Lebanon

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى