سياسةمقالات خاصة

حروب الإستعمار بحلته الجديدة

كتب رئيس الهيئة الإدارية للمؤسسة العالية للبحث العلمي الدكتور علي لاغا:

بعد بحث طويل مدعوماً بما تحصل من خبرة خلال الفتن الداخلية ، معذرة من تجاهل الشعارات التي رفعها قادة الأحزاب ، التي كانت تنكشف عدم مصداقيتها مما يضطر أصحابها لرفع عناوين جديدة ، مع أن المتاجرة بالقضية الفلسطينية كانت الشعار الأقوى ، إلا أنها تبدلت من قومية ، اشتراكية تقدمية ، المشاركة في السلطة ، دينية ، مذهبية ، مناطقية …. وتدحرجت كرة اللهب إلى بقية الدول العربية والإفريقية ، ….. ونشرت عام ١٩٨٦ م أطروحة الدكتوراه التي بينت زيف كل الأهداف التي دمرت وخربت وضحت وأن المسألة محصورة بما اتفقت عليه الدول التي ربحت الحربين العالميتين الأولى والثانية بجعل المناطق التي تم احتلالها سوقاً إستهلاكية ، سلم وحرب ، والمغانم توزع وفق نسبية لكل دولة ، مثلاً حرب إيران العراق التي توقفت عام ١٩٨٧ م أصدر المعهد الإستراتيجي السويدي طريقة توزيع ثلاثين مليار دولار :
الولايات المتحدة ٣٠،٣٣٪؜ والإتحاد السوفياتي ٣٠٪؜ والباقي على بريطانيا وفرنسا والصين ودول أخرى ، منها الكيان المحتل لفلسطين .
وفي أوائل تسعينيات القرن الماضي كنت في زيارة لليبيا وأتيح لي زيارات تعرفت من خلالها على ما تحويه ليبيا من ثروات ، ثم ماحصل في العراق ، وتعرفت على الثروات الكامنة في القارة الإفريقية وبقية الخليج العربي ، حتى ماحصل في الشيشان مخزن البترول ، ثم اليمن التي استعملت لاستنزاف أموال دول البترول العربي ، … وسوريا التي استمر التأزم فيها حتى انفجر الوضع المأساوي …. والكرة مستمرة .
وجاء الوقت لينفضح ما كان مخفياً ، الحرب في أوكرانيا والحديث عن ثرواتها ٣٥٠ مليار دولار من المعادن فقط ..
هكذا يبدو أن إسراف تلك الدول لم تعد تكفيها الحصص التي تحصل عليها من فتن وحروب العالم الثالث تحت شعارات براقة ، ديمقراطية ، إشتراكية ، حقوق إنسان ، دول متمردة ، محور الشر ..فاضطرت لتجهر بحقيقة التنافس على الثروات ، أي المستعمرات في حلتها الجديدة ، كما تغير شكل الرق القديم إلى وجه جديد ، التهجير هروباً من المآسي والحروب وفقر الشعوب التي تملك أكبر الثروات دون القدرة على السيطرة عليها وحمايتها ، إلى اللجوء السياسي للدول المعروفة ، وهناك يُستخدم اللاجؤون رقاً بحلة
جديدة .
هذا الذي يتوصل إليه كل باحث غير بائع لما ينشر وينظر ويحلل مقابل دراهم معدودات يستوجب الإنكباب على إقامة مؤتمرات علمية تبحث عن الطريقة الأفضل لمعالجة هذا الواقع للحد من الخسائر إذا كان من الصعب التخلص منها .
إن أكبر عامل يساعد المستعمرين على النجاح الذي يحققونه التعاون الذي يحصل من داخل الدول المستهدفة ، منه يعود لعدم المعرفة الكافية ، وبعضها ممن تم غسل أدمغتهم.
وأخيراً : لم يعد بالإمكان ترك كرة اللهب التي يشعلها المستعمرون تتدحرج وشعوبنا ضحية لها.
علي لاغا
طرابلس
24/2/2025


iPublish Development - Top Development Company in Lebanon

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى