بين طريق المطار ووعود الإعمار.. هلوسات وأحلام يقظة

كتب الصحافي مصطفى عبيد لقلم سياسي،
لا يمكن وصف الخطاب الأخير للأمين العام لحزب الله نعيم قاسم سوى بأنه خطاب التنصل من المسؤولية، والوعود الفارغة التي لا يمكن لأحد أن يصدقها حتى من أبناء جلدته بعدما تشردوا وخسروا أملاكهم بينما كانوا يحلمون بصواريخ حيفا.
وعود فارغة أطلقها قاسم من المستحيل أن يكون أهل فلسطين يصدقونها، فبينما تمكن أهل غزة من فرض شروطهم في اتفاق وقف اطلاق النار، كان حزب الله يوقع بصمت مخزي على اتفاق وقف اطلاق النار وإن كان يدعي أن الدولة التي كان يسيطر على مفاصلها هي من وقعت هذا الاتفاق، وبالتالي من رضخ لشروط العدو وسلم أنفاقه وتغلغل داخله بالعمالة والخيانة، وجلس يتحجج بالنصر المؤزر الزائف، هل يمكن له أن ينصر غيره؟
أما عن التنصل فحدث ولا حرج، من تحميل الدولة مسؤولية الخروقات، الى التنصل من زعرانه الذين اعتدوا على قوات اليونيفيل، وصولاً إلى التنصل من وعود الاعمار التي وعد بها حزب الله أهل بيئته ليأتي اليوم ويطالب الدولة بإعادة إعمار ما تسبب بدماره ميليشيا الحزب وقياداته وزعرانه.
ومن ثم يختتم خطابه بمطالبة خلايا الحزب ومرتزقته بالحضور بقوة إلى مناسبة الأحد القادم بالسلاح والعتاد دون إطلاق النار علَّهم يتمكنون من فرض صورة الاستقواء على أبناء وطنهم، وعرض عضلاتهم على شركائهم في الوطن الذين كانوا لهم ملجئً عندما هربوا خائفين خائبين من بطش العدو الاسرائيلي بعدما باعهم سيدهم الإيراني لقاء صفقات دولية مع العدو الأمريكي.
هو خطاب مليء بالكثير من الفراغ، بين الوعود، والكلام، والاتهامات، والتهديدات، وكل ما يمكن للحزب عمله حالياً هو استعراض عضلاته ومحاولة اللعب في الشارع الذي سيشكل الضربة القاضية التي ستستأصله من الوجود اللبناني.