“فذلكات جعجعية تنزلق الى التعالي والغرور”

كتب “حميد خالد رمضان” لقلم سياسي:
مما لا شك فيه أن سمير جعجع خرج كليا من لبوس الميليشيا ودخل في قطار الوطن والمواطنة،وهذا دليل على أن لبنانيته غلبت على أقلويته بعد مراجعات عقلانية مدركة لخطورة التمادي في صراعات طائفية لأسباب عديدة كانت مقعنة لكل طرف في هذه الصراعات ومرفوضة من قبل آخرين بقناعات أيضا، وبالتالي كان لا بد على الأفرقاء الآخرين الرافضين للصراع الطائفي من المكونات الأخرى الوطنية والمواطنية أن تلاقيه،وهذا ما حصل بالفعل حيث تداعت شخصيات وطنية من كل المكونات اللبنانية الأخرى الى التحالف الوطني مع سمير جعجع،لكن كما يقال في أمثالنا الشعبية الموروثة(لكل حصان كبوة او غلطة الشاطر بألف)..
سمير جعجع خاض صراعا مع ماضيه الميليشياوي والأقلوي بسلاح القراءة الموضوعية او الجيو- سياسية وكانت النتجية إنتصارا على هذا الماضي حتى بات
يشهد له اللبنانيين بنسبة جاوزت الخمسين بالمئة أنه شخصية وطنية يجب التحالف معها،زائد أنه بات الرقم الأول مسيحيا ويمتلك كتلة نيابية وازنة تتحلى بالشفافية ونظافة الكف، وبالعودة الى مفردة(لكن) والتي هي مربط الفرس التي نسلط الضوء من خلالها على كبوات وأغلاط سمير جعجع..
1-إنتخاب الجنرال الهارب ميشال عون رئيسا للجمهورية وهو العالم قبل غيره بشذوذه الوطني والسياسي والإنساني والأعلم أيضا بخطورة شبقه السلطوي والمتخم بالأنا،ومستعد للتحالف مع الشيطان
ليصل الى قصر بعبدا..
2-ارتكب خطأ غير مقصود بخلافه السياسي مع سعد الحريري، من خلال إعلامه الذي لم يحسن تدوير زواياه بحيث فُهم خطأ من الكثيرين من البيئة السُنّية مما فتح المجال للصائدين بالماء العكر لتسريب أخبار بأنه يريد ان يجمع بين الزعامة المارونية والزعامة السُنّية،وكأن البيئة السُنّية مال(سايب) لا صاحب له..
3-قصور متعمد أحيانا في تأييد المطالب المحقة لأهل السُنّة والجماعة والتي كانت تتلخص بإنشاء المنطقة الإقتصادية في طرابلس وبحصرية المعارض في معرض طرابلس، وبإصلاح البنى التحتية والخدماتية وبمد يد المساعدة في مجالات الصحة والتعليم..
4-المكابرة في تعامله مع الشخصيات السُنّية
ذات الحيثية الشعبية والوطنية والسيادية وهذا لعمري منتهى الجهل والغباء..
5-غرور منقطع النظير في تخيله في أنه بإستطاعته ولوج الساحة السُنّية بدون أن يمر عبر تلك الشخصيات المذكورة أعلاه في المندرج الرابع..
6-تناسيه أن الوجدان السُنّي ما زال يختزن ترسبات سليية ضده، وإن كانت خاطئة بنسبة
كبيرة وذلك جراء ماكينة مخابراتية صنعها الإحتلالين الأسدي و الإيراني للبنان، وبدل أن يكون خلف تلك الشخصيات السُنّية الوطنية-السيادية(طحش) ليتصدر المشهد(السُنّوي)ضاربا بعرض الحائط حساسية هذا الأمر على المدى القريب والمتوسط، حتى وصل الأمر بالمعارضين له الى نشر شائعات مضمونها أنه يريد الهيمنة على القرار(السُنّي)..
7-إتخاذه لقرار آحادي بتسمية شخصية سُنّية لتشكيل الحكومة، وإستبعاد الشخصية التي مهدت له الطريق لدخول آمن الى البيئة السُنّية، والتي كانت المظلة التي تقيه رمضاء المناهضين له في البيئة السُنّية وبالذات في مدينة طرابلس..
8-إقدامه على إتخاذ قرارات خاطئة ذكرنا بعضها أعلاه، والخطأ الأكثر خطورة في كيفية تبريره لهذه القرارات على قاعدة(جاء ليكحلها فعماها)..
بعد كل هذا ومن وجهة نظرنا على الأقل أن سمير جعجع مقصر في مكان ما في فهم خاصية اهل السُنّة والجماعة، سواء كان على الصعيد الطائفي اولا وثانيا على الصيعد الوطني وثالثا على الصعيد المناطقي، وبالتالي عليه صياغة علاقة شفافة غير ملتبسة (حمالة اوجه)بمسارها السياسي، وغير مُلبّسة بثوب الغرور والتعالي..

