هل وصلت الرسالة أم أن “بيجركم” لا زال معطلاً؟

كتب االصحافي مصطفى عبيد لقلم سياسي،
استطاع لبنان الرسمي في اليومين الماضيين من أن يتجاوز امتحان الشرعية، وأن ينقذ الوطن من محاولة جديدة لخطف قرار البلد، والاستئثار مجدداً بقرار الحرب والسلم، والنصر والهزيمة، وإرهاق الروزنامة اللبنانية بمزيد من أيام التعطيل تحت مسميات النصر الكاذب لعصابة لم تعرف سوى الهزيمة، والإجرام، والذل.
وبنجاح لبنان الرسمي بالصمود أمام أبواق الحزب، وأذنابه الإعلامية، والسياسية، والدينية، والنقابية، تمكنت الدولة من توجيه عدة رسائل لبقايا الدويلة بأن الأمس ليس كاليوم، رسائل ثلاث وصلت للحزب كانت كفيلة بصفعه وإخراسه إلا في حال كان جهاز البيجر خاصته لا زال معطلاً.
الرسالة الأولى:
الرئيس جوزيف عون ليس ميشال عون خاصتكم الذي كان ينفذ أوامركم طالما أن صهره بخير، ومصالحه لا تتأثر بمخططاتكم الفاسدة، وبينما خاصتكم كان يطالبنا بالرحيل لإفراغ الساحة لكم ولأسيادكم الإيرانيون، فرئيسنا حريص على جميع أبنائه في الوطن، وهو كان قد أعلن أنه يريد لأبنائه أن يعيشوا جميعاً تحت سماء لبنان السيد، الحر، المستقل، وبينما حاول “ميشالكم” تشريع الدويلة ضمن ثلاثية فاسدة في بيان وزاري منصوص بأيدي إيرانية، فرئيسنا ثلاثيته واضحة لا مجال لتشويهها وهي الشعب، والجيش، والدولة، ولا مكان لدويلة أو عصابة، والدولة هي من تقرر العطل الوطنية لا أبواق دينية وحزبية فارغة.
الرسالة الثانية:
الرئيس نواف سلام ليس نجيب ميقاتي صندوق البريد الذي اعتاد دائماً أن ينتظر اتصال من الخزب، أو أن يزور عين التينة ليستلم الأوامر المشفرة، وغير المشفرة، والتي كان الهدف منها تقوية فريق الممانعة الشيعي الذي خطف قرار الطائفة الشيعية جميعها بالسلاح والزعرنات والتهديد، وحرص على إضعاف الطائفة السنية شيئاً فشيئاً من أجل مصالح إيرانية فارسية قذرة، أما رئيس حكومتنا فهو قاضٍ يشهد له التاريخ بنظافة كفه، وحرية رأيه، ووطنيته فهو لن ينتظر أوامر من دويلتكم، بل أنتم من ستنفذون أوامره الوطنية عندما تصدر.
الرسالة الثالثة:
صحيحٌ أنكم تستأثرون ببعض النقابات لتدعوا الشعبوية وأن لكم قاعدة واسعة بين الناس تؤيدكم وتنتظر صدور تكليفكم الشرعي المزيف الباطل فتنفذ أوامركم كالأنعام الضالة، ولكن استأثروا قدر ما تشاؤون، وأعلنوا الإضرابات، وحاولوا الاستنجاد بما تبقى لكم من بقايا فاسدة اعتادت الخيانة، والعمالة المقنعة بلباس الدين، ولكن المستقبل القادم هو للبنان السيد، الحر، المستقل، وستعود نقاباته لأبنائه بينما أنتم سيكون مكانكم في مزابل التاريخ بعد أن تقبض إيران ثمن رؤوسكم وتتركم للأقدام تركلكم كما باع بشار الأسد أذنابه وهرب.
وعلى أمل أن يكون البيجر خاصتكم قد عاد للاستقبال على الشبكة الوطنية، نتمنى أن تفهموا هذه الرسائل فتعودوا لراية الوطن وتكفوا عن مرجلاتكم الفارغة قبل ان يصدر حكم العمالة والخيانة بحقكم ويتم نفيكم كأسيادكم السابقين إلى مزابل التاريخ.