محليمقالات خاصة

Game over.. بال٩ أصوات نجيب ميقاتي خارج اللعبة السياسة

كتب الصحافي مصطفى عبيد لقلم سياسي،


وتستمر المفاجآت السياسية والميدانية على الساحة اللبنانية مع انطلاقة العام ٢٠٢٥، وبعد أن وَدَّع الكثيرون من الشخصيات، والأحزاب الدوري السياسي لأسباب مختلفة، ها هو نجيب ميقاتي رئيس الوزراء الأسبق للبنان يوَدِّع الحياة السياسية بال٩ أصوات التي نالها بعد أن تخلى عنه أسياده، وخانه من وعده بالتصويت له.

نجيب ميقاتي الشخصية السياسية التي لطالما أثارت الجدل محلياً ودولياً كان دائماً الخيار الأمثل لمجموعة خطفت البلاد ودمرته بحجة الممانعة والمقاومة، كما أنه لطالما كان الشخصية المرحب بها من قبل النظام السوري، خصوصاً وأن ميقاتي حَوَّل المنصب السني الأول إلى منصب يعمل على تتفيذ أوامر نبيه بري، وتغطية حزب الله الإرهابي الذي ارتكب الجرائم في الداخل والخارج، وخطف قرار الدولة اللبنانية، وترك أمر حكم البلاد وتقرير مسار الحياة السياسية المحلية والدولية لحسن نصر الله، بينما هو جلس فقط على جنب ينتظر الأوامر من الممانعين الذين باتوا ممنوعين مع بزوغ فجر لبنان الجديد.

نجيب ميقاتي الشخصية الطرابلسية التي ومنذ وصولها الى الحياة السياسية وطرابلس تغرق اكثر فأكثر في الظلام، ويتم تجويع شعبها، وخطف قرارها، وجعلها مكاناً لتوجيه الرسائل وتصفية الحسابات، فمدينة أغنى رجل في لبنان الملياردير نجيب ميقاتي هي أفقر مدينة على البحر الأبيض المتوسط، حيث تنتشر جميع أنواع المافيا تحت حماية الدولة ورئيس حكومتها، فمن مافيا المولدات، لمافيا المواقف والطرقات، للمخدرات، وشبيحة حزب الله وتوابعه، كل هذا على مرأى ومسمع الرئيس ميقاتي ولكن لا حياة لمن تنادي.

نجيب ميقاتي رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، المدلل لدى الحركة والحزب لطالما واجه عدة اتهامات وشبهات بالفساد والإثراء غير المشروع على مر السنوات. والتي من أبرزها :
1. الشكوى في فرنسا (أبريل 2024): قدمت منظمتا “شيربا” و”تجمع ضحايا الممارسات الاحتيالية والإجرامية في لبنان” شكوى لدى النيابة العامة المالية في فرنسا ضد ميقاتي وأقاربه، متهمين إياهم بجمع ثروات بطرق غير مشروعة، بما في ذلك غسل الأموال والتآمر ضمن مجموعات منظمة.
2. تحقيقات موناكو (2023): أعلنت إمارة موناكو عن إنهاء تحقيق استمر ثلاث سنوات مع ميقاتي وعائلته بخصوص مزاعم فساد، لعدم كفاية الأدلة.
3. قضية القروض المدعومة (2019): واجه ميقاتي اتهامات بالحصول على قروض سكنية مدعومة مخصصة لذوي الدخل المحدود، مما أثار جدلاً واسعًا حول استغلال النفوذ وتطويع القوانين لصالح الأثرياء.
4. وثائق باندورا (2021): كشفت تسريبات “وثائق باندورا” عن امتلاك ميقاتي لشركات أوفشور في ملاذات ضريبية، مما أثار تساؤلات حول الشفافية والتهرب الضريبي.

وعلى الرغم من كل هذه الاتهامات، إلا أنه بقي دائماً الخيار الأمثل للعصابة التي خطفت القرار اللبناني لسنوات طويلة، ونهبت أموال الشعب، وجعلت من لبنان محافظة إيرانية لتصفية الحسابات الدولية، فيما كان ميقاتي الموظف الساهر على أمان الحزب وأمنه، وجَنَّد وزاراته لهذه الغاية.

واليوم ومع عودة الأمل للوطن لبنان السيد الحر المستقل، ومع انهيار الحزب، والدويلة، ومن خلفهم النظام السوري المجرم، ها هو ميقاتي يوَدِع اللعبة السياسية ويخرج منها مغلوباً كاسياده حيث لم تسعفه ال٩ أصوات التي حصل عليها، بل هي من رمته خارجاً كأسياده الممانعين.


iPublish Development - Top Development Company in Lebanon

مصطفى عبيد

كاتب ومحلل سياسي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى