محليمقالات خاصة

بداعي الهرب.. نواب للتبني!

كتب الصحافي مصطفى عبيد لقلم سياسي،

برز الى العلن في الآونة الأخيرة طبقة سياسية يتيمة تُركت لمصيرها مؤلفة من نواب تائهين بلا أي بوصلة ترشدهم الى سيدٍ جديد وهم الذين لم يعتادوا سابقاً أن يكونوا أحراراً يدافعوا عن وطنهم، وحريته، واستقلاله، بل لطالما كانوا عبيداً طائعين لسيدهم ولو كان الأمر يتطلب خيانةً، وعمالةً بداعي العروبة.

فمن عكار الى المنية والضنية وطرابلس مروراً بكافة المناطق اللبنانية حتى العاصمة بيروت وصولاً الى الحدود الجنوبية، نجد الكثير من النواب السابقين، والحاليين قد اختفوا عن منابر التصريحات، وعن مجالس الاجتماعات، فهم ما اعتادوا أن يجتمعوا أو يصرحوا الا بأمرٍ من سيدهم أو تبجيلاً له، وها هم اذ قد هرب سيدهم باتوا مشردين في الأرض لا سيداً يلجؤون اليه متضرعين خائبين خائفين.

هذه الطبقة السياسية اللبنانية يا سادة لم يجمعها حب الوطن، ولا الطائفة، ولا الدين ولا حب مناطقهم وإنما ما جمعهم في السابق هو حب العمالة، واستهواء العبودية، والرغبة في أن يتذللوا هناك عند سيدهم بشار لتحقيق مطامع شخصية، أو للاستقواء على شركائهم في الوطن، أو للحفاظ على كرسي دفعوا ثمنه ذلاً وخنوعاً وعمالةً لم يسبقهم إليها أحد.

وها نحن اليوم نجدهم معروضون في دور الأيتام السياسية للتبني علَّهم يجدون سيداً جديداً يستعملهم بما يرضي الله والوطن بعد أن يحسن وثاقهم، وتربيتهم، بعد أن غدر بهم سيدهم السابق بداعي الهرب وتركهم نواباً أيتاماً برسم التبني.


iPublish Development - Top Development Company in Lebanon

مصطفى عبيد

كاتب ومحلل سياسي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى