مقالات خاصة

“إرفع راسك فوق انت سوري حر”

كتب حميد خالد رمضان لقلم سياسي

تحررت بلاد الشام بعد أسر دام 61 عاما 1963الى2024،وبذلك سقطت دولة(الحشاشين-حافظ المقبور،وبشار اسد الهارب)لتعود بلاد الشام الى أصلها العروبي والإسلامي بآن معا،الذي حضن الكل بجغرافيته وديمغرافيته الواسعة بدءا من المسيحيين والعلويين وصولا الى الدروز والشيعة والكورد..
لسنا بوارد نكأ الجراح ولا بوارد الثأر او الإنتقام،كوننا ننتمي الى(دين)يدعو الى السلام والعدالة،برغم كل تعرضنا له من ظلم وجور طيلة عقود الزمن على يد مكونات حافظنا عليها وحميناها،مع أننا نعلم أن معتقداتها الدينية بنيت على العداء للإسلام كدين والمسلمين كمريدين،والتاريخ خير شاهد على ذلك..
عنونت مقالي بعبارة(ارفع راسك فوق انت سوري حر)مع أني أميل كل الميل لتبني عبارة(ارفع راسك فوق انت انسان حر)على قاعدة(عُمرية-متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم امهاتهم احرارا)لذا ومن هذا المنطلق لم يكن إنتصار الثورة السورية على طاغية العصر بشار أسد إسلامي بحت،بل هو إنساني-أخلاقي-مجتمعي ازاح نظام شيطاني ما ترك منكرا إلا وفعله سواء مع مسلمي بلاد الشام او مع اصحاب العقائد الأخرى..
تحررت ارض بلاد الشام(سوريا) وتحرر معها الإنسان الذي هو المحور الذي يصنع الحدث وهو المسؤول الأول والأخير عن كيفية تعايش الآخر مع الآخر ضمن معايير إنسانية-مجتمعية تمنع تسلط الأكثرية على الأقلية وتمنع الأقلية التسلط على الأكثرية وبذلك تنعم الجغرافيا بأمن وأمان،وتعيش الديمغرافيا بسلم وسلام..
كان يقال شعارات في بلاد الشام ما انزل الله بها من سلطان اخطرها(الأسد او نحرق البلد)او(الأسد الى الأبد) وبالفعل أحرقوا البلد لعقود من الزمن ولكن هذا لا يدوم على قاعدة(وتلك الأيام نداولها بين الناس) فبقي البلد وهرب الأسد،وبالتالي على الأقليات التي ظنت أنها بمساعدة الخارج ستحكم الأكثرية أن تخرج من هذا الكابوس سيما وأن ما حصل في سوريا لهو خير دليل على أن(لا يصح إلا الصحيح)الذي يعطي الأقلية الأمان الذي لم تنعم به وهي الحاكمة..
الآن هرب بشار اسد تاركا بلدا مدمرا وتاركا طائفته(العلوية-النصيرية) خائفة مرعوبة لئلا تدفع ثمن جرائمه وظلمه وإستبداده وهذا شعور إنساني- داخلي لا يمكننا إنكاره،ولكن على هذه الطائفة أن تعود الى التاريخ القريب -المتوسط-البعيد لكي تعلم الحقيقة التي تؤكد أنها لم لتكن موجودة أصلا لو كان هناك نية بالقضاء عليها،وبناء على ذلك نقول للطائفة العلوية-النصيرية:الأمة التي حضنتكم رغم تآمركم عليها مرارا وتكرارا لن تعاملكم بالمثل ولن تنتقم منكم لأن كفتيّ ميزان تعاملها معكم او مع غيركم،مرجعها الإسلام كدين إلاهي عنوانه الرحمة والتراحم ومرجعهت الإنسانية كفطرة سليمة..
ختاما تحية لبلاد الشام بكل مكوناتها الطائفية والمذهبية،وتحية لأبطال حرروها من أسر دام عقود كونهم ولدوا من رحم أمة لا يُظلم على يدها أحد،ولا تحاسب أحد بجريرة أحد،على قاعدة ولا تزر وازرة وزر أخرى،وبهذا نقول لكل سوري بدون إستثناء
(إرفع راسك فوق انت إنسان حر)..


iPublish Development - Top Development Company in Lebanon

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى