افرحوا وهللوا أيها اللبنانيون بسقوط سوريا الأسد
كتب الصحافي مصطفى عبيد لقلم سياسي،
ماذا يعني سقوط نظام الأسد بالنسبة للبنانيين؟
إن لسقوط نظام بشار الأسد آثار إيجابية كبيرة على الشعب اللبناني تكاد تكون أكثر من الإيجابيات التي طالت الشعب السوري صاحب هذا الإنجاز العظيم، حيث أن لبنان لطالما تجرع كؤوس السم الواحد تلو الآخر من النظام المجرم وأبواقه التي كانت تنعق دائماً على الشاشات، والمنابر، والمجالس وهي ساجدة تمرغ وجوهها بأحذية النظام من إعلاميين، ومحللين، ونواب، ونواب سابقين الذين كانوا يحجون دائماً إلى ضريح سيدهم حافظ الأسد ليقرأوا له الفاتحة، وغيرهم الكثيرون ممن يحبون الذل ويعشقون العبودية.
ولكن وبسقوط النظام فقد آن الأوان للبنان أن ينتفض، وينفض عنه هذه الحشرات التي لطالما أنهكته بسبب فسادها، وعمالتها، وخيانتها لوطنها ، وإن كان الجميع يتساءل ماذا استفاد لينان من سقوط النظام السوري، فالفوائد كثيرة وعديدة.
فمع سقوط النظام السوري ودماره انتهى عهد التهريب إلى الداخل السوري كما كان يفعل اتباع النظام وعصاباته، وميليشيا حزب الله الذين كانوا يقومون بتهريب الوقود، والأدوية، والطحين وغيرها من المواد لبيعها في الداخل السوري بأسعار خيالية فيسرقون الشعب اللبناني لقمة عيشهم ليبتزوا بها الشعب السوري.
مع سقوط النظام المجرم انتهى عهد تهريب العملات الصعبة إلى الداخل السوري بعد سرقتها من الشعب اللبناني عبر أصحاب القرض الحسن ليضعوها بجيوب سادة النظام وقادته، كما انتهى عهد الكبتاغون وتحويل لبنان لمعبر يمر عبره أطنان من الكبتاغون المصنع بأيادي ميليشيات الحزب والنظام سويةً، فلم يعودوا قادرين على العالم بسمومهم، كما لم يعودوا قادرين على على تدمير علاقات لبنان مع محيطه.
بسقوط النظام أصبحنا قادرين على أن ننجز انتخابات نيابية سليمة، حرة، تعبر عن إرادة الشعب اللبناني دون أن تدخل باصات تحمل آلاف الأنعام لإنقاذ نائب طرابلسي، أو آخر من الضنية أو المنية، وغيرهم من أتباع النظام وعملائهم في المجلس النيابي، الذين كانوا يأتمرون بأوامر ميليشيا الممانعة لإفشال أي أمل لقيام دولة لبنان، الحر، السيد، المستقل.
مع سقوط هذا النظام المجرم سنشهد لأول مرة في تاريخ لبنان الحديث رئيس لبناني صنع في لبنان، وبقرار أبناء لبنان، لم يأتي اسمه في ظرف مغلق من الشام، ولم يرفق معه تهديدات لمن تخول له نفسه الاعتراض تصل حد الاغتيال كما اغتالوا الرئيس الشهيد رفيق الحريري سابقاً بقرار سوري، ومباركة إيرانية، وبأيدي عصابة الحزب العميلة المجرمة.
مع سقوط النظام انتهى عهد اطلالات أبواق النظام التي كانت تطل علينا عبر قنوات، ومواقع مختلفة ليطبلوا لأسيادهم المجرمين تجار المخدرات، والقتلة تجار الأعضاء البشرية، فيهددوا الناس ويوهموهم بأن نظام الأسد لن يسقط، وأن وحشية آل الأسد والحزب لن تنتهي، ويجعلوا منهم آلهة وأصنام ينشرون بهم الرعب بين الناس.
مع سقوط النظام السوري سيتحرر نسيج لبنان الاجتماعي، والتربوي، والسياسي، والاقتصادي، والقضائي، وكل ما يشكل لبنان الشعب والوطن من سرطان آل الأسد وعصابة الحزب، حيث أنه فعلاً قد آن الأوان لأن يغتنم لبنان الفرصة بأن بنتفض ليكون سيداً، حراً، مستقلاً.
نعم، هنيئاً لشعب سوريا الشقيق بسقوط نظام الظلم، ودحر عصاباته، وميليشياته الأسدية، والإيرانية المجرمة، وتلك التابعة للحزب الأيراني في لبنان، ولكن التهنئة الأعظم هي للشعب اللبناني الذي دفع على مر سنوات وما زال يدفع الثمن على المستوى السياسي، والاجتماعي، والاقتصادي، والقضائي، وكافة المجالات الأخرى بسبب وجود عملاء يعشقون العبودية والعيش بين الأحذية، وتنفيذ أجندة نظام آل الأسد الفاسدين.