الأذرع الإيرانية حيّة برأسين
كتب حميد خالد رمضان لقلم سياسي،
اهم الأسباب التي حتمت على الغرب الصهيو-أميركي- اوروبي التخلص من من شاه إيران محمد رضا بهلوي فشله في الضغط على الأنظمة العربية للذهاب الى التطبيع مع العدو الإسرائيلي،مع أن شاه إيران كان يطلق عليه لقب(شرطي الخليج)وبالتالي تخلصوا منه ليضعوا مكانه المعمم(الخميني) لإمتلاكه السلاح الأيديولوجي(الديني)الذي تخضع له الأقليات الشيعية في الدول العربية وذلك تحت شعار حب آل البيت ظاهرا،وأما باطنا إستعمال هذا الحب في نكأ جراح الخلاف السني-الشيعي التاريخي الذي مضى عليه 13 قرن ونيف من الزمن،تحت شعارات (يالثارات الحسين، ولن تسبى زينب مرتين) فسرت هذه الشعارات كسريان النار في الهشيم في البيئات الشيعية،لكون هذه البيئات أُتخمت بأكاذيب وخرافات ما أنزل بها من سلطان، ومن هنا بدأ العقل الغربي المخابراتي تشجيع هذه الظاهرة بدعم مادي وتسليحي وإعلامي،وقد نجحت نجاحا باهرا
وذلك عندما أسقطت نظام صدام حسين في العراق،وعندما منعت سقوط النظام النصيري في سوريا،وعندما دعمت الحوثيين-الشيعة في اليمن،وعندما غضت الطرف عن تسليح حزب الله في لبنان،وأعطت لهذه الأذرع الإجرامية-الشيعية-النصيرية الضوء الأخضر في ضرب الأمتين العربية والإسلامية في دينها اولا وفي أمنها وأمانها ثانيا،فقتلت الملايين وهجرت الملايين ودمرت الحجر وإقتلعت الشجر..
نعود الى عنوان المقال(الأذرع الإيرانية حيّة برأسين) لنقول أن هذه الأذرع التي خلقتها المخابرات الصهيو-أميركية-اوروبية خُلقت برأسين الأول بدون سم يُوجه الى إسرائيل،والرأس الثاني بسم يُُوجه الى أهل السُنّة والجماعة بدأ من العراق وسوريا وصولا الى السعودية واليمن ولبنان،وبالفعل تم تسميم هذه الدول حتى وصل الأمر بها الى الترحم على العدو الإسرائيلي،وأنه الأخف ضررا بشكل فاقع من ضرر هذا الأذرع الشيعية الصفوية،ولكن إنقلب سحر هذه الأذرع الإجرامية-الباطنية على الساحر الأميركي-الأوروبي-اليهودي وذلك عندما بدأ الغرور يضرب مخها بأنها اصبحت قوة لا يستهان بها وبالتالي سعت مسعورة لمشاركة صانعيها بالمغانم،وهنا إستشعر الغرب المتصيهن بأن الحيّة ذات الرأسين تحاول لدغ وجودها في المنطقة برأسها السام الذي كان مهمته فقط أن ينفث سمه في جسد اهل السُنّة والجماعة لا في جسد إسرائيل القاعدة العسكرية لهذا الغرب الاوروبي الأميركي المتصهين،فكان لا بد من إيجاد مبرر أو ذريعة لبتر هذه الأذرع،فكان الهدف الأول إستدراج قيادة حماس السياسية لشن هجوم مسلح على المستوطنات اليهودية تحت مسمى(طوفان الأقصى) هذا الهجوم أحرج القتيل حسن نصرالله قائد الأذرع الإيرانية في المنطقة العربية بعد إغتيال معلمه الإيراني اللواء قاسم سليماني،فشن هجمات محدودة ومضبوطة على العدو الإسرائيلي في شمال فلسطين المحتلة،لكي لا يفضح أنه كذاب في الوسط الإسلامي العربي والإقليمي والدولي،ولأنه كان يتوقع أن إسرائيل ستحسم المعركة في غزة خلال عشرة أيام وبالتالي بادر الى تسريب رسائل سرية الى بيئته الشيعية مضمونها(تحملوني أيام معدودات)ولكن المقاومة البطلة في غزة كذبت توقعاته،فبات مكرها أن يستمر في مشاغلة العدو الإسرائيلي،تحت شعار مزيف (وحدة الساحات) تصاعدت تدريجيا حدة المواجهات من الإلتزام بقواعد الإشتباك الى مشاغلة، فمساندة، فمواجهة يُستعمل فيها كل أنواع الأسلحة وهذا ما أرادته إسرائيل لكي تقطع رأس الحيّة السام..
الآن وبعد حرب حقيقية لا(كذبية) بين حلفاء الأمس الأذرع الإيرانية -إسرائيل ستكتب نهاية الأذرع الإيرانية في المنطقة لا كرمى لعيون الحق ولكن كرمى لعيون باطل تطاول عليه باطل آخر،هذا التوقع ينبع من أن العدو الإسرائيلي لمس وأحس وإستشعر أن وجوده في خطر وبالتالي عليه وبمساعدة أميركا واوروبا أن يقضي بشكل نهائي على تلك الأذرع التي هو من شارك بخلقها،فسبحان الله الذي رمى كيدهم في نحرهم،وصدق الله عندما قال في محكم تنزيله(ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين)..