سياسةمحليمقالات خاصة

“امبراطورية” حزب الله تسأل: وين الدولة؟

أثارت الأحداث الأخيرة من الحرب بين حزب الله واسرائيل بعض التساؤلات حول ماهية حزب الله في هذه الحرب. على أساس أنها حرب لامتماثلة بين جيش نظامي بمواجهة تنظيم مسلّح، إنّما المقوّمات التي امتلكها حزب الله بيّنت أن الأخير أصبح أقرب إلى جيش كامل مجهّز، طبعاً ليس تابع للدولة اللبنانية، بل للحرس الثوري الإيراني.

ومن حيث التنظيم الهيكلي الموسّع لحزب الله الذي حافظ على سرّيّته لعقود، والأمين العام الجديد نعيم قاسم كان في خطابه الأخير يتباهى بهذه الهيكلية، تمّ الكشف عنها فعليّاً من خلال العمليّات التي يقوم بها الجيش الإسرائيلي بتصفية القادة والكوادر العسكرية.

وبعض العمليات الأخيرة كتوجيه ضربة على هدف لحزب الله في داخل سوريا، بالإضافة إلى عملية الإنزال الأخيرة في البترون واختطاف أحد مسؤولي نقل الأسلحة في حزب الله من سوريا إلى لبنان عبر البحر، نستدرك تمدّد حزب الله بالنسبة لتنظيم عسكري وارتباطه بمحور كبير، يبدأ بسوريا ولا ينتهِ في المنطقة.

ومع انتقال الجيش الإسرائيلي من الأهداف العسكرية إلى الإقتصادية للحزب، نتوقّف عند النشاط الإقتصادي الذي تمرّس فيه حزب الله من استقطاب مموّلين منتشرين في دول العالم، وتعدّد فروع قرض الحسن الذي يعتبر المخزن المالي للحزب، واصطفافهم على الحدود مع سوريا لتسهيل عمليات تهريب غير شرعية، وانخراطهم في شبكات تجارة المخدرات والأسلحة… كلّ الأمور التي تعود عليهم بأرباح طائلة تؤمن مستلزمات الحرب إذاً، إلّا مسألة تأمين ناسهم النازحين والذين فقدوا بيوتهم في خضم الحرب بدت كأنها خارج موازنتهم، ويعاتبون الدولة اللبنانية على تقصيرها في ملف النازحين، بعد أن انتهكوا كلّ مؤسسات الدولة.

على هذا المنوال، لم يعد يمكن الحديث عن حزب الله كتنظيم مسلّح أو كما تمّ التداول بأنه الدويلة داخل الدولة. بل أظهر حزب الله أنه أكبر من دولة حتّى وخارج عن سلطة الدولة، وتصاعده لمستوى دولى جعله مشكلة دول كبرى دون أن يبقى مشكلة على الدولة اللبنانية وحدها


iPublish Development - Top Development Company in Lebanon

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى