كتب حميد خالد رمضان لقلم سياسي،
يقظة سيادية لميقاتي فهل تقابلها يقظة وطنية واخلاقية وانسانية لحزب الله وغير حزب الله؟
جريدة (الأخبار) الناطقة بإسم حزب الله علقت على موقف نجيب ميقاتي المنتقد والرافض لما صرح به رئيس مجلس الشورى الإيراني “محمد باقر قاليباف” للإعلام الفرنسي بأن طهران مستعدة للتفاوض مع فرنسا بشأن تطبيق قرار مجلس الأمن الدولي رقم1701، بعنوان (يقظة سيادية) ثم أتبع اللواء الوضيع والمخبر الصغير جميل السيد بتعليق أكثر نجاسة وقذارة (الدعارة في السيادة ليست مسألة مبدأ،مسألة مع مين.. نعيما) وذلك ردا وقحا على موقف سيادي إتخذه نجيب ميقاتي يعارض ويرفض بشدة ما قاله (قاليباف)معتبرا ذلك (تدخل فاضح ومحاولة وصاية مرفوضة) زائد أن دولته اوعز الى وزير خارجية لبنان (عبدالله ابو حبيب) باستدعاء القائم بأعمال السفارة الإيرانية لإبلاغه موقف الحكومة اللبنانية الرافضة بغضب تصريحات رئيس مجلس الشورى الإيراني..
هذا ما جاء على لسان ابواق الممانعة وهذا ليس بمستغرب، لكن الستغرب أن تأتي إنتقادات ساخرة من ابواق (سيادية) تقلل من شأن الموقف السيادي (الميقاتي) بقولها أنه ما كان ليتجرأ جرأ لو لم يأخذ الضوء الأخضر من نبيه بري..
الرئيس نجيب ميقاتي بالأساس هو رجل أعمال وهناك علاقة تربطه بالنظام السوري سابقا، وهذه العلاقة تشمل كل من تعاطى السياسة في لبنان افقيا وعموديا، والكل زحف على (بطنه) لأخذ رضى ضابط الإحتلال السوري للبنان اللواء (غازي كنعان)وبالتالي لا يصح ان نتهم زيد ونبرئ عمر..
الرئيس نجيب ميقاتي لبناني -وطني- عروبي يمارس سلطاته الدستورية المقيدة بسلاسل حكومة تصريف اعمال في ظروف جد خطيرة لم يشهد لبنان مثيلا لها،وبالتالي من المعيب والمستنكر خروج أصوات نشاذ تقلل من قيمة ما أقدم عليه ميقاتي وذلك برفضه تصريحات رئيس المجلس الشورى الإيراني(قاليباف)وعليه كان من الصحة بمكان ما أن نسانده ونشد على يديه بدل أن نقلل من قيمة موقفه الوطني والدستوري..
الرئيس ميقاتي فعل المطلوب منه وفي المقابل على الآخرين أن يفعلوا ما هو مطلوب منهم لا أن يعمدوا الى تسخيف مواقفه الدستورية،وبالتالي وبرغم خلافنا السياسي معه نوجه له التحية ونقول وبكل صراحة أن رئيس حكومة لبنان نجيب ميقاتي يكاد ان يكون الوحيد الذي يعاني الأمرين من ما آلت اليه الأوضاع في لبنان وهو الأحرص على حماية لبنان الوطن والكيان..
