الحوار المشروع والحوار المذموم

كتب رئيس الهيئة الإدارية للمؤسسة العالية للبحث العلمي الدكتور علي لاغا،
يوجد فرقٌ شاسع جداً بين حوار العلماء وحوار من دونهم،
إن حوار العلماء لا يستوجب التطابق في الرأي بين المتحاورين، بل المطلوب أن يقدم كل مشارك في الحوار وجهة نظره ، مقدماً الحجج والبراهين والنتائج التي يتوقعها ، والعالم المشارك يجب أن يكون مشهوراً ومجرباً وليس مغموراً كالذين يظهرون على مواقع التواصل وليس لهم سابق تجربة ولا علم تشد إليه الرحال .
هذا هو الحوار الذي يتوخى منه مصلحة ، وهو حوار مشروع أقره القرءان الكريم :
(( قل من يرزقكم من السموات والأرض قل الله وإنَّا أو إياكم لعلى هدىً أو في ضلال مبين )) سورة سبأ :٢٤
والمعنى واضح واحد منا على صواب أو كلانا على خطأ.
وأما الحوار الثاني : فهو إما أن ترى ما أرى أو أنت جاهل سفيه عميل خائن …. الخ .
إن هذا الحوار أخبر عنه القرءان الكريم على لسان فرعون : ((٠٠٠قال فرعون ما أُريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد )) سورة غافر : ٢٩.
إن هذا الحوار لا نتيجة صالحة ترجى منه .
في الخلاصة : إن الحوار يجب أن يكون بين أصحاب العقول المفارقة علَّه يؤدي إلى جامع مشترك أو إلى الصواب وقد لا ينجح لكنه الأفضل لأن دوره عملياً دور مجلس خبراء أو مجلس الشورى وهذا لا يشارك فيه متردية ولا نطيحة.
هذا ما تحتاجه المجتمعات التي تقصد الازدهار والتألق وحفظ الكيان .
ومع ذلك هذا ما أراه والله تعالى أعلم وفوق كل ذي علمٍ عليم.