محليمقالات خاصة

أسرار الساعة الخامسة.. خفايا وفضائح دولة وعظَّمَ الله أجركم

كتب ممصطفى عبيد لقلم سياسي،

ما الذي حصل عند الخامسة عصراً؟

كان من المفترض عند الخامسة من عصر أمس أن يظهر على شاشات الإعلام من يمثل رئيس دولة لبنان رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ليلقي خطاباً مسؤولاً يكون فيه رجل دولة، ويكشف للبنانيين حقيقة ما حصل في لبنان، ويشدد على مسألة محاسبة الوزراء والموظفين المتعاونين مع الميلشيا، أو المتخاذلين عن أداء واجباتهم، ويعطي توجيهاته وأوامره للوزراء المعنيين للكشف عن حجم الخسائر من جهة، والكشف عن كيفية دخول شحنات من أجهزة الاتصالات دون علم الدولة القوية، وتوجيه المعنيين بالسياسة الخارجية لمتابعة الأمر في مجلس الأمن ومحكمة العدل الدولية.

هذا لو كنا فعلاً في دولة محترمة تحترم نفسها، وتحترم شعبها، وتحترم تنوعها، كان من المفترض أن يطل رئيس الدولة ليعلن لشعبه أن الدولة موجودة، كان من المفترض أن يشعر المواطنين بالأمان ويتم إبلاغهم أن الدولة ملجأهم، هذا ما كان سيحصل في أي دولة تحترم نفسها انطلاقاً من سريلانكا وصولاً إلى الولايات المتحدة، فما الذي حصل عند الخامسة عصراً في لبنان؟

  • خرج زعيم ميليشيا مهيمنة على لبنان بقوة السلاح ليثني على نجيب ميقاتي الموظف المياوم برتبة رئيس الذي يعمل على تنفيذ أوامر الرئيس الفعلي لهذه الدولة الفاسدة حسن نصرالله.
  • خرج نصرالله من كهفه ليحدد السياسة الخارجية المستقبلية الفعلية للبنان، لاغياً بذلك ضرورة وجود ما يسمى بوزارة الخارجية ووزير الخارجية او موظفو وزارة الخارجية.
  • خرج نصرالله لينهي صراعاً وفراغاً رئاسياً كان يتم تمثيله على اللبنانيين عموماً والمسيحيين خصوصاً بأن الرئاسة للمسيحيين، والحاكم بأمر الدولة العليا هو شريكي في الوطن المسيحي، ولكن تبين أنه لا ضرورة لوجود الرئيس المسيحي طالما أن من خرج من كهفه هو رئيس الدولة والدويلة الذي يحدد سياسة الدولة، وكيفية الرد، والرؤية المستقبلية لوطن يتخطى حدود كهفه بآلاف الكيلومترات.
  • عند الخامسة عصراً تم نعي الدولة اللبنانية الديمقراطية بكامل مفاصلها، وأصبح لزاماً علينا إنهاء هذه المسرحية التي تسمى لبنان الحر السيد المستقل، بعد أن أصبحنا الجمهورية الإسلامية الإيرانية – فرع لبنان.
  • لم يعد ضروري استمرار المواجهة المسيحية – المسيحية بين كل من باسيل وفرنجية وجعجع على كرسي الرئاسة مدَّعين أن القرار بيد الطائفة المسيحية الكريمة، فكما أصبح رئيس الحكومة موظفاً مياوماً عند نصرالله، فلن يكون رئيس الجمهورية سوى زميلاً لميقاتي بالمياومة، مع التذكير أن الرئيس السابق كان فعلاً زميلاً بالمياومة.
  • الخامسة عصراً كانت جرس إنذار لكل من بكركي ودار الفتوى في حال كانتا تريدان استعادة معالم الكرامة والشرف لإنهاء وظيفة الرؤساء المياومين وتستعيد القرار اللبناني الديمقراطي الحر.

المضحك بالموضوع أن ميقاتي أطل علينا قبل يوم من إطلالة نصرالله ولكن فقط ليعلن انتهاء هذه الجولة من التفجيرات، تاركاً الكلام الدقيق والمهم لزعيم ميليشيا تختطف لبنان تحت كذبة المقاومة، ومنتظراً أوامر أسياده حسن نصرالله، ووفيق صفا،بينما هو عاد ليلهو بملفات اصبحت بالية على رأسها ملف النزوح السوري، وهو يعلم أنه حتى في هذا الملف فالقرار ليس له ولا لزميله المسيحي، وإنما للحاكم بأمر الخامنئي حسن نصرالله.


iPublish Development - Top Development Company in Lebanon

مصطفى عبيد

كاتب ومحلل سياسي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى