قبلان: ما تقوم به المقاومة ربح استراتيجي للبنان
أكد المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان على أن اللحظة الآن هي لحظة حق وثأر وتاريخ وسيادة وطنية ومصالح إقليمية، فما أسعد الشهداء والقادة الشهداء اليوم وهم يشاهدون شتاء الانتقام الأولي الذي طوّق الصهاينة بالرعب. أقول للأنظمة العربية والإسلامية ولشعوبنا: إن التخلي عن غزة وما يجري فيها هو تخلٍ عن الدين والنخوة والشرف ومصالح المنطقة العليا، فلا محنة على العرب والمسلمين أكبر من محنة غزة، نعم لقد خسرت أكثر العرب حين خسرت محلّها من شرط الله بمخاصمة واشنطن وتل أبيب، وخاصة بمحنة غزة وما يجري فيها من فظاعاتٍ وجرائم وويلات. والمرجعيات الدينية (بمختلف الأديان) هي أشدُ محنةً من الأنظمة السياسية بقضية غزة، لأن الشيطان قد يبتلع نظاماً سياسياً ما، إلا أنه حين يبتلع المرجعيات الدينية فتلك كارثة أشبه بكارثة فقد الأنبياء والاولياء. واليوم العالمُ كله يتغير، وأكثرية العرب تفقد تاريخها وتراثها، وتكاد واشنطن تبتلعها بطريق تكريسها كفريسة تطبيع طيّع لإسرائيل، والطريق الى الله لا تمر بالتطبيع مع اليهود، والكنيسة والمسجد كذلك في محنة أكبر، إلا أن تتحولَ منابرُ الله فيها ثورةً مدوية من أجل أكبر مظلوميات الأرض في قطاع غزة وما يجري بأهلها ونسائها وأطفالها من كوارث لا سابق لها بالتاريخ. وهنا لا قيمة للشعارات والأفكار والأعذار، والحل فقط بمواجهة أكبر مذبحة ترتكبها إسرائيل وأميركا في غزة”.
أضاف: “اليوم إسرائيل تعيش على الحماية الأميركية الأطلسية، ولا يمكن القبول بأيّ كسر لقواعد الاشتباك، وما جرى منذ طوفان الأقصى ثورةٌ هيكيلية في ميزان قوة المنطقة ومحورها، ولن نقبل بتعديل هذا الميزان، وخاصة أن يد المقاومة ومحورِها هي العليا، وزمن الصفقات الهزيلة انتهى، والنصر الكبير يلوح بالأفق إن شاء الله تعالى. أما داخلياً فكلمة من القلب: الكنيسة والمسجد ثقل الميزان في هذا البلد، وما نريده شراكةً وطنية تليق بتعاليم النبي محمد والسيد المسيح، وما أشبه تضحيات السيد المسيح بتضحيات الامام الحسين، ولا يمكن أن تتعارض روح المسيحية والإسلام، وهذا يفترض تأكيد هذه الروح الجامعة للإنتهاء من كافة الأمور العالقة بالبلد. واليوم الرئيس نبيه بري شخصية قادرة على تأمين تسوية رئاسية تليق بهذه الشراكة الكريمة، فوطنياً يجب الانتهاء من هذا الملف المعقّد للنهوض بالبلد، ومواجهة مخاطر المرحلة التاريخية التي نعيشها، ولا خطر على لبنان أكبر من صهينته بمساعدة الداخل، ولا كارثة أكبر من الفلتان والفوضى والانقسام”.
وتابع: “يبقى أنه على الحكومة اللبنانية مضاعفة دورِها الإغاثي للقيام بما يجب عليها في هذه اللحظة المعقّدة من تاريخ حرب لبنان، ولا حياد ولا رمادية باللحظات التاريخية، ولا شرف أكبر من ملائكة الإنسانية الذين يجمعون بوريدهم المقدّس سيادةَ ومفخرةَ مصالح لبنان، فما تقوم به المقاومة ربحٌ استراتيجي للبنان ولكل مكوّناته الوطنية، وهو واجب ديني ووطني بامتياز”.