مقالات خاصة

ثلاثية الصاد الميقاتية

كتب حميد خالد رمضان لقلم سياسي

صبر-صوم-صلاة..

الصبر مفتاح الفرج-الصوم:صوموا تصحوا-الصلاة تكلمون بها الخالق ولا تكلمون المخلوق..
توصيف دقيق لأمر واقع يعيشه اللبنانييون،وهذا التوصيف لا يُدان قائله
بل يُدان من بيده الحل والربط في لبنان..
*دولة الرئيس ميقاتي بهذا التوصيف الشعبي البسيط صارح اللبنانيين بشتى ألوانهم،وهو بذلك نطق بالحقيقة التي تبين بدون لبس أن القرار
بيد ثلاثية الألف:أمريكا-إسرائيل-إيران
وبالتالي لا يمكن للحكومة اللبنانية أن تفعل أكثر مما فعلت،لذا ما صرح به ميقاتي جاء على قاعدة أضعف الإيمان
وهو أن ثلاثية الصاد الميقاتية التي صرح بها كانت بمقابل ثلاثية الألف،وهذه حقيقة يعلمها الرأي العام اللبناني كون كل المفاوضات التي تجريها أمريكا والمجتمع الدولي والعربي هي
مع الثنائي الشيعي،لا مع الدولة اللبنانية
لذا لا يمكن أن نتهم الحكومة الميقاتية بالتقصير ولا أن نحملها مسؤولية ما يحصل،لأن من يتحمل مسؤولية ما يحصل المجتمع الدولي بقيادة أمريكا أولا ومحور المقاومة والممانعة ثانيا وكلاهما يمتلك القوة،بينما الدولة اللبنانية المتمثلة بحكومة تصريف أعمال تمارس ما يٌسمح لها من صلاحيات دستورية معاقة،ومع ذلك لم تنجوا
من سهام الإنتقاد الظالم من قبل بعض الكتل اللبنانية والأبواق الإعلامية الناطقة بإسمها،إذا فلا عتب ولا لوم على الخارج إذا تجاوز حضورها الدستوري..
*الهجوم على نجيب ميقاتي في هذه المرحلة هو لزوم ما لا يلزم،وهو هروب من مواجهة مغتصبي القرار الوطني اللبناني،وهروب من مواجهة المجتمع الدولي الذي كان السبب في إضعاف الدولة اللبنانية كرمى لعيون مصلحة إسرائيل من جهة ومن جهة أخرى مراعاة
خاطر إيران الممثلة بحزب الله او الثنائي الشيعي،فكانت النتيجة هي هيمنة الدويلة على الدولة،او ما تبقى منها التي الآن يتولى زمام قيادتها نجيب ميقاتي،والذي أصبح في هذه الحالة لا يملك إلا الصبر على ما حل بها من ضعف وترهل وتهميش، الى أن يأتي الفرج، والصوم عن الكلام الذي لو قاله لزاد طين الفتن بلة،او لأنه لا يقدم
ولا يؤخر، والصلاة لله عز وجل كي يخلص لبنان واللبنانيين من شرين شر المجتمع الدولي الداعم للعدو الإسرائيلي
وشر ما يسمى بمحور المقاومة والممانعة
الداعم لإيران،ولا ننسى أن هناك شر داخلي يقوده مكون مسيحي يقوده الصهر المعجزة لميشال عون(جبران باسيل)ومكون مسيحي آخر يقوده(سمير جعجع)وإن إختلفت
خلفيات الهجوم لكلا المكونين على نجيب ميقاتي..
*نجيب ميقاتي(بالع الموس على الحدين) لا هو قادر على مواجهة الثنائي
الشيعي كرئيس حكومة تصريف أعمال
لا لأنه موافق على ما يحصل من قبل هذا الثنائي بل لأنه يعلم حدود قوة صلاحياته الدستورية،ويعي خطورة المواجهة معه،وبالتالي ذهب الى العمل بأضعف الإيمان،والأمر الآخر أنه أدرك من خلال إتصالاته الدولية والإقليمية والعربية أن لبنان الدولة والمؤسسات في آخر إهتماماتهم،والأوليات عندهم مصلحة العدو الإسرائيلي، وعدم توتير علاقاتهم مع النظام الإيراني الذي قد لهم
خدمات لا تحصى ولا تعد..
*نجيب ميقاتي ليس بشاهد زور،وإنما هو شاهد على مشهد صراع الفيلة لا ناقة له به ولا جمل، ومع ذلك يحاول ويحاول
فعل المستطاع ليحافظ على ما تبقى من
دولة تآمر الداخل والخارج عليها،وبالتالي
من الإنصاف في مكان ما،وقف الهجمات عليه،أو رجمه لوحده بالحجارة،وهذا لعمري منتهى(الوطاوة)الأخلاقية والسياسية والوطنية،وأنا أعتذر عن هذا الوصف الشوارعي لكن كما يقال بأمثالنا الشعبية الموروثة(ما حاجك للمرّ إلا الأمرّ منه) وبالتالي بدل أن ترجموا رجلا قال الحقيقة مكرها،على المهاجمين له والمنتقدين(عمّال على بطّال) أن يرجموا أنفسهم وأعني بذلك المكون المسيحي بكافة مذاهبه الذي كان السبب المباشر بالحؤول دون إنتخاب رئيسا للجمهورية
وهذا الحؤول هو من أبقى نجيب ميقاتي الى الآن كرئيس لحكومة تصريف أعمال،لذا فليكف المكون المسيحي عن مهاجمته بالذهاب بعد إتفاق بين مذاهبه لإنتخاب رئيسا للجمهورية،وبذلك يتخلصون من نجيب
ميقاتي ومن حكومة كل وزير فيها رئيس
جمهورية وكل وزير فيها مربوط من رقبته بحبل من مَن اوصله الى سدة الوزارة..
*نجيب ميقاتي رغم خلافنا السياسي معه ورغم معارضتنا لقبوله بتشكيل هذه الحكومة المعاقة،وبرغم طلبنا منه مرارا وتكرارا الإعتكاف،ورغم مناشداتنا له بترك الجمل بما حمل،والنأي بمنصب رئاسة الحكومة عن صراعات محلية وخارجية،إلا أننا الآن ملزمين أن نكون معه لأنه وبدون مجاملة رجل المرحلة
التي تتطلب وجود رجل مثله يعرف(البير وغطاه) ويعرف حدوده وحدود غيره،ويعلم تفاصيل ما دبر بليل
ومدرك لخطورة القطب المخفية للسياسة الدولية والإقليمية..


iPublish Development - Top Development Company in Lebanon

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى