مقالات خاصة

جنرال الممانعة

الدكتور جواد مختار

كانت و لا زالت الآمال معلّقة بشكل كبير من قِبل الشعب اللبناني و خاصة الجمهور البرتقالي، ان انتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية سيتحول لبنان الى ساحة من الإستقرار و العدالة و المساوات و الحرية و الديمقراطية ..
فتفاجأ هذا الجمهور ومعه كل الشعب ان الوطن وصل الى الحضيض أو كما قال فخامته القوي الى جهنم
إنحدار البلد الى جهنم برعاية ميشال عون ورعيّته ..
من يعد بالكثير يُطلب منه تطبيق ولو جزء بسيط من وعوده، وهنا يتفق الجميع على أن الرئيس عون ليس المسؤول الوحيد الذي أوصل البلد إلى الهاوية لكن الصدمة كانت كبيرة لأن الجنرال يقف مكتوف اليدين أمام كل هذه المصائب ..
لا بل كاد ان يفقد عقله و ينقطع ما بينه و بين الحياة الواقعية ..
يغرق لبنان يوماً بعد يوم في العتمة من كل النواحي لا كهرباء لا ماء لا بنزين لا مازوت لا دواء حتى الرغيف بات مفقودا ..
ويبدو هذا المشهد مغايراً في قصر بعبدا عن صورة رؤساء الجمهوريات الذين مروا بعد “الطائف”، فقد أحضر عون أفراد أسرته إلى القصر الجمهوري وسلّمهم مراكز حسّاسة في ظاهرة نادرة جداً لكن فيهم الصهر رئيس “التيار الوطني الحرّ” النائب جبران باسيل و بذلك نرى هذا الإطباق العائلي
في القصر الجمهوري و سائر الدوائر ..
وبات مشهد القصر يتحكّم به كل من باسيل والوزير السابق “المستشار” سليم جريصاتي ..
علما ان هنالك حرباً خفيّةً ما بين الصهر و المستشار تؤثر سلباً على قرارات الجنرال ..
لأنه بات واضحاً و جلياً ان لبنان في جهنم اليوم و إلى تراجع يوما بعد يوم و الزعماء يقاطعون بعضهم البعض و لا حياة لمن تنادي و خاصة بعد الإنفجار الأول و الثاني اللذين كشفا عورة النظام و الصورة القاتمة بشكل أساسي ..
و الأدهى من ذلك إعتبار ارتفاع سعر الدولار ومن ثمّ قطع الطرق هما مؤامرة على العهد و الوطن ناهيك عن الأزمة الإقتصادية القاتلة و الفوضى الإجتماعية ..
إن حالة ضياع تلك مردها الى صعوبة تشكيل حكومة بعد اعتذارات لكل من سعد و اديب ..
و اليوم انتهت الجولة العاشرة بما مهنته الزيارة العاشرة للرئيس المكلف الميقاتي دون حصول المعجزة ..
بالطبع أصبح واضحاً و جلياً ان الجنرال يريد حكومة عونية بإمتياز
يستأثر بها بالوزارات السيادية ك العدل و الداخلية و الدفاع و الخارجية و الأشغال و المهجرين و هكذا دواليك ..
و هذا و إن دل على شيء فهو يدلّ على نيته في المواجهة وإمساك ختم الرئاسة حتى لو لم يكن رئيساً ..
أمام الخطر الذي يضرب الوطن فالبلد طار والحكّام في مكان آخر يتقاتلون على الحصص والنفوذ
و بذلك يستطيع الجنرال بإدارة البلد من خلال ترؤس المجلس الأعلى الدفاع في قصر بعبدا حيث يعطي توجيهاته القادة الأمنيين و الوزراء و البلديات و لم يعد هنالك ضرورة لتشكيل حكومة ..
و ختاماً
هل من المعقول أن يكون التعطيل من منظومة السلاح ؟
و هل سقط لبنان في محور المقاومة ..؟!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى