محليمقالات خاصة

هل اهتزت ضمائركم نصرةً لزلازل فلسطين؟

كتب الصحافي مصطفى عبيد لقلم سياسي،

يعيش اللبنانيون مؤخراً حالة انفصام وطني، فبينما تتراقص أجواء الجنوب اللبناني على أصوات القصف، والانفجارات، والغارات، تتراقص باقي المناطق اللبنانية من بيروت حتى عكار على أصوات الحفلات، والمهرجانات بحجة لبنان يرفض الموت، واللبناني يحب الحياة.

وباتت هذه الحجة كذبة يلجأ لها السياسي، والتاجر، والغني، والفقير، عندما يحتاج لتبرير عدم شعوره بالآخر سواء كان هذا الآخر شريك في الوطن كاللبناني القاطن في الجنوب، أو أخاً في الدين خارج الوطن كالفلسطيني الذي يعيش على وقع أصوات القذائف، وارتدادات الانفجارات.

ولا أريد أن أخوض هنا في صوابية ما يجري في الجنوب، أو الكذبة التي يقوم نصرالله ومرتزقته بتمثيلها جنوباً مع ما يترتب عليها من خسائر اقتصادية، وقتلى، واغتيالات، وإنما ما أسعى إليه هنا هو توصيف حالة هذا الكائن اللبناني الأناني الذي يجعل إحساسه بالغير مرتبطاً بالعلاقة المناطقية، والعلاقة الطائفية، فإذا كان المتضرر مسيحي فلا يهم المسلم ما يصيب شريكه في الوطن، وإن كان الفقيد سني فلا يعني الشيعي، والمثال يسري على كافة الطوائف.

وحتى على صعيد الانتماء للدين، والقضية، والعروبة، يعيش اللبناني حالة من النكران والرفض لانتماءاته عندما يتعلق الأمر بالمناصرة، والدعم، فلا يعنينا ما يجري في فلسطين سوى عبر منشور على منصات التواصل الاجتماعي، أو حالة مع تعليق مؤثر على تطبيق واتساب، بينما نستهلك منتجات يحتم علينا ديننا وضميرنا مقاطعتها كونها تدعم الكيان الصهيوني، ومن ثم نعود لحياتنا، ومجوننا، وقلة شعورنا بحجة أننا نحب الحياة.

ولكن شاء رب العباد ليل أمس أن يجعل اللبناني يعيش بضعة ثوانٍ من الاهتزازات والارتدادات التي يعيشها أخاه الفلسطيني يومياً وعلى مدار الساعة، فكانت النتيجة أن أصبح أغلب اللبنانيين في الشوارع، والطرقات خوفاً من ارتدادات قد لا تحصل، بضعة ثوانٍ كانت كفيلة بأن تعري اللبناني من نفاقه، ودعمه الكاذب لأهل فلسطين، فأصبح في الشارع يتابع عن كثب توقعات تحدد له مستقبل إقامته في الشوراع.

وهنا تظهر أمامنا علامات استفهام مخجلة لا نتجرأ على مواجهتها أو الإجابة عنها، أولها كيف لنا أن نهرب من هزة لبضع ثوانٍ بينما أهلنا في فلسطين ينامون على وقع الاهتزازات والارتدادات؟ ألا نخجل أمام ألمهم أن نظهر خوفنا فنترك منازلنا؟ ألا نشعر بالعار حين نظهر ضعفنا من مجرد هزة بينما هم ثابتون أمام الانفجارات والارتدادات؟ أما حان الوقت لندعم أخواننا دعماً حقيقياً ونمزق اتفاقية سايكس بيكو التي قيدتنا بحدود تافهة وجنسيات مخزية؟ وهل سندعهم بين يدي الشيطان الإيراني “حزب الله” والشيطان الصهيوني؟

هي مجرد هزة إلهية لضمائرنا علّنا ننصر أخوتنا في فلسطين خلال ما يعايشونه من زلازل ومجازر، فهل من عاقل يبادر؟ وهل من مجاهد يهب نصرةً لأمر الله بوجوب القتال لرفع الظلم الصهيوني عن أهلنا، وكشف الفتن والألاعيب الفارسية الشيعية؟


iPublish Development - Top Development Company in Lebanon

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى