محليمقالات خاصة

بينما تنفرد الميليشيا بمصير الدولة.. زعيم التيار مشغول بالاغتيالات ونواب القوات تؤرقهم ١٤٠٠ سنة هجرية

كتب الصحافي مصطفى عبيد لقلم سياسي،

يؤكد لبنان يوماً بعد يوم أنه بلد التفكك، واللامبالاة، وغلبة المصالح الفردية والطائفية على الأهداف الوطنية الجماعية، فبينما يبيعنا الثنائي الشيعي كذبة بالية بعنوان المقاومة والمؤازرة، تغني الأحزاب المسيحية مواويلها الخاصة كلٌ حسب مصلحته.

فمن جهة برز انشغال جبران باسيل مؤخراً باغتيال حلفائه وزملائه سياسياً داخل التيار، فهو كعمه تماماً يريد أعضاء لا تفكر، ولا تحلل، بل يريدهم أن يتصرفوا كالأنعام يذعنون لأوامره وتنحصر تعليقاتهم بنعم وحاضر.

وهذا حقيقةً غير مستغرب من الديكتاتور البرتقالي الذي اغتال البلد والوزارات في عهد عمه عون من أجل تحقيق مصالحه الخاصة، فلم يبقي حجراً على حجر في سبيل إشباع أطماعه الطائفية التي لا تنتهي.

وها هو باسيل بحسب معلومات متداولة على متن طائرة خاصة في رحلة استجمام عقب مجموعة من الاغتيالات التي نفذها داخل جدران التيار الفاسد، يغادر للسياحة بينما لبنان على أعتاب حربٍ شاملة قد تمحو لبنان فيصبح نصفه أراضي محتلة، ونصفه الثاني دويلة شيعية مارقة تابعة للشيطان الفارسي.

ومن جهةٍ أخرى ينشغل نواب الجمهورية القوية، والقوات اللبنانية بمحاولة تبرير زلة لسان زميلتهم غادة أيوب التي اعتبرت أن صراعها هي وزملاؤها في حزب القوات عمره ١٤٠٠ سنة، هذا الحزب صاحب التاريخ المجرم، والذي قد لا يقل إجراماً عن حزب الله بحسب تاريخه يقود صراعاً يزعجهم ويؤرقهم لدرجة أنهم باتوا يصرحون عنه علناً.

وكلما برر زملاء غادة أيوب أكثر، غرقوا في مستنقع الطائفية وبرز حقدهم الدفين هؤلاء الذين يدًّعون الشراكة، حيث انبرى أحد النواب القواتيين الأشاوس ليدافع عن أيوب فأعلن أن الصراع القواتي الذي عمره ١٤٠٠ سنة هو من أجل الحرية، وحرصاً على حقوق الإنسان، هذه الحرية التي اختفت منذ ١٤٠٠ سنة تقريباً مع ظهور الإسلام، فسُلِبَت حقوق الإنسان، وانتُهِكَت حقوق المرأة، واغتُصِبَت حقوق الأطفال، وانتشرت الحروب بحسب رأيهم والقتل والجرائم التي لا ترقى لمستوى جرائم حكيمهم.

فيا حضرة النواب في حزب القوات، وتكتل الجمهورية القوية هل كان حاجز البربارة من أجل الحرية؟ والمجازر التي ارتكبها حكيمكم على الهوية بحسب التصنيف الطائفي من أجل الحرية؟ واغتيال رئيس حكومة لبنان من أجل الحرية؟ وتفجير سيدة النجاة من أجل الحرية؟ واللائحة تطول وتطول وتطول في صراعكم هذا..

أما حزب الكتائب فلا يزال على حاله كما عهدناه، معارض لكل شيء، ولأي شيء، معارض لانتخاب رئيس، ولعدم الانتخاب، لحصول جلسة نيابية، ولعدم اكتمال النصاب، لأداء رئيس الحكومة، ولتقصير الوزراء، المهم أن يعارض، ويندد، ويستنكر، ويندد، ويرد كما عودنا دائماً دون أي تأثير يذكر منذ زمن سعد الحريري وحتى اليوم، هو فقط يعارض..

نعم هكذا هو حال الأحزاب المسيحية في بلد الشراكة الوطنية، أحزاب مسيحية مشغولة بالمصالح الفردية، والتعصب الطائفي، والصراع على وطنٍ تكاد ميليشيا حزب الله أن تزيله من خارطة العالم فتحوله لمقاطعة إيرانية، وربما قد تحول مراكز الأحزاب المسيحية المشغولة بالصراع والاغتيال لحسينيات بقيادة مُعَمَمين يكملون كذبة الصراع والمقاومة، أما حال الأحزاب السنية وقياداتها الغائبة عن الفهم والوعي فربما في مقامٍ آخر..


iPublish Development - Top Development Company in Lebanon

مصطفى عبيد

كاتب ومحلل سياسي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى