قضية فلسطين (فوطة) صحية تقي الفرج الإيراني من التلوث
كتب حميد خالد رمضان لقلم سياسي،
توصيف مقزز، لكننا مجبرون على الأخذ به كمثل لكي نوضح السياسة البرغماتية الإيرانية الصرفة التي تمتزج بالإنتهازية والمغالطة والزور،التي تنتهجها إيران منذ أن أطاح الغرب بشاه إيران واستبدالها بالخميني..
لست ممن يتهم إيران بالخيانة وبالوقت نفسه ضد كل من يتهمها بذلك، لأنها تصوغ سياسة تخدم مصالحها العليا في شتى المجالات، وبالتالي ليس لديها مانع بالتعاون او التحالف مع أي كان سواء كان يهوديا او مسيحيا او بوذيا او سيخيا، ولهذا لعمري منتهى الذكاء البرغماتيكي..
إيران نجحت بتضليل الرأي العام العربي والإسلامي الى حد كبير بأن قضية فلسطين قضيتها الأولى، وبأنها دولة إسلامية أولوياتها توحيد المسلمين
سُنّة وشيعة،وقد نجحت بذلك أيضا ولو كان بنسب قليلة لكنها مؤثرة في..
إيران كغيرها من الدول التي تضع نصب عينيها خدمة مصالحها الإسترايجية (سياسة-أمن-إقتصاد) وتستغل كل حدث يعزز ذلك، ومن أهم تلك الأحداث القضية الفلسطينية لكي تخترق الفضاء العربي-الإسلامي وبحملها راية هذه القضية وإن كان بإيعاز من أمريكا وإسرائيل، وهذا الإيعاز لا تلام عليه، وإنما الملامة تقع على من صدقها ووثق بوعودها طيلة 45 سنة، وكما أسلفت أعلاه أن إيران تستعمل قضية فلسطين (فوطة) صحية تقي فرجها التلوث من احداث طارئة (ولادة-حيض-إجهاض-بروستات) بطرح شعارات فارغة ضد الكيان اليهودي-الصهيوني الذي إحتل فلسطين، وضد أمريكا التي ثبتت هذا الإحتلال بحمايته بكل الوسائل السياسية والعسكرية والمالية، ولو تمعنا قليلا في هدف الفوطة الصحية تلك لوصلنا لإيجابة جوهرها تغييب أفعالها الإجرامية ضد أهل السُنّة في العراق وسوريا واليمن، وتكذيب ما قال عنها التاريخ بأدلة دامغة بأنها عدو تاريخي سياسي وعقائدي للإسلام كدين والمسلمين كمريدين، ولتأكيد ذلك التضليل دائما ما تلجأ الى شن هجوم كلامي لا أفعالي على كل من إسرائيل وأمريكا كون هذا الثنائي بنظر الأمة الإسلامية مصدر لكل خطر يهدد وجودها السياسي والديمغرافي والديني،وبالتالي علينا أنه هناك فارق بين الدعاية العدائية الإيرانية الواسعة لكل من أمريكا وإسرائيل، والسيلان الجارف من المحادثات السرية التي تتم بينها وبين إسرائيل وأمريكا في إسلوب يفصل بين الهجوم الدعائي الشعبوي والتنافس الإقليمي والجيوستراتيجي، لذا علينا أن نعي خطورة زيوف الشعارات الحماسية التي تطلقها إيران ضد أمريكا إسرائيل والعكس صحيح، لأنها مجرد غطاء شعبوي للعلاقات السرية،كي تبقى العلاقات بين هذا المثلث في مستوى نزاع سياسي قابل للحل لا صراعا ايديولوجيا لا حل له، إضافة على ذلك أن إسرائيل وإيران يعتقدان أنهما منفصلان عن المنطقة العربية ثقافيا وسياسيا ودينيا وإثنيا، فالإيرانيون محاطون ببحر من المسلمين (السُنّة) والإسرائيليون محاطون ببحر من العرب، وبالتالي يمكننا القول أن عدو النظامين الفارسي-اليهودي مشترك وواحد (العرب المسلمون)..
ختام التحليل هذا يؤكد لنا للمرة المليون
أن الثلاثي امريكا-إيران-إسرائيل أبعد ما يكون عن صراع حقيقي فيما بينهم يهدد مصالحهم الإستراتيجية في منطقتنا العربية..