محليمقالات خاصة

حقائق وخفايا الضربة الإسرائيلية.. الجميع كانوا يعلمون إلَّا فؤاد شكر

كتب الصحافي مصطفى عبيد لقلم سياسي،

انتهت فصول مسرحية الضربة الإسرائيلية بعد ان استهدفت مسيرة تابعة للاحتلال الإسرائيلي قيادي بارز في صفوف ميليشيا الحزب، وبينما كان أتباع الثنائي الشيعي يتصدرون الشاشات والبيانات وعلى رأسهم المفتي الجعفري الممتاز أحمد قبلان ليتوعدوا إسرائيل بالرد القاسي، وبأن الاحتلال الإسرائيلي قد فتح أبواب جهنم على نفسه، وبأن هذه الضربة تبيح للحزب الرد كيفما شاء ورفع سقف المواجهة، إلّا أنه كان للرئيس السابق للتقدمي الاشتراكي رأيٌ آخر.

فقد قالها وليد بيك وبكل وضوح: “ما جرى كان بمثابة الرد المعنوي، والحرب طويلة، وما حصل لن يغير المعادلات” فلا حرب ستندلع، ولا قواعد اشتباك سيتم خرقها، بل هي مجرد مناوشات بين الميليشيا الإيرانية والمحتل الصهيوني والتي قد تجعل أحدهما يضطر في بعض الأحيان إلى خرق القواعد من أجل “الطابع المعنوي” كما وصفها وليد بيك.

هذه الصراحة وهذه التصريحات أشعلت أتباع الميليشيا ليتصدر تريند وليد جنبلاط خائن لقليلٍ من الوقت قبل أن يتم مسحه كونه لا مصلحة للثنائي بمواجهة البيك بعد ما حصل في مجدل شمس الدرزية و “الوعي الكبير” الذي أظهره زعيم الدروز اللبناني وليد جنبلاط خدمةً للميليشيا.

من جهة أخرى إن الاغتيالات التي يتم تنفيذها من قبل الاحتلال، والشخصيات الميليشياوية رفيعة المستوى التي يتم تصفيتها، تطرح سؤالاً مهماً: هل الحزب مخترق إلى هذا العمق؟ أم كل هذه الشخصيات يتم تصفيتها أو تقديمها كأضاحي على درب الشهادة كما يتوهمون؟

في كلا الحالتين كل ما يحصل هو مدروس ومتفق عليه بالعناوين العامة لا بالتفاصيل، ولكلا الطرفين حرية اللعب ضمن هذه الحدود، وحرب حزب الله مع إسرائيل لم تكن يوماً لنصرة غزة، إنما هي مجرد ألاعيب وعروض بوليوودية لذر الرماد في العيون والزج بإيران كعضو أساسي في عملية المفاوضات على منطقة يراها كل من اليهود والشيعة أرض الميعاد لقائدهم المنتظر.

وبالعودة إلى الضربة الإسرائيلية على حارة حريك في ضاحية بيروت الجنوبية، فاللافت في الأمر هو إعلان شركتي الطيران الفرنسيتين “Air France” و “Transavia” يوم امس الثلاثاء قبيل موعد الضربة الإسرائيلية باستئناف الرحلات إلى مطار بيروت اعتباراً من اليوم الأربعاء، وهذا وإن دل على شيء فهو يدل على أن الضربة مدروسة ومتفق عليها على الأقل بين إسرائيل وحلفائها، إن لم يكن أحد في الداخل يعلم.

باختصار المسرحية انتهت، والضحايا تم انتشالهم، ولبنان الرسمي كالعادة وبواسطة وزير الخارجية ضمن حكومة ميليشيا حزب الله سيسجل شكوى لا معنى لها في مجلس الأمن، والأمم المتحدة، وجميع شركات الطيران ستعلن استئناف رحلاتها إلى كل من لبنان والأراضي المحتلة وكأن شيئاً لم يكن، فلا داعي للهلع.


iPublish Development - Top Development Company in Lebanon

مصطفى عبيد

كاتب ومحلل سياسي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى