مقالات خاصة

بعد مقابلة كبارة…. بكراكي يُفَصِل المعاناة

تعقيباً على لقاء قنصل عام لبنان في تركيا مازن كبارة مع الإعلامي طوني خليفة والذي أعاد نشره ( قلم سياسي ) كتَب الدكتور وسيم بكراكي :

مقابلة مهمة لسعادة القنصل العام اللبناني تتحدث عن السفر الى تركيا ووضع القنصلية العامة في كيفية التعامل مع الحالات وكيف أننا للأسف لا نستطيع تلبية كل من يطلب المساعدة…

نضيف عليها تفصيلا :

1. الأعداد التي تتواصل معنا وتطلب مساعدة أصبحت كبيرة جدا وللأسف قدراتنا ضعيفة جدا. ولهذا أحيانا كثيرة نضطر مكرهين إلى رفض المساعدة. علما أن هذا الشهر تم شراء ما يزيد عن 5 تذاكر سفر وتجديد جواز سفر مدة سنة لأحد اللبنانيين وعدة فحوص pcr ومساعدات مالية مياشرة لعدة عائلات وكلها من تبرعات الجالية اللبنانية في تركيا مع العلم أن مثل هذه التبرعات تجمع بمبالغ صغيرة من الناس الذين هم أيضا أقرب إلى الفقر فجاليتنا للأسف لا يوجد فيها أغنياء وان وجدوا لم نر من أحد منهم أي مساعدة. وهذه الاحتياجات تتكرر بشكل شهري للأسف.

2.نتمنى من الناس أن تدرس أوضاعها بشكل جدي قبل المخاطرة بالسفر. في لبنان حتى ولو انعدمت الكهرباء وفقدت المياه هناك سقف بيت تنام فيه وعندك جار وأخ وصديق .. أما هنا فاذا ما وقعت ولم تدفع إيجار البيت فصاحبه سسرميك في الشارع حتى ولو صبر عليك شعرا او اثنين لن يصبر عليك اكثر. وإن كان من المتشددين لن يصبر عليك يوما واحدا… فكيف بك وعائلتك وانتم بلا مأوى…

3. تركيا كاي بلد اجنبي تحتاج فيها اقامة ولظيك فيها مصاريف لا تدفعها عادة في لبنان… ايجار البيت. مصاريف الاقامة. فواتير الغاز والمياه والكهرباء والتي ان لم تظفعاحدها شهريا تقطع عنك. مصاريف مدارس حتى ولو في الدولة هنام مصاريف تدفع. واي خلل في دفع هذه الامور تجد نفسك في مشكلة وضيق… عليك ان تحسب كل هذه الامور بشكل دقيق… وحتى بم ضوع الطعام والشراب قد تجد من يساعدك مرة او اثنين ولكن لن يستمر احد في الدفع عنك بشكل دائم… لدينا بعض العائلات التي أصبحت مشهورة بالطلب وللأسف لم يعد أحد منا يمتلك القدرة لتلبيتهم فنحن لسنا دول ولا يوجد من يقدم لنا لنصرة على الناس. قد يستغرب البعض هذا النص ولكننا وصلنا لمرحلة نخاف من الاتصالات الواردة لأننا نعلم أننا سقف عاجزين عن تقديم المساعدة لها.

4. الشغل مش واقف على باب المطار ينتظر تدخل معه. معاشات الناس العادية لا تتجاوز 3500 ليرة وهذا المبلغ لا يكفي عائلة من 4 أشخاص. واذا كان لديك شهادة جامعية او متميز بأمر ما فاعلم ان هناك 5 مليون عربي معهم شهادات ومتميزون مثلك وينتظرون في اسطنبول بشكل اجباري بسبب اللجوء أو مهجرين وهؤلاء أيضا يبحثون عن عمل. فمن يقول لك ان الأعمال متوفرة وسهلة هو إما نصاب أو كذاب او للأسف يرمي حكي ولا يعلم أنه بهذا الشكل يتسبب بخراب بيت عائلات تأتي متأملة بما يقوله من وعود خاوية…

5. عمليات النصب كثيرة. وكثير من النصابين لبنانية للأسف. ولهذا لا تثق بأحد ولا تعطي جواز سفرك لأحد. ولا تعطي مالك لأحد. .. ووعود الشركات الكاذبة كبيرة. حالات النصب سواء في مواضيع الإقامة أو في الشركات التي تبيع بشكل كاذب والتي تكون جميعها بشكل منمق وجميل وتضع شهادات الضرائب الخ وتكون للأسف سيئة السمعة… لهذا احرص على ان تسال عن الشركة من مصادر مختلفة. ولا تكتفي بمجرد السؤال لدينا. فنحن أيضا أحيانا يكون لدينا صورة عن شخص ومؤسسة وممكن تكون خاطئة. ولكن أن كنا نعلن أن فلان نصاب سنقول لك بشكل مباشر. فرجاء احرص على التأكد من مصادر متعددة وتذكر انه ما خاب من استشار.

6. نحن لسنا شركة توظيف. نحن نقدم ما نستطيع لخدمة اللبناني وان توفر لنا من الوظائف ما يمكن أن نضع فيه لبنانيا لا نقصر في ذلك. ولكن بعض الناس تتواصل بشكل مضحك تطلب فيه الوظيفة كأنها تطلب ساندويتشات أو منقوشة بزعتر. .. أتمنى أن نعي أن هذه المؤسسة هي جمعية ثقافية اجتماعية نحاول ما نستطيع ولكن ضمن ما نستطيع. ولهذا نعتذر من الجميع أن لم نستطع تلبية طلبه أو أن كان طلبه غير واقعي كما يفعل البعض الذي يطلب مباشرة لقاء الوزير.

7. الحالات المرضية تزايدت كثيرا للأسف هذه السنة بسبب الكورونا. وهناك حالات كثيرة للأسف تخرج من المستشفى بمبالغ كبيرة جدا… أحد الحالات خرجت اليوم بحساب وصل إلى 35 الف ليرة. بعد جهد طويل قمت بتخفيض المبلغ إلى 17200 ليرة. والآن بعد أن أنهي هذا البوست سارا المجموعات لنتمكن من جمع هذا المبلغ لهذه العائلة لتتمكن من تسديد ما بقي من مبلغ. وهي حالة من حالات متكررة أيضا تقع على رقاب أبناء الجالية اللبنانية في تركيا. نحن لا نتذمر من المساعدة ولكننا نتألم من عدم قدرتنا على مساعدة الجميع. وهو ما يجعلنا نتواصل معكم بمثل هذه البوستات أحيانا لكي يدرك الناس أن الحياة ليست رغيدة وان بساط الريح وفانوس علاء الدين ليسوا معنا….

دمتم بخير جميعا..

الدكتور وسيم بكراكي

إختصاصي طب أطفال طبيب تركي لبناني رئيس جمعية الثقافة والصداقة اللبنانية ( توليب)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى