هذا ما جاء في مقدّمات نشرات الأخبار المسائية
مقدمة تلفزيون “أم تي في”
الخبر أتى من فرنسا رياضياً لا سياسياً. فلبنان حقق فوزَه الأول في الألعاب الأولمبية بفوز “بنجامين حسن” بكرة المضرب على منافسه الأميركي، وتأهلِه إلى الدور الثاني.
جاء ذلك، بينما الكلُ منشغلٌ بسؤال: كيف سترد إسرائيل ومتى؟ وهل تتوسّع الحرب؟ أم تبقى المواجهات ضمن ما يعرف “بقواعد الاشتباك”؟ أسئلةٌ تترافق مع حبس الأنفاس المستمر منذ ليل أمس، بعد حدث “مجدل شمس”.
فعلى الرغم من مسارعة حزب الله إلى نفيِ مسؤوليتِه، وفتحِه قنواتِ التواصل مع الفاعليات الدرزية الروحية والسياسية، لضبط ردود الأفعال، إلاّ أن القيادتين السياسية والعسكرية في إسرائيل، سارعتا إلى استغلال الحادث للنفيرِ الكلامي والدعوةِ إلى التصعيد العسكري، بينما نشط آموس هوكستين على خط الاتصالات بين لبنان واسرائيل لعدم تفلّت الأوضاع.
وبحسب معلومات الـmtv فإن الحلَ الذي يُعمل عليه بوساطة أميركية بين لبنان وإسرائيل، هو أن تكون الضربةُ المفترضة في الساعات المقبلة، محدودة جغرافياً جنوباً وبقاعاً وألا تطال بيروت ومدنيين، وعلمت الـmtv أن “حزب الله” بدأ باتخاذ احتياطاتِه في المنطقتين المذكورتين في وقتٍ أرجأت شركاتُ طيران رحلاتها إلى بيروت حتى يومِ غد.
أين ستردّ اسرائيل ومتى؟ وهل تبقى بعدها الأمورُ ضمن سياق ما بعد السابع من تشرين الأول، أم أننا سنكون أمام حفلةِ جنونٍ تنطلق فيها “تل أبيب” من حجّة “مجدل شمس” على غرار حجّة محاولة اغتيال السفير الإسرائيلي في لندن، عشيةَ اجتياح لبنان عام 1982؟
مقدمة تلفزيون “المنار”
لن تُحْجَبَ شمسُ الحقيقةِ في مجدل شمس بالتدليسِ الصهيوني والتهويلِ المنبري، ولن يَغسِلَ المحتلون الدماءَ التي تُلطّخُ وجوهَهم وايديَهم بدموعِ التماسيحِ على اطفالِ القريةِ السوريةِ المحتلةِ الذين هُم اخوةُ اطفالِ غزةَ وشركاؤهم بالدم، كما اطفالِ الضفةِ وجنوبِ لبنان، الذين مزّقتهم على مدى اشهرٍ تسعةٍ آلةُ القتلِ الصهيونية.
ولن ينالَ الصهيونيُ من ملعبِ كرةِ قدمٍ على ارضِ الجولانِ المحتل، ما عَجَزَ عن كَسبِه في ملاعبِ النزالِ مع ابطالِ المقاومةِ من القطاعِ الى كافةِ جبهاتِ الاسناد.
وبالحكمةِ التي حمَلَها اهلُ القريةِ السوريةِ المحتلةِ واخواتِها على مدى النزالِ معَ العدوِ الصهيوني، أكملوا مشوارَ التحدي، ورفعوا الصوتَ بوجهِ اجرامِه وكَذِبِه ، وكلِّ متربصٍ يريدُ الاستثمارَ بدماءِ ابنائهم – كما قال مشايخُ مجدل شمس ومعهم جلُّ مراجعِ الموحدينَ الدروز من رجالِ دينٍ وسياسيين، كتبوا بدماءِ ابناءِ القريةِ الصابرةِ شراكةً على طريقِ القدس معَ نحوِ اربعينَ الفَ شهيدٍ قَتلهم الصهاينةُ في غزةَ بحسَبِ آخرِ احصائياتِ وزارةِ الصحةِ الفلسطينية.
وفيما آلةُ القتلِ الصهيونيةُ ترفعُ من منسوبِ التهويلِ ضدَّ لبنان، وتَجْمَعُ كابينت الحربِ لبحثِ التطوراتِ وسْطَ تسريباتٍ وتهديداتٍ يشاركُ معهم فيها طوابيرُ من دولٍ ومنظماتٍ ووسائلِ اعلام، فانَ المقاومينَ يُكملونَ المُهمةَ باسنادِ غزةَ واطفالِها ومقاوميها ويدافعونَ عن لبنان، مستهدفينَ تموضعاتٍ لجنودِ العدوِ في المنارة وشتولا بالاسلحةِ المناسبة ..
وبالموقفِ المناسبِ الذي يُثبتُهُ كلَّ يومٍ اهلُ الميدانِ ردَّ حزبُ الله على الكذِبِ والتهويلِ الصهيونيينِ، بانَ ذهابَ العدوِّ الى خِيارِ شنِّ حربٍ واسعةٍ ضدَ لبنانَ سيُقرِّبُ من نهايةِ هذا الكيان، كما قال رئيسُ كتلةِ الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد . اما قول الخارجية الايرانية فكان عبر المتحدث باسمها ناصر كنعاني محذراً من ان اي مغامرةٍ صهيونيةٍ حمقاء اتجاه لبنان يمكن أن تؤدي الى توسيعِ رقعةِ الازمةِ والحربِ في المنطقة.
مقدمة تلفزيون “الجديد”
صاروخ مجدل شمس غيبته اسرائيل الى ما وراء الشمس.. لتقدم رواية من صناعتها وتدبيرها العسكري الذي يطرق ابواب الحرب أربع وعشرون ساعة تهديدات، من دون تقديم المضطبة العسكرية والتقنية لتدعيم اتهام اسرائيل بمسؤولية حزب الله عن اطلاق الصاروخ وعلى هذا الصاروخ جلست حكومة بنيامين نتنياهو في اجتماع وزاري حربي هذا المساء لتحديد آلية الرد على لبنان مسبوقة بأرتال التصريحات المسننة برؤوس حربية والرد على مزاعم اسرائيل جاء من مجدل شمس نفسها، التي شيعت شهداءها مع تشييعها الفتنة وطردها مسؤولين اسرائيليين جاؤوها يذرفون دمعة على المدنيين، وأياديهم غارقة في بحر الدم الفلسطيني وفي ساحة القائد التاريخي سلطان باشا الأطرش اجتمعت العائلات لتشييع جثامين اثني عشر شهيدا من اطفال وفتيان وفتيات مجدل شمس.. رافضين استغلال الدماء لتحقيق أو تبرير أي هدف من أي جهة وبغضب رافق حزن الوداع، تم طرد شخصيات اسرائيلية وأعضاء كنيست.. وهاجم الاهالي وزير المالية الإسرائيلي المتطرف بتسلئيل سموتريتش، وصرخوا في وجهه: “إرحل من هنا يا مجرم، لا نريدك في الجولان”، لكن القيادات السياسية والعسكرية داخل اسرائيل استمرت في الاستثمار وتهديد لبنان.. وأبرزت اتهامات عن استخدام الحزب صاروخ فلق وأدرجت اسم المقاوم الذي أطلقه وهي الإدارة العسكرية والسياسية نفسها التي حلقت فوقها مسيرات الهدهد ثلاث مرات، ودخلت سماءها واجواءها وثكناتها، وعادت بسلام من دون صحون اسرائيلية لاقطة. لكنها في مجدل شمس حددت ووثقت واتهمت.. وأقنعت العالم ان قلبها على المدنيين، وهي التي قتلت منهم أربعين ألفا.. ولاتزال فالمدنيون كانوا يصرخون للإنقاذ من داخل مستشفى المعمداني والشفاء ومن مخيمات النزوح ومدارس الاونروا.. من دون ان يسمع العالم انينهم واوجاع مرضاهم ومع نفي المقاومة في لبنان الاتهام بمجزرة مجدل شمس.. فإن اسرائيل تمسكت بروايتها وعقدت العزم على توجيه ضربة لم يعرف مداها بعد في وقت تكثفت الاتصالات مع الحكومة اللبنانية.. وأبرزها ما تولاه الموفد الاميركي اموس هوكستين وقد كشف الزعيم الدرزي وليد جنبلاط ان هوكستين هدد بعملية واسعة ستقوم بها اسرائيل.. وقال جنبلاط: لقد أجبته على طريقتي وذكرته بأن مهمته هي كوسيط، وعليه السعي للتوصل الى وقف اطلاق النار واضاف جنبلاط ان ادعاء اسرائيل باطلاق المقاومة صاروخا على مجدل شمس هو كاذب وذكر جنبلاط تاريخيا بالفشل الاسرائيلي الدائم حيال القضاء على المقاومة من فلسطين الى لبنان.. واضاف حان الوقت لان تفهم اسرائيل بانها لن تقضي على روح المقاومة وقال ان مجدل شمس عربية وقد رفض اهلها الجنسية الاسرائيلية وكفى دموع التساميح على دروز الجولان.
وعلى خطى الوليد كان النائب وائل ابو فاعور يكتب درسا اخر بالتاريخ ويؤكد ان دولة الاحتلال الإسرائيلي تتباكى على الأطفال الشهداء من أبناء الجولان السوري المحتل، وهذه قمة العهر والنفاق واضاف ان اسرائيل تحتل أرضهم منذ سنوات وتزجهم في سجن عنصريتها، وتمنعهم من أبسط حقوقهم، وتفصلهم عن أهلهم ووطنهم، وتسجن وتقتل من يعاندها منهم، واليوم تتباكى عليهم لأنها تريد أن تنشب الفتنة بينهم وبين أبناء أمتهم العربية والإسلامية
والى جانب المواقف الدرزية العابرة للفتنة.. تسارعت الاتصالات على اكثر من جبهة داخلية وخارجيا في وقت بدا ان اسرائيل تستعد لضربات محددة دون الانخراط بالحرب الموسعة وقد اعلن وزير الخارجية الخارجية عبدالله بو حبيب إن الولايات المتحدة طلبت من الحكومة كبح جماح حزب الله.
مقدمة تلفزيون “أل بي سي”
سقوط إثني عشر طفلًا في مجدل شمس ، وجرح اربعين آخرين ، في قرية درزية من الجولان الذي تحتله إسرائيل ، إما بصاروخ أطلقه حزب الله من شمال شبعا ، وإما بشظايا صاروخ القبة الحديدية الذي أطلقته إسرائيل ، نقل حرب الشمال من مكان إلى آخر، فلم تعد جبهة إشغال ومساندة من جانب حزب الله ، ولم يعد مجرد رد من جانب إسرائيل.
أن يقطع نتنياهو زيارته لواشنطن ويعود قبل عشر ساعات من انتهائها ، فهذا يعني ان هناك قرارًا عسكرياً كبيرًا في صدد اتخاذه ويستدعي وجوده في تل ابيب وليس في واشنطن . إسرائيل حسمت أنّ إنطلاق الصاروخ ، وهو من نوع فلق واحد، إيراني الصنع مزوّد ٍ برأس متفجر من خمسين كيلوغراما ً، أطلق من محيط شبعا ،وسمّت المسؤول عن إطلاقه وهو علي محمد يحيى، معتبرة ً أن حزب الله وحده من يمتلك هذا النوع ، إلا أن حزب الله كان له موقف ٌ مناقض اصدره ببيان ، نفى فيه بشكل قاطع علاقته بالادعاءات الكاذبة عن استهداف مجدل شمس.
وفيما ترصد الجهات الحكومية والديبلوماسية ما يمكن ان يكون عليه الرد الاسرائيلي ، شاعت أجواء تتحدث عن بنك أهداف يُرجَّح أن تكون عرضةً للاستهداف، من دون أن يرقى ما يشاع إلى مستوى الجزم أو التأكيد .
ومن المؤشرات التي تأتي في سياق تطور الاوضاع، أن شركة طيران الشرق الأوسط أرجأت عودة رحلاتها إلى بيروت ،من ليل الأحد الاثنين إلى نهار غد.
تطورات متسارعة، وسباق بين التصعيد وسحب فتيل التفجير ، ومن الجهود التي تستدعي رصدًا ومتابعة، الاجتماع الاستخباري في روما، بعدما كان مقررا في باريس، الاجتماع كان مقررا قبل ضربة مجدل شمس وكان يتعلق بصفقة الاسرى، لكن حادثة مجدل شمس دفعت بالاجتماع ليضعها بندا اول. البداية من هذه التطورات.
مقدمة تلفزيون “أن بي أن”
كاد المريب ان يقول خذوني. إذا لم تمتلك إسرائيل ذريعة لتنفيذ عدوانها…فهي تفتعلها ومحاولة الإغتيال المزعومة لسفيرها في لندن لتبرير إجتياحها لبنان في الثمانينيات خير شاهد. أبناء مجدل شمس يعرفون من قتلهم جيداً وهم الذين يرفضون الهوية الإسرائيلية. عن سابق تصور وتصميم قصفتهم إسرائيل وأرادت أن تستثمر بدمائهم لغايات في نفس بنيامين فانطبق عليها المثل القائل:بتقتل القتيل وبتمشي بجنازته.
في مجدل شمس الحزينة قيل لوزير الماليّة الإسرائيلي: “ارحل من هنا يا مجرم” وكان صوت العقل أقوى من صوت صواريخ القبة الحديدية ومن أبواق اسرائيلية هدفها التحريض على الفتنة وأهالي مجدل شمس استمعوا الى صوت عقلهم والى أصوات عاقلة كصوت الزعيم وليد جنبلاط الذي يعرف جيداً إتجاه البوصلة محذراً ممّا يعمل عليه العدو الإسرائيلي منذ زمنٍ بعيد لإشعال الفتن وتفتيت المنطقة وقال: أسقطنا هذا المشروع في السابق وإذ يـُطل برأسه من جديد فنحن له بالمرصاد إلى جانب المقاومة وكل المقاومين الذين يواجهون الإجرام الإسرائيلي.
زعيم المختارة وفي حديث لقناة الجزيرة أشار إلى التعويل على جهود الرئيس نبيه بري في التوصل مع المبعوث الأمريكي لوقف إطلاق نار جدي بجنوب لبنان، وبموقف ثابت لا يتغير منذ السابع من اوكتوبر قال جنبلاط أن حزب الله مقاومة لبنانية وجزء من لبنان التطورات تابعها رئيس مجلس النواب نبيه بري ولهذه الغاية تلقى إتصالاً من المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان (جينين هينيس بلاسخارت) أكد خلاله رئيس المجلس أنه وبالرغم من الإنتهاكات الإسرائيلية الفاضحة والصريحة لمندرجات القرار 1701 إلا أن لبنان ومقاومته ملتزمون بهذا القرار وبقواعد الإشتباك بعدم استهداف المدنيين نؤكدا ان نفي المقاومة لما جرى في بلدة مجدل شمس في الجولان السوري المحتل يؤكد بشكل قاطع هذا الإلتزام وعدم مسؤوليتها ومسؤولية لبنان عن ما حصل.
في الوقائع أعلن جيش العدو رفع جاهزيته القتالية متوعداً لبنان ومقاومته بدفع الثمن وسط تحذيرات من اندلاع حرب إقليمية في حال أقدم على توسيع عدوانه.
في المقابل شددت المقاومة من انه على العدو الإسرائيلي أن يعي جيداً أنّ أي خطأ في التقدير سيقابـَل بالويل وسيُصَبّ جامُ الغضب على كامل الكيان.
وبالتوازي يـُنتظر أن يُعقد اليوم الأحد في العاصمة الإيطالية روما لقاء رباعي لبحث أحدث مقترح إسرائيلي بشأن اتفاق محتمل يشمل وقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية…فهل سينصاع بنيامين نتنياهو هذه المرة… لا تبدو المؤشرات تنحو في هذا الاتجاه.
في التفاصيل اللبنانية صدرت نتائج امتحانات الشهادات الرسمية وفي العلوم العامة حصد الجنوب المرتبة الاولى عبر مدرسة عريسه بلال فحص ضمن عائلة مؤسسات أمل التربوية.
مقدمة تلفزيون “أو تي في”
في زمن التهديدات المتزايدة والتهويل المتعاظم و”البهورة” من دون سقف، لا مكان للتخاذل ولا مجال للاستسلام ولا محلَّ للخوف.
فمهما اجتمعت حكومات حرب، او التأمت مجالس أمنٍ مصغرة او موسعة، ومهما صدر من بيانات عن رؤساء ووزراء وقادة وحدات واركان، ومهما تكاثرت مواقف التأييد من وراء البحار وتصريحات الدعم العابرة للقارات ومواقف التضامن المشين مع قتلة الاطفال، لبنان اقوى من اسرائيل.
كان اقوى يوم دحر جيشها عام 2000، وكان اقوى حين حطَّم جبروتها عام 2006، وكان اقوى منذ 7 تشرين الاول 2023، حين كرس توازن الرعب على جانبي الحدود، وفرض على الموفدين الدوليين زيارات مكوكية لبيروت، عسى الدولة اللبنانية ترضى بالحلول الوسط، التي تريح العدو وتتعب الوطن.
صحيح أن الخلاف كبير بين اللبنانيين حول بناء الدولة وادارتها، وحول الشراكة الوطنية والرئاسة والحكومة وغيرها. لكن الاصح، ان شعب لبنان واحد في مواجهة العدو، فالوحدة الوطنية هي الاولوية، وتضامن اللبنانيين في ما بينهم عنوان بقاء الوطن.
اما في التفاصيل، فلم يعد السؤال هل سترد اسرائيل على ما جرى في مجدل شمس، بل ما هو مدى الرد المحتمل؟ هل يقتصر على ضربة، ام ينزلق الى حرب شاملة؟ وفي موازاة كل ذلك، هل حصل بنيامين نتنياهو الذي عاد الى فلسطين المحتلة من واشنطن في الساعات الاخيرة ليترأس اجتماعاً حربياً… هل حصل على ضوء أخضر للحرب؟