هكذا يحول الإعلام الموجه الانتصار الحقيقي الى هزيمة ويحول الهزيمة الحقيقية الى انتصار

كتب حميد خالد رمضان لقلم سياسي،
كي يخدع الإنسان المطلوب قهره والتحكم به بجعله سلعة استهلاكية تتحكم به سلعة مُستهلكة..
نسمع كثيراً عن وجود دولة عميقة او حكومة خفية تتحكم بمسار الدول عبر إيصال رئيس ينفذ اوامرها، مع ترك له هامش من الحرية لخداع الرأي العام، والإعلام بكافة تلاوينه الأداة الناجعة لخداع من يجب خداعه، وإليكم بعد الأمثلة على على إقناع المهزوم بأنه منتصر..
*في العراق دمروا الدولة ومؤسساتها وفككوا المكون الشعبي العراقي، وهذا يعتبر انتصار لهم وهزيمة محققة للشعب العراقي، ولكي يخففوا على العراقيين ثقل الهزيمة وتداعياتها الكارثية على مستقبلهم، سلموا الحكم في العراق للشيعة، وبهذا التسليم صنعوا لهم انتصاراً وهو إسقاط نظام صدام حسين (السُنّي) واستبداله بنظام يترأسه شيعي..
*في سوريا ما تركوا وسيلة إلا وإستخدموها لمنع سقوط نظام بشار أسد، ومن أهمها صناعة حالة إرهابية(داعشية)وقد نجحت الخطة بأن حولوا أنظار الرأي العام العالمي عن المجرم الكبير بشار أسد الى مجرم صغير صنعوه بأيديهم، ليظن الشعب السوري أنه انتصر على الإرهاب ولينسى ما حل بوطنه سوريا(جعلوا انتصارهم هزيمة، وجعلوا هزيمة الدولة السورية ومؤسساتها إنتصارا)..
في اليمن فعلوا فيه ما فعلوه في العراق وسوريا..
في لبنان خلقوا حزب الله كمقاومة مزيفة ليقضوا بها على المقاومة الحقيقية، فصنعوا من حسن نصرالله بطلاً (سوبرمان-كرنديزر) ليصوروا للناس أن اقتلاعهم للمقاومة الحقيقية (هزيمة) لأمريكا وإسرائيل واستبدالها بمقاومة مزيفة (انتصاراً) لمن يريد تحرير فلسطين حقيقة..
في فلسطين الآن ينتهجون نفس الطريقة، دمروا غزة، قتلوا وجرحوا من أهلها350 إنسان،هجروا مليونان،وجعلوها غير صالحة للعيش ولكي يغطون على جريمتهم صنعوا لنا أبطالا تنسينا أننا هزمنا حقيقة ولن أذكر
أسماء هؤلاء الأبطال لكي لا أتهم بالردة والخيانة والعمالة،وبالتالي علينا ان نصدق أنهم هزموا ونصدق أننا إنتصرنا..