محليمقالات خاصة

شياطين الولايات المتحدة يلجأون لسيناريو “الشهيد الحي”

كتب مصطفى عبيد لقلم سياسي،

لا تزال أصداء حادثة محاولة اغتيال المرشح الجمهوري الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب تتوالى، بينما لا يزال ترامب نفسه يحصد ثمار بضع قطرات الدماء تلك التي سالت من أذنه، فها هو يقترب أكثر فأكثر من كرسي الرئاسة ليحكم أميركا مجدداً وينتقم منها على ما فعلت به.
وما يجري حالياً في هذه الحرب الرئاسية يذكرني بأحداث المسلسل الأميركي الشهير “House of Cards” الذي يظهر في حلقاته حجم التضحيات، والتمثيل، والأحداث المفبركة التي يبدي المرشح استعداده للقيام بها من أجل الوصول إلى البيت الأبيض ليحكم العالم.
والسؤال هنا هل محاولة اغتيال ترامب حقيقية أم مجرد تمثيلية أدت واجبها بنجاح وإن كلفت وقوع ضحية أو أثارت الرعب في نفوس الناس، فهذا كله في القاموس الأميركي مجرد أضرار جانبية، وإذا ألقينا نظرة على التاريخ السياسي والحربي الأميركي نجد وبكثرة حجم استعمال مصطلح الأضرار الجانبية أو ما يعرف ب”collateral damage” فأطفال العراق كانوا مجرد أضرار جانبية من أجل إزالة الرئيس الشهيد صدام حسين، وأفغانستان كذلك، وسوريا، وكثير من الدول العربية والغربية وصولاً إلى أوكرانيا التي تخوض حرب الولايات المتحدة بالنيابة عنها ضمن مبدأ الأضرار الجانبية أيضاً.
نعم، شياطين الولايات المتحدة مستعدون لكتابة أي سيناريو ولو نتج عنه ضحايا من أجل الوصول إلى هدفهم، وها هو سيناريو الشهيد الحي يؤتي ثماره وبقوة لإيصال ترامب إلى الكرسي، وكم أوصل هذا السيناريو من أشخاص إلى الكرسي بدءًا من لبنان وصولاً إلى الولايات المتحدة الأميركية، سواء كان هذا السيناريو معداً للتمثيل أو أنّه قُدِرَ لهم عمر جديد، فاستغلوه للتجارة بسيناريو الشهيد الحي.
من جهة أخرى ما يلفت الانتباه مؤخراً هو الحالة الصحية للرئيس الأميركي الحالي جو بايدن، خصوصاً في ظل تصريح الطبيب السابق في البيت الأبيض أنه لا يمكنه التعليق على حالة بايدن الصحية التي تدهورت بشكل ملحوظ وسريع مؤخراً ودفعته للانسحاب من السباق الرئاسي، فهل هي فعلاً بفعل التقدم بالعمر؟ أم أنَّ هنالك سيناريو آخر يتم تنفيذه في الكواليس؟
وبين الملك المجنون وخليفته والشهيد الحي، فإن الأيام القادمة ستحمل حروباً أكثر شراسة وضراوة في الولايات المتحدة تمهد لوصول ترامب إلى سدة الحكم والانتقام ممن استهدفوه وعارضوه، فهل هي فعلاً بداية النهاية؟


iPublish Development - Top Development Company in Lebanon

مصطفى عبيد

كاتب ومحلل سياسي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى